إستقبل رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب، في مكتبه في بيروت، الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي علي حجازي يرافقه عدد من أعضاء القيادة القطرية، وجرى بحث في التطورات على الساحة المحلية بشكل عام وبملف النازحين السوريين بشكل خاص، حيث أكّد الطرفان “ضرورة التخفيف من حدة الخطاب الحاصل بموضوع النزوح السوري وإيجاد حل سريع لهذا الملف” ، بحسب بيان لحزب “التوحيد” .
كما ودعا الطرفان الى “المسارعة لإيجاد حلول عملانية لما يعانيه المواطن اللبناني من ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة لأن الذين أسهموا في وصول الدولة الى هنا لا يستطيعون تأخير الحل الداخلي بانتظار تسويات كبرى في المنطقة قد تتأخر”.
وبعد اللقاء، رأى وهاب أن “هذا النزوح لا يُحل طالما الوضع في سورية غير مستقر أو طالما هناك احتلالات في سورية منها الاحتلال الأميركي والاحتلال التركي ووجود الإرهاب”.
وأكّد أن “الأمر يبدأ من سورية، معتبراً أن كل الاستقرار على الساحة اللبنانية يبدأ أيضاً من سورية، وواهم مَن يعتقد بأننا قادرون على إعادة النازحين دون الاستقرار أو بدء الحل في سورية، وهذا ما أبلغه الى كثير من السفراء أن موضوع النزوح السوري يبدأ بإعادة الإعمار في سورية وفك الحصار الأميركي الجائر عليها، عندها يبدأ البحث الجدي في موضوع إعادة النازحين، لافتاً الى أن الذين قتلوا من هذا الحصار والذين غرقوا في البحر والذين دفعوا ثمن هذا الحصار المستمر منذ 12 عاماً هم أكثر من الذين قتلوا في الحرب الأهلية السورية”.
وأعرب وهاب أن “موضوع النزوح كي لا يتّخذ هذا المنحى العنصري أو العدواني الذي يتخذه اليوم يبدأ بالحل عند الأميركيين والأوروبيين، متوجهاً الى بعض الغربيين بالقول: “كفى نفاقاً وكذباً وتباكياً وذرف دموع التماسيح على هذا الموضوع، لافتاً الى أن المسألة عند الغرب والأميركيين، وتبدأ بفك الحصار عن سوريا وبدء إعادة إعمارها وعندها ينتهي هذا الملف بشكل تلقائي”.
حجازي
من جهته أكّد حجازي “ضرورة رفع مستوى التنسيق في المرحلة المقبلة لمواجهة مجموعة كبيرة من التحديات التي تفرض نفسها على الساحة اللبنانية خاصة في ملف النزوح السوري، لافتاً الى ما يُثار في الآونة الأخيرة حول هذا الموضوع والاستفاقة المفاجئة لبعض القوى السياسية الداخلية وجهات خارجية حول ضرورة إيجاد حل سريع لهذا الملف، معتبراً أن هذا الموضوع يتطلب أولاً مقاربة عقلانية وهادئة وتواصلاً مباشراً مع الدولة في سوريا، كما يتطلب حواراً مع الجهات المانحة التي تُسهم في إبقاء هؤلاء النازحين من خلال إصرارها على دعمهم وهم متواجدون على الأراضي اللبنانية، داعياً لضرورة إيجاد مقاربة مختلفة على مستوى أشمل لأن حل النزوح السوري أيضاً ليس حلاً داخلياً بحت بل هو حل يتطلب مقاربة إقليمية ودولية مختلفة ولهذه المعالجة أعباء كبيرة يُفترض أن يتم النقاش بها لمعرفة مَن يستطيع أن يغطي هذه التكاليف، داعياً الى التخفيف من حدة الخطاب الحاصل بموضوع النزوح السوري اليوم قبل الغد لأنه يؤشر الى مشروع مشكلة داخلية، مستغرباً التحريض الحاصل وهذا الكم من الإشاعات وانتشار التسجيلات الصوتية المتعلقة بهذا الملف والتي تدفع الى مواجهة بين النازح السوري وبين المؤسسة الأمنية اللبنانية بكل مسمياتها”.
ودعا الى “المسارعة لإيجاد حلول عملانية لما يعانيه المواطن اللبناني لأن الذين أسهموا في وصول الدولة الى هنا لا يستطيعون ترك الناس من دون حلول ونحن نعلم جيداً أن الناس باتت تعاني من ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة وهي لا تستطيع تأخير الحل الداخلي بانتظار تسويات كبرى في المنطقة قد تتأخر ونحن صراحة في لبنان لا نملك ترف الوقت”.