افتتحت جمعية “التراث الوطني الفلسطيني” و”لجان العمل في المخيمات”، معرض “التراث الوطني الفلسطيني الـ13” بعنوان “بين النكبة والتحرير عائدون الى فلسطين”، بمناسبة الذكرى الـ75 لنكبة فلسطين ودعما لإنتفاضة الفلسطينيين ومقاومتهم، بمشاركة جمعيات “التراث الفلسطيني” في مخيمات لبنان، برعاية وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى وحضوره والمستشار السياسي في السفارة الايرانية السيد مهدي منصوريان ممثلا السفير مجتبى أماني وممثلين عن الفصائل الفلسطينية والاحزاب اللبنانية وحشد من الفاعليات السياسية اللبنانية والفلسطينية وهيئات وجمعيات اجتماعية ومدنية.
وتضمن المعرض، عرض لمنتوجات تراثية فلسطينية، من مطرزات، حفر على الخشب، خزفيات، لوحات، كتب وصور لمدن وبلدات وقرى فلسطينية، مقتنيات فلسطينية قديمة، أثواب فلسطينية تراثية مطرزة حسب المدن والبلدات والقرى الفلسطينية ولوحات فنية ورسومات وأشغال يدوية، وثقافية ومعنية بالحفاظ على الارث الفلسطيني.
ابو محمد
بعد النشيدين اللبناني والفلسطيني، بارك مسؤول العلاقات في لجان العمل في المخيمات ابو محمد في كلمته، “للبنان وفلسطين واحرار العالم عيد المقاومة والتحرير”، وقال: “نحن مصرون على خوض معركة احياء التراث الوطني الفلسطيني الذي نعتبره جزءا لا يتجزأ من المقاومة، ومستمرون في خوض هذه المعركة الى جانب مقاومتنا البطلة ومع محور المقاومة حتى ازالة هذا الكيان من الوجود”.
حب الله
واعتبر مسؤول العلاقات الفلسطينية في “حزب الله” النائب السابق حسن حب الله، أن “التراث الفلسطيني يعني اننا متمسكون بفلسطين مهما احتل العدو أرضنا”، وقال: “قد تحتلون أرضنا وتزجون بشبابنا وشاباتنا، لكن لا تستطيعون ان تخرجوا فلسطين من وجداننا فهي ستبقى في وجداننا جيلا بعد جيل حتى يتحقق النصر، واكبر دليل ما يحصل في الضفة الغربية”.
أضاف: “هذا وطن الفلسطيني والقدس عاصمة فلسطين والعرب والمسلمين والمسيحيين، هي لشعبها واهلها الذين عاشوا فيها وبقيوا فيها لقرون من الزمن”، وأكد أن “الطريق للعودة هي المقاومة، والمقاومة المسلحة هي من الاولويات لان العدو لا يفهم الا بالقوة”.
أبو العرادات
بدوره، اعتبر أمين سر “منظمة التحرير الفلسطينية” فتحي أبو العرادات، أن “إحياء الذكرى الـ75 لنكبة فلسطين، تأتي لتؤكد أن القضية الفلسطينية لا تزال حية في قلوب جميع الشرفاء والأحرار، وتؤكد مواصلة الكفاح والنضال الممزوج بالأمل والمعاناة. وإحياء ذكرى النكبة في عاصمة المقاومة من خلال هذه اللوحات الفنية والمطرزات والرسومات والأشغال اليدوية، تدعم الرواية الفلسطينية، لأن المعركة مع العدو هي من خلال كل أشكال المقاومة ومن ضمنها هذه المعارض الفنية التي تعيد تأكيد تاريخ الشعب الفلسطيني وصموده في مواجهة حكومات اليمين المتطرف التي تسعى إلى اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه”.
وأكد أن “المؤامرات التي يحيكها العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني ستسقط، كما سقطت على أيدي المرابطين والمرابطات، محاولات السيطرة على القدس والحرم الإبراهيمي من خلال تصديهم المستمر لمشروع تهويد القدس التي يمضي في تنفيذها العدو الإسرائيلي”.
عبد الهادي
والقى ممثل حركة “حماس” أحمد عبد الهادي كلمة قوى “التحالف الوطني الفلسطيني”، لفت فيها الى ان “التراث الوطني الفلسطيني جزء من هويتنا الوطنية، وخلال سنين النكبة كان هناك مقاومة عسكرية. لم يقصروا ابناء الشعب الفلسطيني عندما ثبتوا روايتنا وأرضنا بانها حق لنا الى ان وصلنا الى هذه المرحلة المتقدمة من الصراع مع العدو الصهيوني”، مباركا “للبنان الرسمي والشعبي والمقاومة عيد المقاومة والتحرير، هذا اليوم الذي أسست لتاركم قوة المقاومة التي صنعت المعادلات مع العدو الصهيوني”، مؤكدا “بتنا قريبين جدا من تحرير فلسطين والعودة اليها”.
سكرية
ورحبت رئيسة الجمعية الاعلامية منى سكرية بالحضور، وقالت: “اهلا بكم في هذا المعرض ونشكر حضوركم جميعا، ولا بد ان نقول الرحمة لاحد المؤسسين لهذا العمل الا وهو الدكتور حيدر دقماق. مبروك لكم ولنا هذا اليوم عيد التحرير بقوة المقاومة. انه اول محطات تحرير فلسطين من بحرها الى نهرها مبروك لفلسطين صمود شعبها وصبرهم على مر المحن التي تكبدوها ولم تنل من عزيمتهم ولن تحني هاماتهم المرفوعة”، ونوهت بـ”صمود الشعب الفلسطيني في وجه جميع المحن التي تكبدوها ولم تنل من عزيمتهم ولم تحن هاماتهم بتضحيات مقاومي فلسطين”.
ورأت أنه “ما بين النكبة والتحرير ستكون العودة إلى فلسطين، وهذا ليس مجرد عنوان للنسخة الثالثة عشرة من معرض التراث الفلسطيني، بل عنوان عهد يؤمن به جميع شرفاء الأمة”، معتبرة أن “قضية فلسطين ستبقى العنوان الأساس في هذا المعرض والمعارض كافة، على الرغم من تأثيرات الأزمة الاقتصادية على الجميع”.
المرتضى
وتحدث الوزيرالمرتضى، فقال: “اليوم نبعث من معرضكم بالذات رسالة تضامن الى اخوتنا في غزة والضفة واراضي ٤٨ لنؤكد لهم ان القضية المركزية هي فلسطين وهذا بالتحديد ما ورد في مقدمة البيان الختامي للقمة العربية في جدة التي عقدت منذ أيام ما أعاد البوصلة الى وجهتها الحقيقية اي الى الصراع العربي الاسرائيلي. وأقول العربي الاسرائيلي لأن اتفاقيات ابراهام أرادت استبدال المصطلح بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي لتحييد العرب واستهدافهم فرادى بالتطبيع وبالتالي عزل فلسطين ومحور المقاومة معها”.
أضاف: “نلتقي لندعم انتفاضة اهلنا ومقاومتهم، وذلك في أرجاء هذا المعرض التراثي الوطني الفلسطيني بطبعته الثالثة عشرة مستذكرين النكبة ومتطلعين الى التحرير والعودة الى فلسطين. ولقاؤنا هذا يستمد فرادته من تطورات غيرت وجه المنطقة ولفحت فلسطين لأول مرة منذ النكبة بعواصف الحرية، عواصف أحدثتها المقاومة، هبت لتطيح بأزمنة الهزائم والذل وتحل مكانها أزمنة العزة والإنتصار. ورب قائل كيف يمكن للضعيف ان ينتصر على القوي، فالعين عين لزجة والمخرز مسنن وغليظ، وما على العين سوى ان تغلق أجفانها وتنسى مساقط الرؤوس في فلسطين الحبيبة وان تتعود النظر المذل الى الأديم كعلامة انكسار وهوان وهزيمة. لكن تبين ايها الأخوات والإخوة ان عيون الفلسطينيين تشبه جباههم المرفوعة وأنها عقدت العزم على مقاومة المخارز فتغلب الدم على السكين وانتصرت الجراح على البغاة”.
وتابع: “75 سنة مضت ومفاتيح البيوت الفلسطينية معلقة في الشتات، تحت الوسائد وفي الأدراج والخزائن. مفاتيح تتناقلها الأجيال من الجدود الى الأولاد والأحفاد، لا المفاتيح نخرها الصدأ ولا أبواب البيوت في فلسطين تعبت من الانتظار، ولفت الى أن “فلسطين حاولت حمل غصن الزيتون فقطعوه وحاولت توقيع الاتفاقيات فمزقت، واعتمدت فلسطين الشكوى الى دول العالم، فتحاملت دول العالم على الشاكي ودعمت المشكو منه وسلحته. تحولت فلسطين الى حلم وطن منسي وأرض مسلوبة وشعب مضطهد ومشرد. لم يستفق الحلم الفلسطيني الا على فوهات البنادق ورؤوس الصواريخ. كبرت المقاومة في فلسطين فصارت قادرة ومقتدرة، مستهابة ويحسب لها الف حساب. اتقنت الغرف المشتركة مع أخواتها وبان المشهد على وحدة الساحات وعلى مناعة محور المقاومة وعلى واقع جديد جعل العالم يعيد حساباته من جديد وفق مقولة: فلسطين لا تموت بل تميت. فلسطين لا تسلب حريتها. فلسطين تسلب النوم من عيون مغتصبيها. من هذا المنطلق نرى أن العمل المقاوم ليس احتكارا بل تناغما وتكاملا لكل أوجه المقاومة. أن تطرزوا رداء أو غطاء أو إزار. أن تصنعوا كوبا أو اناء أو صحنا. أن ترسموا لوحة او تنحتوا تمثالا فأنتم تقاومون”.
واردف: “نعم تقاومون نسيان فلسطين لأن فلسطين ذاكرة قبل ان تكون استشرافا واذا ماتت الذاكرة مات الحلم وها انتم اليوم من خلال هذا المعرض تضعون لبنة في أساس المقاومة عبر الحفر في صلب التراث الفلسطيني ما يشبه شجرة زيتون تمتد جذورها عميقا في الأرض”، مستطردا “كونوا على يقين ان مقتل التطبيع هو المقاومة ومتى غابت المقاومة استفحل التطبيع، وها نحن نشارككم تجربتنا اللبنانية على عتبة عيد المقاومة والتحرير حيث شكل العام 2000 أول مسمار في نعش الشرق الأوسط الجديد، فمات مولودهم في الرحم”.
وأستشهد المرتضى بـ”واقع المقاومة في لبنان ودورها الجبار”، وقال: “لقد شن على لبنان عدوان تموز 2006 لمعاودة الكرة، لكن انتصار المقاومة على الكيان الموقت لم يقتصر على مشهد وادي الحجير مقبرة الميركاڤا، بل تعداه الى تحول الانتصار الى مصدر إلهام للمقاومة الفلسطينية التي بدأت منذ ذلك التاريخ انتفاضاتها المتتالية”.
وعن اهمية تنظيم المعرض، قال: “اليوم نبعث من معرضكم بالذات رسالة تضامن الى اخوتنا في غزة والضفة واراضي 48، لنؤكد لهم ان القضية المركزية هي فلسطين، وهذا بالتحديد ما ورد في مقدمة البيان الختامي للقمة العربية في جدة التي عقدت منذ أيام، ما أعاد البوصلة الى وجهتها الحقيقية، اي الى الصراع العربي – الاسرائيلي. وأقول العربي – الاسرائيلي لأن اتفاقيات ابراهام أرادت استبدال المصطلح بالصراع الفلسطيني – الإسرائيلي لتحييد العرب واستهدافهم فرادى بالتطبيع وبالتالي عزل فلسطين ومحور المقاومة معها”.
وأكد أن “فلسطين تسكن فينا وكل بيوتنا تبقى بلا نوافذ حرية من دون فلسطين. حتى النسائم التي تلفحنا لا عذوبة فيها إن لم تهب من فلسطين. هي إسراء أحلامنا ومعراج إيماننا. فيها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة حيث يتعانق الإسلام والمسيحية وحيث لا يمكن ان نشهد ونشاهد إلا على الحرية تجمع المسلمين والمسيحيين”، داعيا إلى “عدم الاستسلام، لا تنسوا أخيرا ان تتسلحوا بالغضب. الغضب ليس حقدا. الغضب هو ترجمة لصراخ الحق ووجع الانسلاخ. إغضبوا فالغضب مبارك واحرصوا ان يظهر على وجوهكم وابداعكم. لا تسالموا ولا تستسلموا وتيقنوا ان لبنان لم ولن يتعب في مساندتكم لأن قضية وجوده من وجودكم، فإذا غبتم غاب واذا عشتم عاش، لأن السرطان الذي زرع منذ 75 عاما تفشى عندنا اوراما خبيثة، ولا سبيل لازالة اورامنا إلا باستئصال أصل المرض الخبيث وهو إسرائيل”.
وختم قائلا: “بورك المعرض وبوركت الأيادي التي تعبت من أجل جعله يليق بفلسطين. كلنا جزء من هذا الجميل الجميل الذي نراه في كل أرجاء المعرض، وبالأخص جمال الروح الفلسطينية التي كلما قتلوها عاشت وكلما طعنوها تبسمت وعسى نفتتح الدورة الـ14 من هذا الجمال في بلاد الجمال والإباء في فلسطين، واذا تعذر ذلك نبقي الحلم متوثبا والمفتاح جاهزا لولوج البيوت التي تنتظر ساكنيها لتفرح بهم ويفرحوا بها. كل عيد مقاومة وتحرير وانتم معنيون به وكل عام وفلسطين وجهتنا واتجاهنا ووجهنا الموعود بالحرية”.
وختاما، قص الوزير المرتضى شريط الافتتاح وجال الحضور في أقسامه، ثم قدمت الجميعات المشاركة هدايا للوزير المرتضى.