اعتبر المفتي الشيخ حسن شريفة خلال خطبة الجمعة في مسجد الصفا، أن “حجم الانهيار الذي نشهده اشبه ما يكون ببركان قد ينفجر بين لحظة واخرى ويحتاج الى سرعة المعالجة، ولا يكون ذلك إلا بتحمل الجميع المسؤولية والجلوس على طاولة تفاهم حوارية صادقة والتنازل لمصلحة لبنان وشعبه”.
وقال: “ليس بذل بل بعزٍ من تواضع لبلده ورحم اهله في ظروف عصيبة كالتي نمر بها، واذا لم يكن هناك من حلول، فعلى الأقل ايقاف التدهور لان الطاقة التحملية للمواطن قد نفدت”. وحذر من “فوضى وكل المؤشرات تقول انها بدأت فعلا، لكن من يدري كيف تنتهي، وسياسة توصيف الحال لا تحل المشكلة وانتظار الخارج، والرهان عليه اشبه بالإنتحار، لانه اشبه بمن ينتظر الغيث في آب، وهذه ليست مغامرة بل مقامرة بالوطن”.
ورأى أن “اللبناني اعتبر من الحروب العبثية، ولن يعود اليها ولكن ما نعيشه من تداعيات أسوأ من الحرب، فنحن في وطن بلا سقف أو أفق او ضمانة والفوضى تجتاح كامل المشهد الوطني”.
ولفت الى ان “الفوضى القضائية التي سببها القاضي البيطار بإستنسابية مفرطة وغريبة في آن، لا تشبه ميزان العدالة ولم يعد خافيا على أحد ان ملف جريمة المرفأ مسيس وشعبوي وظهر ذلك من خلال التسريبات المتعمدة، التي استغلها ركاب الموجة ومشوا في درب الاستثمار السياسي على حساب اوجاع اهل الضحايا”. وقال: “للتذكير فقط، هم انفسهم الذين بكوا على الشهيد رفيق الحريري وانقلبوا وحرضوا على ابنه الشيخ سعد ولا زالوا في دوامة التفتيش عن عناوين جديدة بعد الافلاس من الشعارات الشعبوية التي ماتت في مهدها، لذلك نراهم يتبنون اي حدث والغاية استثماره”.
وأشار الى ان “الدول الداعمة للبنان ليست بجمعيات خيرية، بل تعمل لمصلحتها”، سائلا: “متى نعمل نحن لمصلحتنا ومصلحة وطننا؟” لافتاً الى “اننا في مركب واحد فإذا غرق جميعنا سنغرق واذا توحدنا فاننا سنصل الى بر الامان”.
أضاف: “ان ما يجري في فلسطين مخيف ويدعو الى القلق، في ظل صمت عربي واسلامي يشبه الموافقة الضمنية. والقضية الفلسطينية التي ضعفت في غرف المفاوضات ثبت مرة جديدة ان المقاومة هي الطريق الوحيد لاستعادة الحقوق المشروعة”.
وختم: “إنها اللحظة المصيرية والتاريخية أمام الخطر المحدق والداهم كي نعود الى صوابنا، ونبعد كرة النار التي لن يسلم أحد من لهيبها، وذلك بتغليب لغة الحوار وسد ابواب الفتن برياحها الخارجية وإنقاذ مؤسسات الوطن وانتظام عملها، فوحدها التي تحمي وتطمئن المواطن”.