أقامت جبهة التحرر العمالي حفل استقبال في قصر الأونيسكو برعاية رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، لمناسبة الأول من أيار، عيد العمال العالمي.
حضر الحفل حشد من النواب والسياسيين، تقدمهم ناجي صعب ممثلاً شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، النائب بلال عبدالله ممثلاً رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، الوزيران السابقان غازي العريضي وعلاء الدين ترو، والنواب: مروان حمادة، هادي أبو الحسن، فيصل الصايغ، أمين العام في الحزب التقدمي الإشتراكي ظافر ناصر وعدد من أعضاء مجلس القيادة والمفوضين ووكلاء الداخلية، رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشاره الأسمر وأعضاء من الاتحاد، أعضاء جبهة التحرر العمالي، ورؤساء وأعضاء نقابات واتحادات نقابية، ومديرون عامون، وشخصيات وفاعليات حزبية واجتماعية واقتصادية.
بدايةً، افتُتح الحفل بالنشيد الوطني، وعرض فيلم قصير عن تاريخ الجبهة وعملها، ثم كانت كلمة لأمين الإعلام في الأمانة العامة للجبهة أحمد حسان، أكّد فيها أنّ “المعركة الحقيقية اليوم هي في استرداد وحدة الحركة النقابية والعمالية بقيادة الاتحاد العمالي العام بهيكلية جديدة تجعله أكثر تمثيلاً وفعالية، وفي استعادة الثقة بالحركة النقابية كوسيلة وحيدة لحماية حقوق العمال ومكتسباتهم وتحقيق مطالبهم، وأنّ المعركة هي استمرار لمعركة الحياة، معركة التحرّر من القيود، والتبعية، والظلم والاستغلال”.
واستذكر نضالات الحركة العمالية والنقابية، ومشاركتها في معركة الاستقلال والجلاء، إلى مسيرة النقابيين الأوائل ومن تبعهم، معددا منهم: فؤاد الشمالي، ومصطفى العريس، وسعد الدين مومنة، والياس البواري، والياس الهبر، وأديب بوحبيب، وانطوان بشارة، وعادل عبد الصمد، وفضل الله شريف، وحسيب عبد الجواد، وعبد الأمير نجدة، وسليمان الباشا، وجورج الحاج، وسليمان حمدان، وعلي جابر، وبسام طليس، وعصمت عبد الصمد، وغيرهم. وقال: “هؤلاء الذين حققوا لنا قانون العمل في العام ١٩٤٦، والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وقانون الوساطة والتحكيم، وعقود العمل الجماعية وغيرها. وعندما قررت السلطة استخدام سيف الترخيص النقابي لمنع انشاء النقابات اليسارية والوطنية قام مَن كسر هذا السيف بقلمه ورخّص بإنشاء جبهة التحرّر العمالي في العام ١٩٦٢ كحاضنةٍ وطنية، سياسية، ونقابية، للقوى العمالية والنقابية التي حُرمت من حق التنظيم النقابي. هذا الفارس هو ذاته من أسّس الحزب التقدمي الإشتراكي في الأول من أيار 1949، ليكون حزب العمال والفلاحين، هو المعلّم الشهيد كمال جنبلاط”.
شميط
وأشار الأمين العام لجبهة التحرّر العمالي الوليد شميط الى أنّ “الأول من أيار، يوم العمالي العالمي، هذا اليوم الذي اختاره المعلّم الشهيد كمال جنبلاط لتأسيس الحزب التقدمي الإشتراكي كونه المدافِع الأول عن حقوق العمال والكادحين، سيكون انطلاق عمل الأمانة العامة الجديدة للجبهة”.
أضاف: “من هنا نقول إننا كجبهة تحرّر عمالي في لبنان منفتحون ومتعاونون مع الاتحاد العمالي العام، ومع كافة الاتحادات والنقابات العمالية في لبنان، ومع كل نقابي حر، وسنعمل جاهدين لتوحيد العمل النقابي في لبنان وتحقيق الحد الأدنى من حقوقنا كطبقة عاملة، أي العيش بكرامة من خلال إطلاقنا لمؤتمر نقابي عام موحدٍ، وجدّي تُطرح من خلاله كل الأفكار البنّاءة الواقعية لتناقَش بشكل جدي وفاعل، لنصل إلى ورقة مطلبية موحدة وجامعة تضمن تحقيق أهدافنا بوحدتنا”.
وتابع: “لأنّنا نرفض الشعارات الوهمية الفضفاضة والفارغة، ولأنّنا لا نملك عصا سحرية، نقول لكل المعنيّين، وبكل شفافيةٍ وصدق، يمكن للمرء أن يساوم، أو يتغاضى عن كثيرٍ من الأمور في حياته، لكن لا يمكن لأحد المساس بلقمة العيش”؛ مضيفاً، “نحن عمال لبنان وفلّاحيه، مفكّريه ومثقّفيه، وأساتذته ومعلّميه، أطباؤه وممرّضوه، مهندسوه ومحاموه، لن نقبل بعد اليوم بسلب حقوقنا وديمومة عملنا، والتلاعب برواتبنا وبدل نقلنا واستشفاءنا، وخاصةً في ظل الوضع الاقتصادي المزري الذي يمر به لبنان، مِن غلاء معيشي فاضح، وتلاعب بأسعار الصرف، والأزمات المتتالية أزمة تلوَ الأخرى”.
وختم بالقول: “ندعو الجميع، وعلى رأسهم الاتحاد العمالي العام، واتحادات النقابات العمالية والقطاعية، إلى رصّ الصفوف، وتوحيد ورقتنا المطلبية بعيداً عن التجاذبات السياسية والاصطفافات المذهبية الضيقة، لأنّ لقمة العيش وديمومة العمل لا تفرق بين انتماء حزبي وآخر، أو دينٍ أو مذهب”.
عبدالله
وقال النائب عبدالله من جهته: “شرّفني رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، ورئيس اللقاء الديمقراطي، النائب تيمور جنبلاط، أن أكون اليوم مع رفاقي ورفيقاتي في جبهة التحرّر العمالي بمناسبة عيد تأسيس الجبهة. وليس مصادفة أن يترافق هذا العيد مع عيد تأسيس حزبنا التقدمي الاشتراكي، وهي مناسبة لتعيد تأكيد ما هو مؤكّد إننا كنا، وسنبقى، حزب اليسار الوحيد المناضل، اليوم بكل جرأة دون التنكر للتاريخ، والمنسجم مع قناعاته، كنا وسنبقى حزب الإشتراكية الإنسانية. حزب المعلم كمال جنبلاط. حزب الفقراء والمثقفين والمزارعين. الحزب الذي حاول ويحاول تخفيف حدة صراع الطبقات. الحزب الذي يؤمن بالحرية، حرية المعتقد والمبدأ والتعبير. الحزب الذي كان، وسيبقى، حليف الناس الفقراء والمشرّدين، وحليف الطبقات المقهورة. ولن يغيّر أحدٌ لا تاريخنا ولا واقعنا، ولا مستقبلنا. هذه أمانة سلّمنا إيّاها المعلّم كمال جنبلاط، وناضلنا، وقدّمنا تضحيات كثيرة مع رئيس الحزب، وليد جنبلاط، في سبيل الاستمرار بحمل هذه الأمانة”.
أضاف: “نحن منظومة القيَم الأخلاقية الحرة الشريفة منذ تأسيس الحزب. نحن منظومة الشهداء التي حافظت على عروبة هذا البلد. نحن منظومة الأبطال التي فتحت طريق المقاومة إلى الجنوب. نحن منظومة الشباب التي تشرفت بمواقع وزارية، والتي قامت بواجبها في المجلس النيابي على مدى عقود. هذه منظومتنا، ولا نخجل لا من تاريخنا، ولا من حاضرنا ولا نتلهى بتفاصيل، لأنّ هذا البلد بلدنا، وقدّمنا تضحيات جمّة لكي نوقف الحرب بالطائف، وقدّمنا تضحيات جمة بالتسويات للحفاظ على عروبة هذا البلد الذي وُجد لكي يبقى موحداً وسيبقى. أمّا استحضار ملفات النزوح وغيرها فما هي إلّا خدمة لأهداف سياسية رخيصة من الداخل والخارج”.
وتابع: “نحن مؤتمنون على صياغة دور الدولة كدولة رعاية اجتماعية في وجه كل الشروط الخارجية وبعض الداخلية. وأقول لرفاقي في جبهة التحرّر العمالي، خذوا هامشكم إلى أقصى حد، ولا تلتزموا حتى بالتسويات السياسية. واجبنا أن نحافظ على استقلال وعروبة هذا البلد، ولكن واجبكم أن تحافظوا على كرامة عيشنا. لا تتخاذلوا في هذه المهمة. نحن معكم لأن الناس تعبت”.
وأردف: “للذين رفدوا صفوفهم للأسف عندما سمعوا بالتفاوض السعودي- الإيراني خوفاً من التسوية، أو لحجب استفادة لبنان، نقول: هذا البلد يجب أن يتنفس ويرتاح. المطلوب حد أدنى من الاستقرار، وكفى استخدام لبنان ساحة للصراعات. فصراعنا مع العدو الإسرائيلي صراع وجودي، ولكن صراعنا مع لقمة العيش وجودي أكثر. وكفانا هذه الساحات المفتوحة، والنقطة الأساسية اليوم هي انتخاب رئيس جمهورية جامع. ونحن كنا وسنبقى، وسنستمر لإيجاد المخارج المطلوبة مهما صعُبت المهمة، ومهما تآمر بعض الخارج على حساب مصلحة لبنان”.
واعتبر عبدالله أنّ إعادة صياغة حركة نقابية عمالية موحّدة هي مهمة استراتيجية، وأنّ إعادة استقطاب كافة شرائح العمال والمزارعين والأجراء في لبنان في هيكلية نقابية جديدة أصبح ضرورةً قصوى”.
وأكّد أنّ، “الحزب التقدمي الاشتراكي، واللقاء الديمقراطي، يعملان من أجل حماية الأمن الصحي والاجتماعي”.
وتوجّه إلى الرأسمالية اللبنانية بالقول: “آن الآوان أن تكتسبوا الهوية الوطنية”.
وختم: “يجب إعادة صياغة عقد اجتماعي متوازن وعادل. نحن نريد أن نحفّز الاستثمار في لبنان، وأن ننتقل جدّياً باتّجاه اقتصاد منتج، وقدّمنا مشاريع عديدة وسنستمر، لأنّ هذا هو السبيل الوحيد ليبقى البلد حراً، سيّداً، مستقلاً”.