أقامت “دوحة البقاع الثقافية” احتفالا في قاعة “قصر بعلبك” لمناسبة عيد “المقاومة والتحرير”، برعاية مسؤول منطقة البقاع في “حزب الله” الدكتور حسين النمر، وحضور النواب: إيهاب حمادة، ينال صلح وملحم الحجيري، الوزير السابق الدكتور حمد حسن، رئيس اتحاد الكتاب اللبنانيين الشاعر الياس زغيب، القاضي الدكتور الشيخ عبدو قطايا، رئيس دائرة أوقاف بعلبك الهرمل الشيخ سامي الرفاعي، الشيخ مشهور صلح، وفد حركة “أمل” برئاسة مصطفى السبلاني، رئيسة دائرة البلديات في المحافظة هبة زعيتر، وفاعليات سياسية وثقافية واجتماعية.
رعد
واستهل اللقاء رئيس الدوحة علي ناصر رعد، مؤكدا “الثبات على الوعد وعلى نهج المقاومة الذي قاده السيد نصرالله إلى تحقيق النصر تلو النصر، وأعاد للأمة مجدها وعزها وافتخارها، وأملها بتحقيق المزيد من الانتصارات”.
وهبي
واعتبرت هيام وهبي، أن “التحرير والنصر الذي تحقق في 25 أيار أثبت أن الكيان الغاصب نمر من ورق، انتظرناك طويلا يا سيد كل الشرفاء على امتداد العالم العربي، وإحساس عميق في دواخلنا يقول بأنك قادم، عقود طويلة من الانكسارات والهزائم ونحن ننتظر، نتدحرج من نكبة إلى نكسة، من عدوان إلى اجتياح، سنوات من الذل والخيبات، وأتيت يا سيد ومعك رياح النصر مكللا بالغار، محملا بالعزة والكرامة والتحرير، أتيت لترفعنا من قاع الهزيمة إلى قمة الانتصارات. يا سيد الانتصارات سنوقع أيامنا على وقع انتصارك، يا من اقتديت باخلاق رسول الله وشجاعة الإمام علي، وعدتنا وصدقت ووفيت، وفي وجهك نلمح قباب القدس قريبة، وفي كلماتك نشعر أننا قاب قوسين أو أدنى من تحرير فلسطين، بيتنا نرفع جباهنا ونعتز بعروبتنا وبلبناننا”.
النمر
بدوره، قال النمر: “أتوجه إليكم في عيد النصر والتحرير، بالتقدير والشكر لكل ما قدمتموه للمقاومة من حضور. أقلامكم كتبت عن المقاومة، ووجدانكم احتضن المقاومة، وحناجركم صدحت بالمقاومة. كنتم صوتها وحبها ولسانها وساعدها، كنتم صورتها ووجهها الأجمل. أحببتموها واحتضنتموها وخضتم المخاطر واتهمكم العالم بالجنون، أصابكم القرح والألم وتوجعتم معها ولها، وسرتم درب ذات الشوكة، وأكملتم المسير فلم تتراجعوا ولم تهنوا وكان دائماً رهانكم عليها ، فثقفتموها وأبتليتموها فعرفتم أنكم الحق والمحقين وعرفتم أنكم على صواب”.
وتابع: “هذه المقاومة التي دفعتم لأجلها أعماراً وحباً وسكنا، وراهنتم عليها، لم تخذلكم ولم تقطع الرهان، ولم تترككم في الساح، ولم تغدر بكم، ولم تغب عنكم، ولم تُسقط الغمار. مضت بإقدام وشجاعة رغم كل الصعوبات وقاومت المخرز فكان التحرير عام 2000 ثم انتفض طائرها من جديد ليحلّق فوق الغيوم نسراً فحقق انتصار تموز 2006، وما بين التأسيس وأعوام الانتصار حكاية لا تنتهي من الألم والوجع والصراع، كان دونها الجرحى والأسرى والشهداء، وسارعت الخطى وما زالت تستعد للآتي من الأيام”.
وأكد النمر تشجيع “العمل الثقافي الهادف الذي يساهم في تحصين مجتمعنا وإعطائه بعداً فكرياً وثقافياً وعلمياً ويصقله، ثم يطوره إلى الأفضل”.
وأضاف: “مدينتنا بعلبك بكل أطيافها الحزبية والاجتماعية، وكل ألوانها الثقافية مدينة عريقة تستحق منا كل عمل هادف مؤثر فمن أجلها قدم أجدادنا التضحيات، ونحن نسلك الطريق نفسه. لذا علينا أن نفتح كل الأبواب التي تجعل من أبناء المدينة متحابين ومتعاونين ومتضامنين ومتفاهمين. وإن مدينتنا كانت وما زالت حاضنه العلماء والمثقفين ويجب أن تبقى كذلك، مما يحتم علينا العمل من أجل طرق كل الأبواب التي تجعل منها مدينة ثقافية حضارية تحلم بالغد الأفضل. ومن موقعنا نؤكد على أن مدينة بعلبك قدمت نموذجا بالألفة والمحبة والعيش الواحد، واليوم أكثر من أي يوم آخر يجب أن تترجم هذه المعاني قولا وفعلا، ونحن حاضرون وجاهزون لمد الأيدي لتلاقيها الأيدي، فنكون كالجسد الواحد يتعاضد في وجه الرياح، ونؤكد على أننا وفي هذه الظروف الصعبة التي يمر بها البلد سنمضي في خدمة أهلنا الشرفاء بكل ما أوتينا من قوة، نتواجد في كل الساحات من أجل منفعة هذا المجتمع”.
وأردف: “مدينة بعلبك كانت وما زالت مع القضية الفلسطينية، وهي اليوم مع المقاومة أقوى وأصلب عودا، تعد وتستعد للنزال مع العدو من أجل تحرير تراب كل فلسطين، وما يصنعه أبطال فلسطين اليوم ليس إلا الطلقة الأولى في معركة الوجود الأبدي، اسرائيل إلى الزوال والكيان المغتصب سينتهي، وفلسطين ستنتصر على أيدي المؤمنين الصابرين المتحسبين”.
وجدد العهد على “المضي في درب المقاومة ونهجها وعلى خدمة أهلنا أينما كانوا، وعلى الحفاظ على لبنان بلدا واحدا موحدا. كما نجدد العهد والوعد مع المثقفين حاملي شعلة المقاومة سنكون إلى جانبكم ومعكم”.
وختم النمر مشيرا إلى أننا “قادمون على استحقاقات بلدية إن شاء الله، وإذا أردنا أن نعبر عن وجداننا الحقيقي في التآلف والتحاب من أجل أن يكون عدونا واحد، يجب أن لا نتنازع فيما بيننا. وأنا أقسمت يمينا مع بعض المخلصين، إذا استطعنا أن نأخذ بيد مدينة بعلبك حتى نُنجِح مجلسها البلدي بالتزكية، نكون قد أنجزنا شيئا جميلا وجيدا لمدينة بعلبك”.
ياغي
وفي مداخلتها، قالت الأديبة ناديا ياغي: “نحن لا نموت حاشا وكلا، بل تهلك لأرواح شهدائنا ألف وردة، نحن من راهن على وجودنا كل ثائر وكل نجمة، نحن من لا ننادي إلا يا ربنا، نحن من هجرتنا السعادة فعجنا أمنياتنا بماء الصبر، نحن من نفخنا في الحياة عطر العزة والإباء وروح الثورة”.
زغيب
وتحدث زغيب معتبرا ان الذكرى السنويه للمقاومه والانتصار المقاومه والتحرير فيها كثير من الغبطه والدروس مبارك عيد التحرير والمقاومه ومبارك هذا الانتصار الذين نتمنى ان يتوج بانتصارات موعوده كتحرير كامل ارضنا وما تبقى من مياهنا وتحرير فلسطين وعوده ابنائها اليها اعزاء مكرمين ويبقى الانتصار الاكبر هو انتصارنا على ذواتنا وقدرتنا على اعاده احياء لبنان من رماده هذا الانتصار الذي لا يكون الا بثقتنا بانفسنا وبوحدتنا وتالفنا ومحبتنا وعملنا باتجاه واحد هو لبنان واهدى قصيده للشهداء، وأخرى لأطفال الحجارة، وختم بقصيدة بالفصحى تحت عنوان “صُوَر”.
الجوهري
وأشارت الشاعرة زينة الجوهري إلى أن “نصرا دوى في أرجاء المعمورة، يحمل فرادة يشهد لها العالم بالصمود، وناضلت من أجل ترابها، والتاريخ يخط عزها وفخرها على صفحات الحياة، ودوّن العالم مجد وطن خط بغار الصمود”.
حمادة
وألقى النائب حمادة قصيدة عنوانها “رحلة المعنى”، مطلعها: “لي أول المعنى ولست أحاوله/ ويجوع لي لفظ فلا أتناوله/ لي ما يشي بالغيم حين تحن لي/ مطرا على الشباك كنت أغازله”. وقال: “لي من بعلبك رملها متوسدا/ كفيَّ أغلى، ما الجمال وبابله؟/ كم تعجزين الشمس، يا عمدانها/ قرعت عليها الضوء فهي تطاوله”.
صلح
وبدوره نائب رئيس الدوحة الشاعر إبراهيم صلح ألقى قصيدة وطنية تحاكي “انتصار المقاومة في أيار عام 2000، وصيف 2006، وترنو نحو صمود المقاومين وانتصاراتهم على أرض فلسطين”.
صلح
وألقى كلمة “دوحة البقاع الثقافية” النائب صلح، فقال: “25 أيار هو يوم تكريس مفهوم انتصار المقاومة والتأسيس لمفهوم الانتصار الكبير، انتصار تحرير القدس وكل فلسطين. هو مخزون العزة والإباء الذي لا ينضب مهما بلغت السنين. إنه تاريخ انتصار معادلة الجيش والشعبِ والمقاومة، التي نحتاجها في كل اللحظات وفي شتى الملفات، هو يوم تكريس وتأكيد ضعف العدو الصهيوني”.
ورأى أن “أسباب الأزمة الاقتصادية التي نعيشها منذ سنوات معلومه معروفة للجميع، وإن سعى البعض إلى تناسيها عن قصد لأسباب كلنا بات يعلمها، فاسباب الازمة تتعلق أولا بالنظام السياسي الطائفي الذي يحمي الفساد، كذلك السياسة النقدية التي تعتمد رفع نسبة الفوائد مما يمنع الاستثمارات، والسياسة الاقتصادية الريعية التي اعتمدها لبنان على مر سنوات، بدل الاعتماد على الاقتصاد الانتاجي ناهيك عن الأزمة السورية وتاثيرها على لبنان والحصار الامريكي المفروض علينا، وتاثير قانون قيصر، وعدم تعامل لبنان الرسمي مع وضع حلول جذرية لحل المشاكل، بل اعتمد مبدأ نكرانها في المرحلة الاولى”.
وتابع: “للتخلص من الأزمة والتوجه نحو لبنان متعاف، لا بد من النظر إلى هذه الأسباب، والعمل على وضع الحلول لها بدءا من النظام السياسي، وصولا إلى السياسات الاقتصادية والنقدية، ولا يمكن للبنان ان يتعافى دون أن ننظر إلى المؤسسات الدستوريه بدءا بموقع رئاسة الجمهورية، وصولا إلى تسمية رئيس للحكومة وتشكيل حكومة فاعلة متناسقة فيما بينها، هدفها العمل الجدي وبدء وضع الحلول الفعلية لحل الازمة”.
وأكد أن “موقع رئاسة الجمهورية هو المدخل الإلزامي للخلاص من الأزمة، كما أن المدخل الإلزامي لإنجاز هذا الاستحقاق يتمثل بالتفاهم الوطني الذي نعتقد انه لا يزال ممكنا بين جميع الأفرقاء السياسيين اللبنانيين، لكن بعدما يضع كل طرف سياسي مصالحه الخاصه جانبا ويتوجه نحو المصلحة الوطنية بامتياز.
وإننا ومنذ اللحظة الأولى سعينا ولا نزال نسعى إلى تشارك جميع اللبنانيين في إنجاز الاستحقاق الرئاسي بأسرع وقت ممكن، وطلبنا ولا زلنا نطالب، بالتوافق الوطني على تسمية رئيس للجمهوريه رئيس يتطلع لوضع رؤية لمعالجة الملفات الشائكة على كافة المستويات، رئيس يكون على تواصل مع الجميع، رئيس على تواصل مع الداخل والخارج لما فيه مصلحة لبنان”.
واعتبر أن “لبنان محكوم بهذا التوافق ويجب العمل عليه من أجل الوصول إلى حل سريع”
وأشار إلى “التطورات السياسية التي يشهدها الإقليم من التفاهم العربي السوري، إلى التفاهم الإيراني السعودي ومدى إنعكاسه على الساحة اللبنانية إيجابا في تذليل عقبات ملف الرئاسة، والتخفيف من وطأة الأزمة الاقتصادية، والدفع إيجابا في بعض القوى السياسية نحو التوافق، لكن هذا يتطلب منا جميعا وبأسرع وقت ممكن ملاقاة هذه التطورات الاقليمية لاستثمارها بما يتلاءم مع حاجات ومصالح لبنان في هذه المرحلة، وما يسهم في إعادة بناء الدولة ومؤسساتها وتفعيل التضامن الوطني وتعزيز تماسكه وقدراته”.