أقام “تجمع العلماء المسلمين”، حفلاً تكريمياً في مركزه في حارة حريك لسفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان مجتبى أماني يرافقه الدبلوماسي بهنام خسروي لمناسبة بدء مهامه في لبنان، بحضور أعضاء التجمع.
وكانت كلمة لرئيس مجلس الأمناء الشيخ غازي حنينه، توجه فيها الى السفير الايراني قائلا: ” أننا في تجمع العلماء المسلمين نتحدى الصعاب من خلال كل ما ذكرناه وتكلمنا عنه وواجهنا كل المحن التي عصفت بلبنان منذ أن وطأت أقدام العدو الصهيوني ودنست أرض الوطن.ونشأ هذا التجمع على حب الله وحب رسول الله، وبفضل الله ثم ببركة وتوجيهات الإمام الراحل الإمام الخميني رحمة الله عليه، ثم بعد ذلك تحت لواء الولي الفقيه الإمام السيد علي الخامنئي حفظه الله، نمضي على طاعة الله وطاعة رسول الله مؤتلفين ومتحابين وعنوان الوحدة، سعادة السفير ليس معنى ذلك أن نذوب بعضنا بعضاً، وإنما أن يأتي كل واحد منا يحمل شخصيته، يفتح قلبه وعقله لأخيه ويمد يده تحت قول الله عز وجل “وتعاونوا على البر والتقوى”. وتحت قول الله تبارك وتعالى “إنما وإن إنما المؤمنون إخوة” وتحت قول الله تعالى “وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون”.
عبدالله
وتحدث رئيس الهيئة الإدارية الشيخ الدكتور حسان عبد الله، وقال: ” نحن في التجمع نعلن رفضنا للقرار 2650 الذي يعتبر مساساً بالسيادة اللبنانية وتضمينه للقرارين 1559 و1680 يدل على أن هناك مؤامرة تُحاك تستهدف المقاومة، ونتهم المسؤول عن متابعة الموضوع في الحكومة اللبنانية والمندوبين في الأمم المتحدة بالمشاركة بهذه المؤامرة بشكل يصل إلى حد الخيانة العظمى، وندعو مجلس النواب لتشكيل لجنة تحقيق برلمانية لتحديد المسؤوليات ومعاقبة من تسبب بهذا الخرق”، شاكرا الجمهورية الإسلامية الإيرانية على “المساعدات التي قدمتها للبنان والتي أعلنت عن استعدادها لتقديمها سواء الفيول أويل مجاناً أو تجهيز محطتي توليد كهربائية في بيروت والجنوب”، داعيا الدولة اللبنانية لقبولها”.
واعتبر أن “السمسار الدولي عاموس هوكشتاين ليس وسيطاً في النزاع الحدودي مع فلسطين المحتلة بل هو طرف في هذا النزاع ونصر على أن تقوم الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات اللازمة لتعديل المرسوم رقم (6433) واعتبار الخط 29 هو خط الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة، ونؤكد على القاعدة التي رسمتها المقاومة لن نسمح للعدو الصهيوني باستخراج الغاز من كاريش ما لم نستخرج غازنا من حقولنا”، داعيا “لتشكيل حكومة وحدة وطنية بأسرع وقت ممكن كي لا نراكم الفراغ على الفراغ إذا لم ينتخب رئيس جديد للجمهورية وندخل في أزمة دستورية قد تدخل البلد في ما لا تحمد عقباه”.
ودعا “لانتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية يكون ملتزماً بالسيادة الوطنية وحفظ الحقوق اللبنانية في موارده وأرضه ومياهه وغازه ونفطه ويعمل على تفعيل الثلاثية الماسية الجيش والشعب والمقاومة”.
وختم مستنكرا “قصف العدو الصهيوني المتكرر لسوريا واستخدام الأجواء اللبنانية لذلك، وندعو لرد رادع على هذه الخروقات التي لن تكون برأينا سوى بمعادلة جديدة عنوانها الرد على القصف بالقصف، فهذه هي اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو الصهيوني”.
السفير الايراني
وألقى السفير الايراني كلمة قال فيها: ” نحن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية نكن الكثير من التقدير والاحترام لهذا التجمع الكريم وعلمائه الأفاضل، ونرى فيه منارة كبرى من منارات الوحدة الإسلامية والانسجام بين كافة مكونات العالم الإسلامي، لما يحمله من خطاب وطروحات ومبادئ تنسجم مع الرسالة الراسخة التي تبنّتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأخذتها على عاتقها منذ قيامها، رسالة الوحدة والتلاقي مع كل القوى والتيارات والتوجهات التي تتوخى مصلحة هذه الأمة ومساندة حركات المقاومة والتحرر على امتداد العالم”.
أضاف: “لقد عرفت الجمهورية الإسلامية أن فلسطين هي القضية المركزية فجعلت منها بوصلة لتوجهاتها ومواقفها، في وقت تاهت فيه أقدام الآخرين فابتعدوا عن فلسطين والتحقوا بركب التطبيع و التنازلات . أمام هذا الواقع ستبقى الجمهورية الإسلامية الإيرانية متمسكة بنهجها وثوابتها القائمة على دعم القضية الفلسطينية المحقة والعادلة وستبقى السند الداعم والقلعة الحصينة للشعب الفلسطيني المجاهد ومقاومته الشريفة الباسلة حتى تشكيل الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف . ما بالنسبة للبنان العزيز، نجدد التأكيد على وقوفنا الدائم إلى جانبه، حريصين على وحدته الوطنية واستقراره الداخلي في مواجهة كافة الأخطار التي تحدق به لاسيما في مواجهة العدو الصهيوني،كما ندعم حقّه في الدفاع عن سيادته وحدوده وثرواته الطبيعية . وقد أثبتت التجربة العملية أن المعادلة الذهبية المتمثلة بـ”الشعب والجيش والمقاومة” هي الدرع الحصين للبنان والضامن الحقيقي لاستقلال وقوة هذا البلد الأبيّ. ونحن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكما عهدتمونا في كل المحطات السابقة، بادرنا سريعاً لدعم لبنان بكل ما أوتينا من قوة، من خلال مبادرات التعاون والمساعدة التي قدّمناها للحكومة اللبنانية في شتى المجالات ولاسيما على صعيد الغذاء والاستشفاء والكهرباء . وقد عقدت خلال الأيام الماضية سلسلة إجتماعات مع مسؤولين لبنانيين معنيين للبحث في مسألة النهوض في قطاع الطاقة في لبنان، الذي يشكل أحد أبرز المشاكل التي تضغط على كاهل الشعب اللبناني”.
وختم: “لبنان وشعبه الأبيّ يستحق من أصدقائه الحقيقيين كل دعم ومؤازرة، ونحن راغبون في توطيد علاقات التعاون الثنائية بين الحكومة الإيرانية والحكومة اللبنانية في شتى المجالات الحيوية البناءة التي تعود بالخير على البلدين والشعبين من خلال تبادل الزيارات الرسمية لوضع آفاق هذا التعاون ووضعه موضع التنفيذ”.