أحيت قرية زيتون الكسروانية، ذكرى ثلاثة أيام على وفاة أحمد محمد أمين حيدر والد الشيخ محمد حيدر، باحتفال أقيم في حسينية عيسى بن مريم، بحضور عدد من العلماء وفاعليات سياسية واجتماعية وحزبية وبلدية وعسكرية وثقافية وشعبية.
استهلت الذكرى بقراءة آي من القران الكريم للقارئ الشيخ محمود المقداد، ثم القى العلامة السيد علي فضل الله كلمة، عبر في بدايتها عن تعازيه الحارة لعائلة الفقيد، متحدثا عن المزايا الأخلاقية التي تحلى بها وأعمال الخير التي قام بها وعن الاثر الطيب الذي تركه في خدمة مجتمعه.
ثم تطرق الى الوضع الداخلي، معتبرا أن “الوطن يعيش أصعب المراحل التي مرت عليه في كل تاريخه، ونحن لا نستطيع الخروج من هذا الواقع المأساوي والصعب، إلا من خلال مد جسور التواصل ولغة الحوار بين جميع مكوناته، وفي كل الدوائر والمواقع السياسية”، مشددا على “ضرورة حمل هذا الهم جميعا، من خلال العمل سويا للوصول بهذا الوطن إلى شاطئ الأمان”، مضيفا أنه “لا يمكننا أن نواجه كل هذه التحديات بهذا الترهل والانقسام الذي نعيشه على مختلف المستويات”.
ودعا فضل الله إلى “التركيز على المشتركات بين أطياف هذا الوطن، فالأديان والرسالات السماوية أتت لخدمة الإنسان ولتكمل بعضها البعض، ولتؤكد على قيم العدل والحرية والمساواة”، معتبرا ان “هذا التنوع الذي نعيشه هو غنى ان أحسن توظيفه في بناء دولة المواطنة، وبه نواجه كل التحديات والضغوط، من خلال تضافر كل الجهود على مختلف الصعد والخروج من دوائرنا الضيقة والطائفية والمذهبية إلى دائرة الوطن”.
وتابع: “للأسف رغم كل هذا الواقع الصعب والانهيار، لا تزال هذه الطبقة تعيش الانانية والتفكير بمصالحها الخاصة والفئوية والشروط والشروط المضادة، حيث يعاني الوطن الفراغ على مستوى رئاسة الجمهورية وعلى مستوى عمل الحكومة، حتى وصل الشلل إلى مجلس النواب والقضاء، من دون ان يدفع هذا الواقع الافرقاء السياسيين إلى تقديم التنازلات للوصول إلى انتخاب الرئيس، وعلى العكس ما زال هناك من يراهن على الخارج الذي غالبا ما يفكر بمصالحه الخاصة أو هو مشغول بحروبه أو قد يئس من هذه الطبقة”.
وأثنى على الدور الذي تقوم به القوى الأمنية، وعلى رأسها الجيش اللبناني، مقدرا “التضحيات التي يقدمها في سبيل الحفاظ على أمن الوطن واستقراره، في مواجهة آفة المخدرات وشبكات العملاء والارهاب”، داعيا إلى “ضرورة دعم هذه المؤسسة بكل الوسائل والإمكانات، لأنها صمام الأمان لهذا الوطن”.
وختم فضل الله: “لنرفع الصوت جميعا من بلدة زيتون، هذه البلدة التي تشكل أنموذجا في التعايش والتلاقي، ونقول لكل هذه الطبقة عليكم العمل سريعا لإنقاذ هذا الوطن من تداعيات هذا الانهيار، وإلا فالجميع خاسرون إن بقي الوضع على حاله”.