أعلن وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور فراس الأبيض أن “لبنان سيتلقى 600 ألف جرعة من لقاح الكوليرا، بعد إنجاز الوزارة المرحلة الأولى التي حصنت 600 ألفا في المناطق اللبنانية، خاصة في محافظة بعلبك الهرمل وطرابلس والضنية والشمال، والتي تنتهي بعد حوالى أسبوعين. نحن نعمل لرفع مستوى الحماية، ونامل التخلص من موضوع الكوليرا وتأمين الحماية لصحة المواطنين، كما اننا نغتنم فرصة العمل لمواجهة الوباء لتحسين الواقع الصحي في المناطق وخاصة في الأطراف”.
جاء ذلك خلال جولته الاستباقية للاطلاع على الاستعدادات اللوجستية ومتابعة الإجراءات المتخذة للحد من انتشار “الكوليرا” في بعلبك والبقاع الشمالي، والتي شملت الموقع المخصص لإنشاء مستشفى حربتا، ومركز اتحاد بلديات بعلبك حيث التقى خلية الأزمة ورئيس الاتحاد شفيق شحادة ونائبه جمال عبد الساتر، رئيس بلدية مقنة فواز المقداد، نائب رئيس بلدية بعلبك مصطفى الشل، ممثل بلدية مجدلون ياسر خير الدين وفاعليات بلدية، ثم زار مستشفى بعلبك الحكومي، واختتمها بتفقد “مركز بعلبك الصحي الاجتماعي”.
ورافق الوزير الأبيض في الجولة النائبان الدكتور علي المقداد وينال صلح، رئيس دائرة المستشفيات والمستوصفات في الوزارة هشام فواز، رئيس قسم الصحة في قضاء بعلبك الدكتور علي صبحي هزيمة، مدير مديرية البقاع في “الهيئة الصحية الإسلامية” عباس معاوية، مسؤول الرعاية في البقاع بلال قطايا، وممثل المكتب الصحي لحركة “أمل” محمد معاوية.
واشار وزير الصحة إلى أن “إصابات الكوليرا في بعلبك الهرمل ما زالت قليلة وهذا أمر جيد، ولكن الكوليرا يجب أن ننظر إليها ليس فقط كأزمة، ولكن كفرصة للإضاءة على الواقع والسعي لتحسينه وتأمين الخدمات اللازمة لمواجهة أي وباء، والإجراءات التي طالبنا بها لم تقتصر على المؤسسات الصحية والاستشفائية ومراكز الرعاية الأولية، بل تطال وضع الحلول لكل ما من شأنه المساهمة في انتشار الوباء. وفي اول لقاء وزاري لموضوع الكوليرا عندما سألنا الرئيس ميقاتي عن مطالبنا، كان لدينا مطلبان، دعم العاملين في القطاع الصحي، ودفع مستحقات البلديات لتتمكن من مساعدتنا في السيطرة على وباء شديد الإنتشار مثل الكوليرا”.
واعتبر ان “الموضوع الأول في مواجهة الكوليرا تأمين المياه السليمة للمواطنين، ويجب ان تتحمل المنظمات الدولية مسؤولياتها وعدم تقليص خدماتها، لأن تداعيات النزوح السوري من أسباب التلوث لمصادر المياه. وقد رصدت المنظمات الدولية مبلغ 30 مليون يورو لتشغيل محطات تكرير المياه المبتذلة وضخ المياه ابتداء من مطلع الشهر القادم، ومنها مشروع المياه النظيفة في بلدة عرسال، وفي موضوع الصهاريج تم تأمين كلور مجاني، وتم تجهيز مختبرات في مستشفى بعلبك الحكومي و7 مستشفيات أخرى لفحص مياه المدارس والبلديات مجانا. ومن ضمن إجراءات الجهوزية كانت مستشفى دار الأمل الجامعي أولى المستشفيات التي جهزت قسما لمرضى الكوليرا وهي مجهزة بمحطة تكرير، واعتمدت كمستشفى مرجع لمرضى الكوليرا ولديهم الآن فقط مريضان، والمستشفى الميداني في عرسال لا يوجد فيه مرضى، ومستشفى الهرمل الحكومي جاهز لاستقبال حالات الكوليرا، ونعمل لرفع جهوزية مستشفى بعلبك الحكومي الذي كان في طليعة المستشفيات الحكومية في استقبال ومعالجة مرضى الكورونا”.
وتابع: “حربتا وعرسال بأمس الحاجة لمشروعي إقامة المستشفيين فيهما، لأن أقرب مستشفى إليهما تبعد حوالي 30 كيلومترا، وهناك صعوبة نقل المرضى في فصل الشتاء والثلج، لذلك كانت الزيارة الميدانية للأرض المخصصة لبناء مستشفى حربتا بهدف تسليط الضوء على هذا المشروع الحيوي. كما أننا نعول على دور مراكز الرعاية الأولية التي بذلت جهودا ممتازة وتمكنت من القيام بدور جيد في حماية المجتمعات من جائحة كورونا، بالتعاون مع البلديات والجمعيات المحلية والهيئات الصحية، لذا يجب ان يتأمن لها كل الدعم، وبخاصة من المنظمات الدولية. كما نقلنا في الوزارة قسما من أموال الإستشفاء إلى قطاع الرعاية الصحية، لأن تأمين الوقاية امر أساسي، وبالإضافة إلى تعزيز مراكز الرعاية وفتح مراكز جديدة، من المهم ربطها مع بعض بالمجالس الصحية في المناطق لتأمين المعلومات الدقيقة، وتحديد المسؤوليات والمتابعة”.
وأعرب عن أسفه “لعدم قيام الجولة بواجباتها، وجزء من هذا التقصير يعود إلى ضعف الإمكانيات، أما الجزء الآخر فهو لغياب الإرادة. نحن لدينا الإرادة ولنضع أيدينا مع بعضنا لتضافر الجهود في مواجهة الوباء”.
وختم: “أول موضوع سنطرحه على طاولة البحث مع المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، تداعيات وجود النازحين على المجتمعات المضيفة، ووجوب دعم المجتمعات الحاضنة للنازحين”.
المقداد
وبدوره النائب المقداد قال: “هناك مشروعان كبيران لمنطقة بعلبك الهرمل، الاول إنشاء مستشفى حربتا الحكومي، وقد شرفنا الوزير الابيض واستطلعنا معاً المكان المزمع انشاء مبنى المستشفى فيه، وهو عقار كبير يناهز 40 ألف متر مربع، وقد أنجزت الأمور الادارية واللوجستية، يبقى موضوع تمويل المشروع وقد تأخر التمويل بسبب تجميد الهبة التي تقدمها دولة الكويت الشقيقة، ومنذ 3 أيام أبلغنا مجلس الإنماء والإعمار أن الهبة الكويتية سيفرج عنها عما قريب. أما موضوع إنشاء مستشفى في عرسال، للاسف التمويل كان تمويلا داخليا، عندما أقرت حكومة الرئيس سعد الحريري مبلغ 30 مليون دولار لمساعدة منطقة بعلبك الهرمل التي تعرضت للإرهاب، فخصص مبلغ 15 مليون دولار ولكن بالليرة اللبنانية للأسف، استعمل منها مليونا دولار لبناء مدرسة وأنجزت وبقي 13 مليون دولار ولكن على سعرف صرف 1500 ليرة أي أنها لم تعد تلبي الحاجة، ولقد تواصلنا مع اللواء خير ومجلس الإنماء والإعمار، وللأسف المشروع توقف لان تمويله محلي، أما تمويل مشروع مستشفى حربتا فهو هبة مشكورة من دولة الكويت الشقيقة”.
وأضاف: “أقر لمستشفى بعلبك الحكومي 3 مليون و400 ألف دولار للتجهيزات من مختبر وتمييل القلب وأجهزة أشعة وسكانر، وقسم الكلى، تجهيزات كاملة لمستشفى عام. ونحن ننتظر الإفراج عن هذا القرض الذي أقر ولكن لأسباب يعرفها الجميع جمد العمل بأكثر من قرض سواء لقطاع الصحة أو الزراعة او الصناعة، ونحن بانتظار الافراج عن تلك القروض”.
وختم: “اليوم أصبحت مستشفى بعلبك الحكومي جاهزة لاستقبال فحوصات الكوليرا، ويتم استكمال التجهيزات لاستقبال المرضى ومواجهة الوباء”.
شحادة
واعتبر شحادة أن “الصحة العامة تعتمد على صحة النظم البيئية المحيطة بنا، وأن هذه النظم باتت مهددة تحت وطأة التغيرات الحاصلة في الأرض، ومنها النمو العمراني المتسارع وما ينتج عنه من ملوثات جمة تهدد نظامنا الصحي، وليس آخرها ما نشهده اليوم من انتشار محدود لبكتيريا الكوليرا والخوف من أن تتوسع رقعة انتشارها وأن تصبح وباء”.
وأكد أن “بلديات الاتحاد في طليعة المتصدين لكل وباء وفيروس، وفي كل مرة نتكبد أكلافاً مادية باهظة في سياق مسار المواجهة والتوعية والوقاية والمؤازرة، وآخرها كانت جائحة كورونا التي أنهكت البلديات واستنزفتها في ظل انعدام الموارد المالية التي من المفترض أن تحصل عليها البلديات بشكل منتظم لتستمر في أداء واجباتها، والمؤسف أن كامل موازنة أي بلدية باتت لا تكفي ثمن محروقات آلياتها، وحتى تاريخ اليوم لم يتم التعاطي بملف أموال البلديات بمسؤولية وجدية من قبل الطبقة السياسية الحاكمة بل تركنا نواجه مصيرنا بأنفسنا، وشملنا بالقرارات الواجب علينا الإلتزام بها من إعطاء مساعدة إجتماعية وبدل نقل جديد وبدل أجر يومي جديد وراتب مع ضعفين ومواجهة كورونا والتخفيف من آثار العواصف والكوارث ومساعدة الناس والتصدي للكوليرا وتأمين الخدمات للنازحين، في حين أن كل ما تفعله المنظمات والجمعيات الدولية والدولة ووزاراتها هو الإرشاد والتوجيه وصرف مبالغ مالية طائلة على هذا الإجراء في حين المطلوب منا خلق الإمكانات والمتابعة الميدانية”.
شكر
ورحب مدير مستشفى بعلبك الحكومي الدكتور عباس شكر بالأبيض، وعرض احتياجات المستشفى، مؤكدا ان “مستشفى بعلبك كان المتصدي الأول لجائحة كورونا في لبنان، وينتظر من وزارة الصحة لفتة لمده بالتجهيزات اللازمة ليكون كما عهده الجميع في المقدمة لمواجهة اي جائحة او وباء ولتقديم العناية اللازمة على أكمل وجه للمرضى من أبناء المنطقة”.