استضافت جمعية متخرجي المقاصد الاسلامية في بيروت ، ضمن سلسلة اللقاءات الحوارية التي تنظمها، وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بو حبيب في مقرها في الصنائع.
حضر الندوة التي حملت عنوان “سياسة لبنان الخارجية بين الواقع والمرتجى” كل من: سفير سلطنة عمان لدى لبنان الدكتور أحمد بن محمد السعيدي، الوزير السابق الدكتور خالد قباني، الوزير السّابق محمّد المشنوق، النائب السابق محمد أمين عيتاني، النائبة السابقة رولا الطبش، السفير باسم نعماني ممثلاً النائب فؤاد مخزومي، المحامي رضوان الأسير ممثلاً النائب نبيل بدر، أمين عام وزارة الخارجية والمغتربين السفير هاني شميطلي، مدير عام وزارة المهجرين المهندس أحمد محمود، الدبلوماسي في سفارة المملكة العربية السعودية المستشار فارس العامودي، الدبلوماسي في سفارة دولة قطر المستشار علي المطاوعة، الدبلوماسي في سفارة الجمهورية التونسية الوزير المفوض رضا شهيدية، السكرتير الأول في سفارة الجمهورية العراقية أروى عباس، الدبلوماسي في سفارة روسيا الاتحادية سيبكين ديمتري، أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري، السفير هشام دمشقية، السفير علي المولى، القنصل محمد الجوزو ممثلا عميد السلك القنصلي في لبنان جوزيف حبيس، المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص، رئيس تحرير جريدة اللواء صلاح سلام، الرئيس السابق لهيئة الرقابة على المصارف الدكتور سمير حمود، القاضي غالب محمصاني، عضوا المجلس البلدي لمدينة بيروت يسرى صيداني وعدنان عميرات، رئيس هيئة الدفاع عن بيروت المحامي صائب مطرجي، نائب رئيس المنتدى الاسلامي عصام بعدراني، رئيس جمعية “بيروت منارتي” المحامي مروان سلام، رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام، المصرفي مروان رمضان، المحامي زكريا الغول، المحامي رامي عيتاني، وشخصيات سياسية وأعضاء من السلك الديبلوماسي من وزارة الخارجية والمغتربين، وحقوقية وفعاليات بيروتية وأعضاء من الهئتين الإدارية والاستشارية ومتخرجو الجمعية.
شربجي
بعد افتتاح الندوة بالنشيد الوطني، ألقى رئيس الجمعية الدكتور مازن شربجي كلمة ترحيبية بالوزير بو حبيب،اعتبر فيها أن الوزير بوحبيب من الديبلوماسيين المخضرمين المشاركين في محطات سياسية مفصلية وحاسمة أو من الشاهدين عليها.فقد كان سفيرا للبنان في العاصمة الاميركية واشنطن، والان وزيرا للخارجبة والمغتربين ومن محطات مهماته المفصلية المشاركة في اتفاقية ترسيم الحدود البحرية الجنوبية والتوقيع على مستنداتها وزيارته للعاصمة السورية دمشق على راس وفد لبناني رسمي لتقديم التعازي الرسمية عقب الزلزال الماسوي الذي ضرب شمال سوريا”.
وقال: “لا شك أن الديبلوماسية اللبنانية تعاني كغيرها من القطاعات في هذه الظروف والاوضاع الصعبة التي نعيش شعبا ودولة. فهي لم تنج من التجاذبات الداخلية والخارجية، انما يبقى دوما واجب الحرص على حفظ علاقات لبنان العربية وصيانتها وتقويتها”.
وعن الاتفاق السعودي – الإيراني، قال شربجي “إن الحدث الكبير الذي طغى مؤخرا على فضاء منطقتنا العربية وفضاء الاقليم والعالم هوالاتفاق بين المملكة العربية السعودية وايران الذي جرى التوقيع عليه في العاصمة الصينية بكين، واننا نأمل خيرا من مسار الحوار وتجنب النزاعات، خاصة انه جرى في هذا الاتفاق الدعوة الى احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ما يؤسس لاستقرار المنطقة وازدهارها”.
كما دعا القوى السياسية اللبنانية ونوابها الى “ألا تفوت فرصة اجواء التهدئة وتسرع في انجاز الواجب الدستوري بانتخاب رئيس للجمهورية بتوافق داخلي يكون على مسافة واحدة من الجميع ويطبق الدستور وروحية اتفاقية الطائف ويشارك في تعزيز العلاقات العربية وحصانتها”.
وقال الدكتور شربجي:” إن ما تشهده المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الامير محمد بن سلمان هو حدث استراتيجي تاريخي فينبغي على القادة السياسيين في لبنان ان يقرأوا جيدا هذه المستجدات ومفاعيلها المستقبلية”.
وختاما، شدد شربجي على موقف الجمعية المتمسك بوحدة لبنان ووحدة عاصمته بيروت ووحدة بلديتها وايضا لجهة الرفض المطلق للتوطين او الاندماج وانها لن تحيد عن المبدأ الدستوري بأن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه”.
بو حبيب
بدوره، اعتبر الوزير بو حبيب “أننا نعيش وسط صفائح سياسية دولية وإقليمية متصارعة ومتناحرة تنعكس علينا وعلى سياستنا الخارجية والداخلية. إن فهمنا لطبيعة الصراعات والمنافسات الدولية والإقليمية، قد يساعدنا على فهم الممكن وغير الممكن في سياسة لبنان الخارجية، وأي لبنان نريده وطنا نهائيا لجميع أبنائه على اختلاف وتنوع ميولهم وطموحاتهم”.
وقال:” إن عالمنا يعيش حالة تحول واضطراب. فبعد ان ثبتت نهاية الحرب الباردة في العقد الأخير من القرن الماضي الأحادية العالمية، وانهارت الشيوعية وتفككت دولها وانشطرت الى دويلات، بدأنا نشهد تدريجيا مع بداية القرن الحالي تحرك مركز الثقل الجيو – سياسي من موقعه الحالي فوق منطقة الأطلسي، حيث عصفت الحرب الباردة بين المعسكرين الأميركي والشيوعي وحلفائهما، باتجاه منطقة المحيط الهادئ، حيث المنافسة الأميركية -الغربية مع النفوذ الصيني الآخذ في التشكل والصعود ببطء، ولكن بثبات. ولكي لا تأخذنا مخيلتنا الى عالم متعدد الأقطاب في المدى المنظور، فإن دروس التاريخ علمتنا أن التحولات السياسية الكبرى، وتكوين نظام عالمي جديد يكون نتيجة لصدامات واحتكاكات. فالحربان العالميتان الأولى والثانية، خير دليل على ذلك. لذلك، من المبكر القفز الى إستنتاجات متسرعة حول طبيعة وتشكل نظاما عالميا جديدا، لا نعلم ولا نعرف طبيعته ونتائجه وتغيراته لغاية الآن”.
وقال وزير الخارجية:”إن مما لا شك فيه بأن الحرب الأوكرانية قد زادت من تصدع النظام العالمي الحالي وانتجت أزمتي الأمن الغذائي والطاقة، وتضخما عالميا في الأسعار، مما يهدد تعافي الاقتصاد العالمي. كما أنهكت عالمنا جائحة كورونا، اثبت كل ذلك بما لا يقبل الشك أنه في ظل العولمة، تشكل الأحداث والتطوّرات الخارجية والداخلية وجهان لعملة واحدة، تتأثران وتؤثران ببعضهما البعض.
وأضاف:” أنه على الرغم من كل التحديات الداخلية، أخذ لبنان موقفا متميزا في بداية الحرب الأوكرانية عبر فيه عن قيمه. فإنطلاقا من تاريخه المرير مع الاحتلال والغزو، أدان لبنان بوضوح وصراحة العدوان، ليس من باب العداء لروسيا التي تربطنا بها علاقة صداقة تاريخية، بل كان موقفا مبدئيا بسبب ما عاناه من احتلال إسرائيلي متكرر، ووجود جيوش أجنبية على أرضه برضى بعض أبنائه، ورغما عن إرادة بعضهم الآخر. فكما سجّل العالم للبنان وقوفه الصريح ضد غزو الكويت عام 1990، كذلك استطعنا ان نسجل موقفا تاريخيا متميزا عن كل محيطنا حيث كنا السباقين في موقف سياسي لا لبس فيه، بعدم اللجوء الى الوسائل العسكرية لحل النزاعات السياسية الواجب معالجتها بالحوار والطرق الديبلوماسية. وفي نفس الإطار، عندما بدأنا نشعر أن هنالك توجها لعزل روسيا دوليا وطردها أو تعليق عضويتها في المنظمات الدولية والإقليمية المتخصصة، بادرنا الى اقتراح عدم تسييس عمل المنظمات الدولية والإقليمية. وقد تلقف اشقاؤنا العرب هذا الاقتراح، وصدرت بموجبه توصية عربية جامعة بهذا الشأن، إستعنا بها أيضا لتسجيل موقفنا المبدئي الرافض للعزل والإقصاء، والداعي للحوار لإيجاد المخارج المشرفة”.
وقال :”فتجربة الماضي، بعزل المانيا بعد الحرب العالمية الاولى أدت الى فشل عصبة الأمم في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، مما عبد الطريق وساهم في تراكم المشاكل وصولا الى إندلاع الحرب العالمية الثانية، وما تبعها من ويلات”.
وعن الوضع الإقليمي، اعتبر “أن الصراعات المفتوحة في تشكل ساحات للتدخلات الأجنبية. إن الحل المستدام لهذه النزاعات يحتم أن يكون صناعة عربية لا سيما في سوريا، واليمن وليبيا. فلم الشمل مصلحة مشتركة للعربِ عموم”، ولبنان خصوص”، البلد الذي يتأثر سلبا بتداعيات الوضع العربي المعقد والمشتت في حالته الراهنة”.
وقال:” إن فلسطين ستبقى القضية المركزية ومفتاح الإستقرار في منطقتنا المضطربة. فلا حلول مستدامة، ولا سلام شامل دون حل عادل للمأساة الفلسطينينة. فإسرائيل تعيش اليوم لحظاتها الأكثر تطرفا وجموحا، وتمعن في توسيع مستوطناتها. كما تسعى إسرائيل الى صب الزيت على النار لتلعب دور حارس الإقليم، وضابط الأمن.
وأردف قائلا:”رحبنا بالاتفاق السعودي-الايراني لإعادة إحياء العلاقات الديبلوماسية الثنائية نظرا لما سيتركه من أثر إيجابي على مجمل العلاقات الاقليمية في المرحلة المقبلة. وعليه، ينعقد الأمل في المساهمة بتعزيز ركائز الاستقرار والأمن في المنطقة، وتوطيد التعاون الايجابي البناء والمنفعة المتوقعة منه على الجميع”.
على مستوى العلاقات العربية، قال بو حبيب:” إننا نسعى جاهدين ليكون لبنان حاضرا في قلب العرب وعقلهم، ونعمل جاهدين لحضور عربي فاعل في بلدنا. وقد يقول البعض أن للعودة شروطها وهي معروفة ومعلومة، وترتبط بما يجري في الإقليم. ونحن نتفهم وجهة نظرهم، ونأمل أن يصل اللبنانيون جميعا، مؤسسات ومجموعات، إلى رؤية موحدة تساعد على هذه العودة، ومدخلها المبادرة الأخوية الكويتية لوصل ما إنقطع، التي تلقفناها بكل ترحاب ونعمل جاهدين على تطبيق بنودها. ولكننا في نفس الوقت، نلفت انتباه الجميع ان الديمقراطية التوافقية التي ارتضاها اللبنانيون نظاما للحكم، اعترفت بتنوع لبنان ضمن وحدة الكيان. فالقرارات الأساسية في لبنان نتاج توافق داخلي، وهي مرآة لطبيعة نظامنا السياسي. فلا مركزية أو حصرية في الصلاحيات والقرارات لأية جهة بمفردها خارج إطار التشاور والتوافق”.
وأضاف: يقال إن كل السياسات محلية all politics is local، بمعنى أن صناعة السياسة الخارجية مصدرها العوامل الداخلية والمحلية. وهذا ما يدفعنا الى العبور من أوضاع الإقليم المتفجّرة الى الكيان المأزوم. فأي سياسة خارجية نريد ولأي لبنان. ولننظر الى أنفسنا بالمرآة، ونعترف بمرارة وصدق أن بلدنا ينهار، وإن لم نسارع جميعا الى إنتشاله، فهو يتجه أكثر فأكثر الى التحلل. لقد عانى لبنان منذ منتصف الخمسينات عدة فترات عدم إستقرارٍ وحروب. ولعل الإستتثناء الوحيد هي الحقبة الذهبية، من العام 1958 ولغاية العام 1968. فلبنان محكوم بموقعه الجغرافي في منطقة ملتهبة حينا وغير مستقرة حينا آخر، مما ينعكس على أوضاعة الداخلية وعلاقة أبنائه ببعضهم بعضا. لحل الخلافات الداخلية، يستنجد تاريخيا طرف لبناني بالخارج ضد طرف داخلي آخر لتحقيق مصالحه الضيقة على حساب الوطن، مما يساهم في تصدع البنيان الداخلي. إن منطق الأمور يستحيل فيه أن يتمكن الطرف الداخلي، وهو الأضعف، أن يستعمل قوة خارجية، وهي الأقوى، لتحقيق مصالحه الضيقة على حساب مصالح هذا الطرف الإقليمي أو ذاك. فالخارج لديه مصالحه وأجندته، ولا يعمل كمؤسسة خيرية. لذلك يبقى المفتاح لحماية لبنان الإتفاق الداخلي على قواسم مشتركة تحصن بلدنا، وتمنع إستغلال الخارج لخلافاتنا.
وقال:” لقد عملت جاهدا، منذ أن تشرفت بتولي حقيبة الخارجية، لإبعاد الوزارة عن التجاذبات السياسية والاصطفافات الداخلية. لأن سياستنا الخارجية، التي تساهم في هندستها هذه الوزارة ويضعها مجلس الوزراء، تكون محصنة وفاعلة بقدر ما نحيطها بإجماع وطني. وبالمقابل، يدب فيها الوهن، وتصبح مجرد وجهة نظر لفريق داخلي، لا تؤخذ على محمل الجد بين الدول والأمم، كلما أقحمناها في زواريب المتاريس السياسية الداخلية. وخير مثال على ذلك، ما أنجزه لبنان في مسألة ترسيم حدوده البحرية. فقد تكاملت وحدة الموقف الرسمي الداخلي، والجهوزية والردع العملاني في جنوب لبنان في دعم المفاوض الرسمي، اضافة إلى الدور الفعال والنزيه للوسيط الأميركي، في وصول الأمور إلى خواتيمها المرجوة. كما ساهمت وزارة الخارجية بإبداء المشورة حينا، والنصح حينا آخر، ونقل الرسائل والأجواء والانطباعات أحيانا أخرى، مما ساعد على تخطي الصعوبات وتذليل العقبات”.
وعن الوضع الداخلي، اعتبر الوزير بو حبيب “أن خارطة طريق وقف الانهيار السريع تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل غدا. ولعل الشغل الشاغل لكافة اللبنانيين، ومصدر تكهناتهم وتحليلاتهم هوية واسم الرئيس العتيد، ومن هو مرشح هذه الدولة الأجنبية أو العربية. لقد لمست في كافة أسفاري الخارجية، ولقاءاتي الداخلية مع كبار الزائرين خلال الأشهر المنصرمة، وقبل وبعد انتهاء الولاية الرئاسية، حرصا” وخوفًا دوليًا على مستقبل لبنان وأهله يفوق أحيانًا حرص بعض أهل السياسة على مستقبل بلدنا. أمّا الملاحظة الثانية التي استوقفتني، فهي أن الدول المؤثرة والمعنية العربية والأجنبية ترفض لتاريخه تبنّي مرشّح معيّن لرئاسة الجمهورية، تجنبا” ربما من هذه الدول لعدم تحمّل تبعات هذا الخيار أو ذاك. فالعالم اليوم منشغل بأزماته من الحرب الأوكرانية الى المنافسة الأميركية-الصينية وأزمتي الغذاء والطاقة. يخطئ من يظنّ بأنّ الاهتمام الدولي منصبّ على لبنان، في ظلّ تزاحم الأولويات والاجندات التي يتخبّط بها نظامنا العالمي. فالموقف الحيادي للدول المؤثرة، من دعم مرشّح على حساب مرشح آخر، عبّر عنه بصراحة اللقاء الخماسي في باريس مؤخرا، وتبلغناه رسميا من سفراء الدول المعنيّة.
وأعرب بو حبيب عن خشيته أن لبنان مهدّد اليوم تهديدًا وجوديًا آخرًا يصيبه مقتلاً، ويضرب صيغته القائمة على شعور كافة أبنائه بغض النظر عن انتماءاتهم، بأنّهم متساوين في الحقوق والواجبات، بخلاف دولٍ أخرى حول العالم لا تشعر فيها الأقلية، مسيحية كانت أم إسلامية، بالمساواة مع الأكثرية الموجودة في هذه الدول. فلبنان اليوم، مجمع على أنّه حان الوقت لوضع خارطة طريق لعودة آمنة وكريمة للنازحين السوريين الى ديارهم بالتعاون مع المجتمع الدولي، أي الدول التي تمول المنظمات الدولية والأهلية العاملة مع النازحين السوريين. لأنّنا لم نعد قادرين في ظلّ أقصى أزمة إقتصادية نواجهها في تاريخنا الحديث، على انتظار الحلّ السياسي في سوريا لبدء العودة الآمنة للاجئين إلى ديارهم. وتزداد مخاوفنا بعدما تبيّن لنا بأنّ المجتمع الدولي، ليس لديه خطّة متكاملة أو رؤية توفّر حلاً سريعًا للأزمة السورية. وذلك قد يحول الدعم المستمرّ لبقاء النازحين في لبنان، إلى مشروع مماثل لمنظمة “الاونروا” التي تساعد اللاجئين الفلسطينيين منذ 75 عامًا، وتصارع لتأمين الموارد الشحيحة للقيام بعملها.
وأردف:”إن موضوع اللجوء يتخطى البعد المادي على أهميته، ليطال جوهر الرسالة اللبنانية في تنوّعها ومساواتها بين مكوّناتها. فلبنان نقيض الأحادية، وعندما تطغى فئة منه أو طائفة على غيرها، يفقد لبنان علة وجوده. فلكل هذه الأسباب، يوجد اليوم اجماع لبناني على عدم دفن رأسنا في الرمال وضرورة البدء بحل هذه الأزمة”.
وكشف “أن مروحة الاتصالات الدولية ساهمت، وادراج هذا البند على اعلى سلم اهتمامات سياستنا الخارجية، خلال كافّة لقاءاتنا الخارجية والداخلية، في تفهّم العديد من الدول لهواجسنا وتعاطفها مع موقفنا، وصولا إلى تطابق نظرة البعض منها مع نظرتنا. فسياستنا في هذا الملف الدقيق والحساس تعكس وحدتنا واجماعنا الوطني، وهي إن لم تصل لتاريخه الى أهدافها المرجوّة، لكنّها حتمًا فتحت كوة في جدار الرفض الدولي لإعادة النازحين بكرامة وأمان إلى ديارهم. فالسياسة الخارجية عمل دؤوب تراكمي، تتقاطع فيه الفكرة والنظرة الصائبة مع اللحظة المناسبة.
مداخلات
وفي الختام كانت مداخلات ونقاش بين الوزير بو حبيب والحضور، وأبرزها للوزير السابق محمد المشنوق والوزير السابق خالد قباني والنائب السابق محمد أمين عيتاني ومدير عام وزارة المهجرين المهندس أحمد محمود. تناولت المداخلات سياسة لبنان الخارجية والأوضاع الداخلية وسياسة الحكومة في التعاطي مع الأزمة وضرورة تطبيق اتفاق الطائف.