احتفل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر بالقداس الإلهي، بمناسبة اختتام الشهر المريمي، في كنيسة السيّدة أمّ النور في المدوّر، بدعوة من رئيس المجلس العام الماروني المهندس ميشال متى، عاونه فيه خادم الرعيّة الخوري إيليا مونس ومسؤول دائرة التواصل في الأبرشية الخوري مروان عاقوري.
وحضر النائبان نديم الجميل وهاكوب ترزيان، الوزير السابق جو سركيس، نقيب المحرّرين جوزيف القصيفي، محافظ بيروت القاضي مروان عبود، رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم، المديرة العامة للمؤسسة المارونية للانتشار هيام بستاني، مديرة “المستشفى اللبناني الجعيتاوي الجامعي” الأخت هاديا أبي شبلي، رئيس “رابطة لبكرا” غسان خوري، رئيس قدامى الحكمة المحامي فريد الخوري، ومخاتير منطقة المدور، وأعضاء الهيئة التنفيذية للرابطة المارونية، وأعضاء المجلس ولجنة السيدات في المجلس العام الماروني.
عبد الساتر
بعد الإنجيل، ألقى عبد الساتر عظة قال فيها: “أمنا مريم العذراء كانت متميزة بإصغائها لكلام الله وكلام ابنها الوحيد، ربنا وإلهنا، وبإصغائها في كل وقت وحتى اليوم للأشخاص الذين يلتجئون إليها لطلب شفاعتها. ونحن اليوم مدعوون على مثالها، إلى الاصغاء إلى من يأتون إلينا طالبين المعونة. لأن الإصغاء مهم كتقديم مساعدة، فلنجلس مع الآخر ونصغي إليه ونحاول التخفيف من وجعه بالمحبة التي نظهرها له”.
وشكر لـ”المجلس العام الماروني خدماته، سواء أكان توزيع الحصص الغذائية في المناسبات، والتي تتطلب تضحيات شخصيّة أحيانا كثيرة من أجل تأمينها، أم العناية الطبية في المستوصف في هذا المبنى وفي رعية مار يوحنا في الأشرفية”.
وطالب “المسؤولين في الدولة بأن يقوموا بواجبهم ويهتموا بالمرضى والعاجزين وأن يوجدوا الأموال الضرورية لهذه الخدمات الأساسية، تماما كما يؤمنون الأموال لأهداف أخرى تهمهم وتعنيهم”.
وختم: “ليس المطلوب أن تحل الجمعيّات مكان الدولة في كل خدماتها الواجبة عليها تجاه المواطن”.
متى
وتحدث متى فرحب بعبد الساتر، وقال: “أرحب بكم جميعا لتلبيتكم دعوتنا لنتشارك معا بالصلاة عند أقدام العذراء القديسة التي نعتد بها كشفيعة لبنان، من أجل وطننا وعائلاتنا، ولنشكر ربنا وإلهنا على كل نعمه وبركاته”.
أضاف: “هذا اللقاء الروحي الجامع، أصبح تقليدا سنويا ثابتا، مدونا في روزنامة المجلس العام الماروني، إذ أنه يعكس روحية المجلس عبر التاريخ، ويهدف إلى جمعِ الأحباء، بحضور وبركة صاحب السيادة، تحت قبة هذا الصرح، احتفالا بالشهر المريمي”.
وتابع: “لقاؤنا اليوم يكتسب معنى خاصا، إذ يأتي من ضمن نشاطات السنة الأخيرة من ولايتنا. وهنا، لا بد لي أن أنقل لكم إيماني الكبير بالحضور العجائبي لهذا المكان، وبهالة النور التي ظللت أعمالنا طيلة هذه الفترة، بعناية أم النور مريم العذراء، وبركة شفيعِنا القديس مارون”.
وأردف: “من لا شيء قمنا بالكثير، فبقدرة إلهية، كانت تتبدد كل العراقيل التي واجهناها، وأصعبها كان نهوضنا من تحت الأنقاض بعد انفجار المرفأ المدمر، مرورا بأعمال الترميم والمشاريع الإنسانية والصحية التي قام بها المجلس العام الماروني من دون انقطاع، رغم الضائقة المادية التي نعاني منها من جراء الأزمة الاقتصادية الحادة، إذ كانت السيدة أم النور حصننا المنيعِ في وجه العقبات، واضعة في طريقنا الخيرين من كل أقاصي الأرض، إلى جانب دعم سيادة المطران بولس عبد الساتر المطلع على كل نشاطاتنا، فكان المجلس العام الماروني حاضرا أكثر من أي وقت مضى بجانب أهله ومحيطه، يمدهم بالغذاء والدواء والطبابة”.
وقال: “في واقعنا الصاخب بالأزمات، حيث بات الفقر مصير الشريحة الكبرى من اللبنانيين، وأصبح اليأس والبؤس مخيما على مجتمعنا، اخترنا أن نكون الأمل، وأن ننشر ثقافة العطاء والتعاون الاجتماعي، ومد يد العون والمساعدة، وأن نكون امتدادا لرؤساء المجلس العام الماروني السابقين، قدوتنا في العمل الإنساني والاجتماعي. واسمحوا لي هنا أن أذكر منهم عميد المجلس السابق المهندس ريمون روفايل، رحمه الله، الذي يصادف الذكرى ال15 لوفاته. إن المرحلة لصعبة ودقيقة، ونحن، إذ نتطلع معكم، أن يحمل المستقبل انفراجا علينا جميعا وعلى وطننا العزيز لبنان، لا سيما في الملف الرئاسي الذي يفتقد إلى الجدية في التعاطي، إذ تترافق خطورة الشغور الرئاسي والاستحقاقات الأساسية الأُخرى وتداعياتها على القطاعات الحيوية كافة”.
وختم: “نحن هنا اليوم، مجتمعون في كنف كنيستنا السيدة “أم النور”، ملجأَنا الأخير، لنرفع دعاءنا إلى الرب القدير أن يزيح الغمامة عن أعين حكام الوطن، المدعوين إلى التلاقي والتعاون لحل المعضلات، في سبيل أن تكون للبناننا قيامة قريبة ليبقى وطن الرسالة”.