حصدت الندوة التي عقدت في روما، لمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، والتي حملت عنوان “دور المرأة وتعزيز دورها في بناء المجتمعات”، ردود فعل ايجابية على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا في ظل مشاركة دبلوماسيات عربيات شرحن وضع المرأة في العالم العربي، وغيرن مفاهيم وآراء مغلوطة حول هذا الموضوع.
وفي هذا الاطار، قال مدير موقع الصداقة ” Assadakah Online ” روبيرتو رودجيرو: “للجامعة العربية دور لم يكن معروفا، وقد استطاعت سعادة سفيرة الجامعة في روما إيناس مكاوي تعريفنا على أمور عديدة كان يجهلها الأعلام الغربي، بل عمد الى تشويهها”.
وتابع: “تبين لنا من خلال هذه الندوة أن تقدم الشعوب ونهضة الأمم يرتبط ارتباطا وثيقا بالقفزات المنتظمة نحو حياة أفضل، من خلال الأمومة والطفولة والأسرة”.
وأضاف: “يسود انطباع عام أن المرأة المسلمة او العربية مقهورة في بلادها ومغلوب على أمرها، وعزز من ذلك الانطباع بعض التصرفات التي استخدمت الدين غطاء لستر جرائمها، كما جاء في حديث كل من سفيرتي الجامعة العربية واليمن، رغم أن الإسلام نفسه جعل لها كيانا مستقلا وأعطاها حقين كبيرين أولهما التعليم وثانيهما العمل”.
أماالصحافية المحاورة في ندوة يوم الجمعة سيلفيا بولتوك فقد أشادت بمداخلة كل من رئيسة البعثة الدبلوماسية أيناس مكاوي وسفيرة اليمن بخاصة بالنسبة لاستثناء البنات من التعليم، مشيرة الى أن التسرب المدرسي للبنات، يحدث أيضا في إيطاليا، وهو يسهم في تقليص دور المرأة ومكانتها.
وأيدت بولتوك رأي مكاوي، حين قالت أن الأعلام المشوه لا يخدم قضية المرأة “لذلك علينا جميعا أن نتحدى ونصحح التاريخ العربي المغلوط”.
واعادت ذكر النساء العربيات اللواتي اتت على ذكرهن السيدة مكاوي: مثل “الملكة بلقيس في اليمن وحتشبسوت في مصر اللتين حكمتا قبل ان يعرف باقي العالم القراءة والكتابة، والسيدة خديجة في الاسلام وهي اول سيدة في الإرادة والريادة والسيدة نفيسه التي شرعت في القانون والسيدة خوله التي قادت الجيوش”.
وكتبت رئيسة جمعية ” 99 non è 100″ الحقوقية البارزة أنا ماريا ننغانو التي حاورت هي أيضا السفيرات العربية على موقعها: “أنا سعيدة جدا للقاء الذي جمعنا مع السفيرات العربيات في الندوة الخاصة حول “دور الدبلوماسية في دعم حقوق المرأة” في العالم من أجل بناء السلام يوم الجمعة في روما، والذي نظمته جمعية الصداقة الإيطالية العربية مع منظمتنا واستضافته المنظمة العالمية Focolari وأسعدني حضور دبلوماسيات جزائريات السيدة منال مسعود وسمية هادف”.
وتابعت: “أؤيد رأي المتحدثات أنه لا يمكن فرض تغييرات ثقافية كبيرة من قبل مراكز القرار فقط، ولكن يجب أن يأتي التغيير أيضا من هيئات أخرى لتكون القرارات المركزية فعالة.
وكتب الزميل طلال خريس على موقع “الصداقة” عن أهمية الندوة التي أشادت بها شخصيات مرموقة قضائية وسياسية، وقال: “تعلمنا أكثر من أي وقت مضى من خلال مشاركة سعادة سفيرة الجامعة العربية إيناس مكاوي ومن خلال كلمات سفيرة اليمن أسمهان عبد الحميد الطوقي ونائبة وزير الخارجية الإيطالية مارينا سيرني ومن خلال القاضية في محكمة التمييز دي بولا أن المرأة مورد فريد في المشهد الدبلوماسي، وتشارك دائما في طليعة ما نسميه الدبلوماسية الوقائية. أما المساواة بين الجنسين والتمثيل العادل على المستوى التنظيمي والمشاركة في أدوار صنع القرار فهي أهداف لا يمكن تحقيقها دون تغيير ثقافي عميق، كما أكدت مكاوي، فالقوانين لا تكفي إذا لم تتغير الضمائر ومن اجل ذلك نحتاج إلى القدوة والالتزام والثبات في الحياة المشتركة كل يوم”.
هذا وكان حديث في الندوة عن برامج الجامعة العربية لناحية تمكين المرأة واندماجها في العملية السياسية بشكل ايجابي وفعال، من خلال مد النساء والفتيات بالثقافة السياسية الصحيحة، لاسيما المرشحات للمجالس النيابية وللمناصب السياسية، فضلا عن بناء قدرات السيدات المنخرطات في مجال السياسة بالفعل واللواتي وصلن إلى مواقع مسؤولية أو قيادة، مما يعطيهن فرص نجاح أوسع في النشاط المدني أو السياسي المباشر على كل المستويات، ويدعم بشكل عام مشاركة المرأة في هياكل السلطة العامة وفي المؤسسات السياسية.
الجدير بالذكر، أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، تؤكد أن إدارة المرأة والأسرة والطفولة بالجامعة تعمل على إطلاق مبادرة إقليمية مشتركة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة حول تمكين مشاركة المرأة في الاقتصادات الخضراء والزرقاء والزراعة المقاومة لتغير المناخ في إطار تعزيز التعاون الإقليمي في مجال تعزيز قدرة المرأة الاقتصادية على الاستجابة لتغير المناخ وتحقيق المرونة الاقتصادية لها.
وفي هذا الشأن، تطرقت مكاوي إلى دور لجنة المرأة العربية في دورتها الحالية (يناير 2022) “البيان العربي التحضيري للجنة وضع المرأة (د.66)، والذي حدد 5 محاور رئيسية توافقت عليها الدول العربية الأعضاء لتشكل أولويات المنطقة العربية حول قضية تغير المناخ وعلاقتها بتحقيق تكافؤ الفرص والتوازن والمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. وجاءت هذه الأولويات في مجالات تعزيز قدرة المرأة الاقتصادية على الاستجابة لتغير المناخ وتحقيق المرونة الاقتصادية، وضمان الحماية الاجتماعية للنساء والفتيات والأمن الغذائي خلال تغير المناخ والكوارث، وتحقيق السلم والأمن في ظل تغير المناخ، وحماية النساء والفتيات من كافة أشكال العنف في سياق تغير المناخ والكوارث، ودعم البحوث والدراسات وتوفير البيانات المتعلقة بتغير المناخ وتمكين المرأة.