دعا رئيس لجنة التربية الوطنية والتعليم العالي والثقافة النائب حسن مراد إلى “تطوير النظام اللبناني، من أجل صياغة نظامٍ عادل يقوم على تكافؤ الفرص، وتشجيع مراكز الأبحاث والعلوم، وتخصيص ميزانيات للجامعة اللبنانية، وتعزيز التعليم الرسمي الذي يحتضن كل أبناء الوطن الذين يستحقون التعلم في ظروف أفضل، مع مستلزمات تراعي التقدم العلمي”.
كلام مراد جاء خلال حفل تكريمي للمربي جورج السيقلي، أقامته اللجنة التربوية في “المنبر الحواري لمثقفي بعلبك الهرمل” برعايته، في قاعة “نادي الشبيبة” في بعلبك، في حضور النائب ملحم الحجيري، النائبين السابقين إميل رحمة وكامل الرفاعي، رئيس قسم محافظة بعلبك الهرمل دريد الحلاني ممثلا المحافظ بشير خضر، مفتي بعلبك الهرمل السابق الشيخ بكر الرفاعي، رئيس اتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق شحادة ممثلاً بنائبه جمال عبد الساتر، نائب رئيس بلدية بعلبك مصطفى الشل، ممثل نقابة أصحاب المدارس الأكاديمية الخاصة مصطفى أبو إسبر، وفاعليات تربوية وسياسية وبلدية واجتماعية.
وقال مراد: “الدولة التي تكرم مربيها وتستثمر بالإنسان، تفتح آفاق المستقبل أمام أجيالها، وترفع من شأن التربية وقوتها لحجز مقاعد على الصعيد العالمي، على غرار قوة الشعب والجيش والمقاومة التي كانت السبب في استعادة حقوقنا”.
ولفت إلى أن “النظام اللبناني مريض، ونحن نشعر بالوجع. وندائي لكل أصحاب القرار والنفوذ: ارحموا المواطن، ليبقى لنا وطن، فالمناصب والمواقع محدودة المدة الزمنية، أما الوطن فيحيا بتقديم التضحيات والثبات على حفظ أرضه وسيادته واستقلاله وهويته العربية”.
وأثنى مراد على “الدور الذي لعبه الراحل جورج السيقلي في ترك بصمة في مجالي الفن الراقي، والتربية والتعليم من خلال إنشائه الصروح العلمية وتأسيسه جمعية الثقافة، والاهتمام بالشباب لتجنيبهم خطر الحروب الأهلية، فالحرب لا تكون إلا لحماية أرضنا من العدوان الإسرائيليّ”.
وختم مراد: “وطننا بحاجة لمثل هذه القامات التربوية التي تبني على أساس الفكر الوطني الجامع”.
زغيب
واعتبر رئيس المنبر الحواري لمثقفي بعلبك الهرمل أحمد زغيب ان “هذا الحفل لتكريم شخصية استثنائية، برعاية الصديق النائب حسن مراد الذي سيكون لنا معه في المرحلة المقبلة تعاون وثيق، لأنه شخصية وطنية جامعة، قادرة على انتشالنا من العديد من أزماتنا، وبعلبك الهرمل بجامعاتها ومدارسها ومعاهدها هي أمانة بين يديه، على أمل العمل مع نواب ووزراء المنطقة على استحداث كلية للزراعة وفروع للجامعة اللبنانية”.
وعاهد بأن “يبقى المنبر حاضرا في كل المجالات بدون تمييز، لأن الذي لا يتحسس آلام شعبه ويسعى إلى التخفيف عنه، لا يستحق لقب مثقف، ولو كان يملك أرقى الشهادات الجامعية”.
الرفاعي
واعتبر الشيخ الرفاعي باسم أهالي بعلبك أن “جورج السيقلي رأى أن البشرية يجب ان تبقى دائما في تحدي مع هذه العواميد الستة الشامخة، ووجد ان هناك ضرورة لإنشاء قلاع من أنواع أخرى، عمادها العلم والمعرفة والتربية، لأن هذا الإنسان هو الذي صنع هذه القلعة، ولا نستطيع مجاراتها من دون وجود هذه العبقرية والإبداعات والرجالات”.
وأشار الرفاعي إلى أن “مدينة بعلبك هي مدينة الإمام الأوزاعي، والقديسة بربارة، وخليل مطران القائل: “وواضع حجراً في أس مدرسة
أبقى على قومه من شائد الهرم”، هذه المعاني مجتمعة موجودة كانت وما تزال موجودة في مدينتي، رسالة دائمة للحوار والتلاقي”.
السيقلي
وبدورها كريمة الراحل ليلى السيقلي، شكرت صاحب الرعاية والمنظمين، وقالت: “جورج المؤمن، تخطى أنفاق الطائفية وخرج من زواريب المذهبية، إلى أن اعتنق الإنسانية”.
وأكدت ان والدها “عاش وقلعة بعلبك حكاية عشق عميقة، أبعدته عن عائلة السيقلي، فترك قرية المية ومية حتى لقبوه بجورج بعلبك، وحين سألت والدي: لماذا بعلبك؟ كتب قائلا: بعلبك أهل الوفا