عقدت مجموعة من السيّدات الناشطات في الأحزاب والمجموعات السياسية التغييرية لقاء حواريا مع النائبة الدكتورة نجاة عون صليبا، وجرى التباحث في آخر المستجدات لا سيّما الملف الرئاسي. وعلى أثر اللقاء، وجهت المجتمعات نداء جاء فيه: “في الوقت الذي يواجه اللبنانيون واللبنانيات أزمة اقتصاديّة واجتماعيّة وماليّة ومعيشيّة خانقة ومع تسارع وتيرة الانهيار في الأسابيع الأخيرة، يستمر تعطيل انتخاب رئيس للجمهوريّة مما يؤشر على غياب الجديّة في التعاطي مع التحدّيات التي تواجه المجتمع اللبناني، والتي أدت الى تعطيل المسار الدستوري. فبعد مرور أكثر من اربعة أشهر على خلو سدة الرئاسة، فشل البرلمان للمرة الحادية عشرة في انتخاب رئيس جديد جراء انقسامات سياسيّة عميقة، خصوصاً أن أي فريق سياسي لا يملك أكثرية برلمانية تخوّله إيصال مرشح”.
ورأت المجتمعات ان “استمرار الوضع القائم يشكّل انتهاكاً صارخاً للدستور ولأساس فلسفة الانتخاب الديمقراطي وتحديدا إمكانيّة انتخاب الرئيس بالغالبية المطلقة، كما وهو امعان في التعدّي على حقوق المواطن في سلامته واستقراره وأمنه الاقتصادي والاجتماعي المنصوص عنها في الشرعة الدوليّة لحقوق الانسان والمكرّسة في مقدمة الدستور اللبناني”.
وقالت: “نص الدستور لا سيما في المواد المتعلّقة بانتخاب الرئيس على إلزامية بقاء المجلس عند خلوّ سدّة الرئاسة في حالة انعقاد دائم في جلسة واحدة حتى انتخاب رئيس الجمهورية، على اعتبار ان المجلس النيابي الملتئم لانتخاب الرئيس هو هيئة انتخابية ويترتب عليه الشروع حالاً في انتخاب الرئيس دون القيام بأي عمل آخر.
وفي ظل انسداد الأفق السياسي وتسارع وتيرة الانهيار في الأسابيع الأخيرة، جاءت مبادرة النائبة الدكتورة نجاة عون صليبا والنائب النقيب الدكتور ملحم خلف في قاعة الهيئة العامة للبرلمان لتشكّل سابقة في الحياة السياسيّة اللبنانيّة. ان وقفة النواب المستمرة منذ ما يقارب الشهرين في ظل ظروف صعبة وقاسية هي مقاومة سلميّة احتجاجيّة تعيد اعتبار الانتظام الدستوري والسياسي للحياة العامة في لبنان، كما وتؤكد على تقدم دور المرأة اللبنانية في الحياة السياسيّة وفي مسار التغيير من داخل المؤسسة التشريعيّة عبر المبادرة المشتركة للنائبين خلف وصليبا والتي تعتبر أول احتجاج مدني سلمي من نوعه في لبنان.
فمن هنا، جئنا نحن تجمع سيّدات من قوى التغيير، ناشطات في المجال السياسي وفاعلات في المجتمع المدني، نعلن دعمنا وتضامننا الكامل مع النائبين ملحم خلف ونجاة عون صليبا اللذين نجحا في رفع الصوت السلمي في وجه تعطيل الممارسة الديمقراطية، وطلبًا لعقد جلسات نيابيّة متتالية حتّى انتخاب رئيس/ة للجمهوريّة”.
وتوجهت الى “السيدات والسادة النواب والى كافة الكتل النيابية الفاعلة وحثهم على:
• مطالبة رئيس مجلس النواب بتحمل مسؤولياته والدعوة الى عقد جلسة انتخابية لا ترفع قبل انتخاب الرئيس/ة.
• مطالبة النواب بالتزام واجبهم الدستوري في حضور جلسة الانتخاب والامتناع عن سياسة تعطيل النصاب.
• انتخاب رئيس/ة جمهورية وفق برنامج واضح يراعي مصالح المواطنين لا نتيجة تسويات خارجيّة أو داخليّة، بما لا يسمح بإعادة تدوير السلطة السياسية المسؤولة عن الحال الذي وصلت اليه البلاد.
• إعادة الاعتبار الى دولة القانون عبر تطبيق الدستور والالتزام بتفعيل عمل المؤسسات.
• تشكيل حكومة إصلاحيّة لا تحاصصيّة قادرة على تبني خطة طوارئ وطنيّة لوقف الانهيار والبدء بمعالجة الازمة الاجتماعيّة والاقتصاديّة”.