نظم رئيس المجمع الثقافي الجعفري للبحوث والدراسات الإسلامية وحوار الأديان الشيخ محمد حسين الحاج ورئيس نادي الشرق لحوار الحضارات الدكتور إيلي السرغاني، لقاء حواريا بعنوان “حوار المختلفين طريق إلى السلم الأهلي” في مركز النادي في الدكوانه، حضره العديد من أهل الفكر والعلم ورجال دين.
قدم للقاء الدكتور إيلي السرغاني رئيس النادي حيث بدأ الإحتفال بالنشيد الوطني، ثم عرف مفهوم الحوار وأهميته بالنسبة للمجتمع اللبناني المتنوع.
بطرس سكر
ثم ألقى المحامي بطرس سكر عضو مجلس الأمناء في النادي كلمة رحب فيها بالحضور وبين “الإلتباس بين مفهومي الخلاف والإختلاف”، وأن الإسلام يحمل رسالتين المحمدية والمسيحية مستشهدا بآيات من القرآن الكريم التي تتحدث عن النبي عيسى عليه السلام”.
أضاف:” وأن لبنان بحاجة إلى ديكتاتور عادل يضع حدا للفساد ويضع الناس في معجن واحد عندها لا يكون تعارض بين الديكتاتورية والديموقراطية، لأن مصالحنا ومصيرنا واحد.
ثم توالى على الكلام سماحة القاضي الشيخ خلدون عريمط رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام حيث أكد أن الواجب الشرعي والديني والأخلاقي يدعونا للحوار، ان الحوار هو رسالتنا جميعا مسلمين ومسيحيين، وأننا ما زلنا ندور في حلقة مفرغة منذ أكثر من أربعين عاما، والحوار هو للوصول إلى قواسم مشتركة لبناء الوطن وثقافة المواطنة وكتابة كتاب التاريخ.
ودعا إلى وضع كرامة وحرية ومصلحة الإنسان اللبناني قبل كل شيء، وأكد على “آيات القرآن الكريم التي تعدو لخير الإنسان وحريته في المعتقد وأنه هو من يجزي الإنسان على كفره أو إيمانه”.
ورأى “أن الحوار لا يمكن أن يكون تحت تأثير فائض القوة وإلا تحول إلى نوع من القهر والغلبة”، وتمنى “أن يخرج الحوار بنتائج عملية وألا يكون الحوار من أجل الحوار فقط”.
ماروني
بعدها ألقى الوزير السابق إيلي ماروني كلمة أكد فيها “أن لبنان رسالة تعايش وعيش مشترك، ولكننا أعطينا للخارج صورة بشعة عن لبنان، وأن أحدا في لبنان لا يستطيع إلغاء الآخر وقدرنا أن نعيش في ظل نظام قادر على حماية الجميع، وأن الحوارات الثنائية ساعدت بعض الشيء في حفظ السلم الأهلي وتخفيف التوترات، وأن اللبنانيين يرفضون الحرب وأن الحوار هو الوسيلة الأفضل لتنظيم حياتهم. وأن الحوار يعطي طمأنينة للبنانيين وعلى أطراف الحوار أن يلتزموا بمقررات الحوار، وعلى الشعب محاسبة المسؤولين من خلال الإنتخابات، وانه شارك في السابق بالحوار بين حزب الكتائب وحزب الله واستطاع حل العديد من المشاكل على مستوى منطقة البقاع من خلال هذا الحوار، وأنه من المعيب انتظار تدخل الخارج لحصول توافق بين اللبنانيين”.
الحاج
ثم تحدث الشيخ الحاج فشرح “الأسس التي يقوم عليها الحوار والصفات التي يجب أن يتمتع بها المتحاورون، وأطلق عنوانا جديدا حول الحوار من كتاب نهج البلاغة للامام علي “أحبب أخاك هونا من الدهر عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما”. ورأى “أن الحوارات والإتفاقات في العلاقات الدولية تخفف من الإحتقان وانه لا يوجد صداقة دائمة ولا عداوة دائمة”.
ودعا إلى إلغاء الطائفية السياسية وإلى الدولة المدنية ووافق على إعتماد الزواج المدني دون إعطائه صفة المشروعية الدينية، وأن الحوار يذلل الإختلافات والخلافات وأنه يحب تطبيق القانون على الجميع، وعلى المحاور أن يجلس للحوار مع القوي والضعيف ويلقي الحجة عليهم”.
وتمنى “تشكيل فريق يتقيد بقواعد الحوار”. وأبدى إستعداده للتعاون مع المجموعات الأخرى، وأن السياسيين حاقدون ويغذون الطائفية والمذهبية ليستأثروا بالسلطة.
زين الدين
ثم تحدث الشيخ رمزي زين الدين من مؤسسة العرفان التوحيدية، حيث شكر في كلمته النادي والحضور، ورأى “أن التنوع الإجتماعي هو ظاهرة طبيعية” مستشهدا بالآية الكريمة “لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة” وأن رسالة مؤسسة العرفان هي رسالة الإنسان”، ودعا إلى “الغوص في الكتب السماوية التي تدعو إلى الحوار والسعي لتوفير بيئة آمنة وصون الوحدة الوطنية وتنمية الإنتماء الوطني وتنمية الوعي الفكري من أجل إنجاح الحوار، وإلى حماية الحقوق الأساسية للأفراد كونها تساعد على الحوار وتعزيز السلم الأهلي في لبنان، وإلى تعزيز الحوار من خلال برامج التعليم”.