في جمعة ضاقت بها قاعة الدكتور حبيب الجمال ، جمعت نخبة من المثقفين والشعراء والادباء والمهتمين بالأدب والشعر، ووجوه سجلت اشراقة في سجل بعلبك وتاريخها الحضاري ، التقت مع وجوه أعطت وتعطي لبعلبك، وأخرى إنطلقت في العطاء
في مجلس بعلبك الثقافي كان هذا الحضور الذي اعتاد عليه، فكيف بالسحر
وسماع سحر
برعاية وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى وقعت الشاعرة الدكتورة سحر نبيه حيدر مؤلفها الجديد ( اكتبني حين احببتني) بدعوة من مجلس بعلبك الثقافي ومنتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحادة الثقافي في قاعة الدكتور حبيب الجمال ، ومثل وزير الثقافة الدكتور نزار ضاهر وبحضور النائب السابق الدكتور كامل الرفاعي ،محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ممثلا برئيس قسم المحافظة دريد الحلاني ، رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق شحادة ، رئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق ممثلاً بالمهندس ناصر الطفيلي، ورؤساء بلدية بعلبك السابقين ، الشاعر طلال حيدر رؤوساء منتديات ثقافية واجتماعية وحشد من المهتمين،
بداية الحفل افتتحها الشاعر والاديب الدكتور الياس حليم الهاشم بكلمة ترحيبة تخللها كلمات شعرية اضاءت على مجموعة سحر بسحر الكلمات،
وقال : وللحب سحر فيها يتباهى، قرأت سحر حيدر في” غلالة الشمس”، فوجدت “عبق الرياحين” يكتبني بقصيدة يتراقص الحب بين أضلاع سطورها، على أنغام البوح الجريء والمهذب. تتعبك سحر حيدر حين تدخل حديقة نفسها، تأسرك وانت الحر الذي يأبى الأسر، فانت أمام نص مختلف عن كلاسيكية الغزل الذي يحمل بوح الألم والحنين والاشتياق، فسحر حيدر كل هذا البوح، لكن بأبجدية مغمسة بنورانية الحب الذي كان، وصار عندها مشروع خلاص لأنثى تنصّب نفسها الرسولة لبني جنسها، تحمل قضايا المرأة من حواء الى سحر”.
ثم قدم رئيس مجلس بعلبك الثقافي حاتم شريف قصيدة شعرية للشاعر نزار فرنسيس تقديراً للدكتورة سحر بمؤلفها الجديد
وزف شريف للمهتمين بالموسيقى بشرى “تأمين تمويل لأكاديمية موسيقية في المجلس، سوف تستكمل تدابيرها وإجراءاتها اللوجستية خلال الشهر المقبل، ويبدأ التسجيل للطلاب الراغبين بتعلم فنون الموسيقى في كانون الأول القادم. كما تم افتتاح قسم للشطرنج في المجلس، بالتعاون مع نادي القلعة، لتنمية الرياضات الذهنية”.
بدوره ممثل وزير الثقافة الدكتور نزار ضاهر قال : وأكد أن “أمرين شديدي الأهمية في بال الوزير القاضي محمد وسام المرتضى سيفصح عنهما قريبا، لأن مدينة بعلبك وسكانها وأهلها في باله. وهنا يحضرني الحبيب والصديق والفنان الكبير الراحل رفيق شرف، فهناك محطة في بعلبك بخصوص هذا الفنان الراسخ في تاريخ ووجدان وزارة الثقافة، وهذه المحطة تتطلب تعاون أهل بعلبك جميعا في هذا المشروع الكبير”.
وأضاف: “سمعت يوما الشاعر طلال حيدر يقول “بالزمان كنا نمد إيدينا على السما نطال نجمة، هلأ منمد إيدنا على السما منقطف عتمة”، واجتماعنا اليوم لتوقيع كتاب الدكتورة سحر حيدر، هو مدماك يضيء شمعة في هذا الظلام الدامس، هو اجتماع للغد، هو لعنة للظلام، لأن هذا اللقاء بحد ذاته بمثابة ضوء ينير الظلمات الفكرية وغيرها، لأن النتاج الأدبي والفكري والثقافي والفني نقطة انطلاق لإعادة بناء ما هدم في لبنان كله”.
بدورها اعتبرت رئيسة “منتدى شاعر الكورة الخضراء” ميراي شحاده أن “نصوص حيدر ساحرة، كسجادة عجمية أتقنت حياكتها بخيوط الألم والأمل، وحملتها في عربات صدى امرأة لم يصدئها الزمن، عربات تعدو في ثلاثية الأبعاد إلى الأعماق وإلى الآفاق وإلى العلياء من دون فرامل أو كلل. وجميل جداً أن تحول شاعرة أديبة مثلك شحوب الزمن وأدغال الغربة إلى حكايا خالدة أسرجت فيها وبها فرح الكتابة، واتقنت معها الإصغاء لموسيقاك، لتردد معك نساء الدنيا لرجال يعشقونهن: أَكتبني حين أحببتني”.
وتحدثت الشاعرة حيدر، فقالت: “من بعلبك، مدينة الشمس والسلام والحضارات، من مسيرة الستة الباقيات على الزمن من تاريخ مسكون بالأمل، حيث تلامس رائحة التراب الأرواح فتحيينا، وحيث يتمازج شميم وجودكم مع بخور الوفاء والرقي الإنساني، حملتنا ريح الهوى، تراقصت الأفكار، زغردت النفوس، وقدست الكلمات في محراب المحبة الصادقة”.
وتابعت: “أحبائي، بين أيديكم، أضغ اليوم بعضا مني، أعترف أنا لست شاعرة ولا أتقن الشعر، أنا بعلبكية ارتوت من أرض مشبعة بالرضا، وافرة العطاء، فكانت العصارة رشات عطر تسكبها ذاتي فوق الورق، فتنبت الأحرف صدقا يردده الصدى وتهواه القلوب”.
والقت باقة من قصائدها، فكان الأهداء الأول إلى بعلبك، ونقتطف منها: “وهبتُ أعمدتك الستة يا بعلبك، شموخي أنوثتي، كل شيء في دنياي، يراعتي، حبر دواتي، أوراقي البيضاء، حبي الذي لم يولد”.
ورافقها على العود الملحن عادل حسن
ختاماً وقعت حيدر كتابها للحضور ووزع مجانا مع كتابيها : عبق الرياحين وغلالة الشمس
مبروك للدكتورة