أقام “مركز 06 للدراسات والتدريب والإعلام” غداء تكريميا للاعلاميين في الشمال، بمناسبة “عيد المقاومة والتحرير” وعيد شهداء الصحافة، في مطعم “أنا وياك” في منتجع “الميرادور” بالمنية، حضره نائب نقيب المحررين غسان ريفي، مسؤول وحدة الإعلام الإلكتروني في “حزب الله” الدكتور حسين رحال وحشد من الإعلاميين والناشطين وفاعليات.
رحال
والقى رحال ألقى كلمة في المناسبة أثنى فيها على “تاريخ الشمال في الصراع مع العدو الإسرائيلي”، معددا أسماء الشهداء والأسرى وعلى رأسهم الأسير يحيى سكاف “مما يشكل دليلا على إمتزاج الدم اللبناني بكل طوائفه ومناطقه دفاعا عن أرض لبنان”.
وأضاف: “لقد كان يوم الخامس والعشرين من أيار يوما عظيما حيث أنه أعاد السيادة اللبنانية على مناطق عزيزة، حيث امتزجت فيه تضحيات المقاومة مع رؤية الدولة مع تضحيات الجيش اللبناني في أهم ما أنجز تلك الفترة من خلال معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي حررت المناطق اللبنانية وأعادت للبنانيين كرامتهم وعزتهم”.
وقال: “إذا لاحظنا في تلك الفتره هذه الخطوة الكبيرة والمهمة جدا والحدث التاريخي فهو شكل بداية تحول كبير في استراتيجية المنطقة في مواجهة الكيان الصهيوني. كانت إستراتجية رئيس حكومة العدو بن غوريون منذ القدم أننا لا ننسحب من منطقة إلا إذا كان لدينا سلام مقابلها، بما عرف وقتها بالأرض مقابل السلام، ولكن أصرت المقاومة وأصر الشعب اللبناني وأصرت الدولة على أن لا يحصل العدو على أي مكسب سياسي وأمني من وراء هذا الإحتلال، وكان العدو مكرها وتحت النار، وهذا تحول إستراتيجي في الصراع العربي ـ الإسرائيلي كان له تأثيراته”.
وتابع: “إن المقاومة أنجزت مناورة علنية واحدة مقابل مناورات متعددة للعدو، وهذه المناورة زادت من قدرة اللبنانيين على الردع في مواجهة العدو الإسرائيلي لما تضمنته من فرادة وحرفية عاليه ونجاح في إظهار القدرة الفردية للمجاهدين والقدرة الجماعية وتنسيق النيران وإستخدام الأسلحة الحديثة، ما أعطى العدو مؤشرا على أنه لا يستطيع تهديدنا في كل يوم، ولا يستطيع أن يقوم بإعتداءات لا تحظى برد فعال عليها، وأن هناك توازنا حقيقيا حتى في موضوع المناورات والرسائل العسكرية”.
واردف: “لبنان بحاجة وأهل الجنوب بحاجة وأهل الشمال بحاجة إلى هذا السلاح لأنه يعزز قدرة الردع ويعزز قدرتنا على التمتع بثرواتنا الوطنية، وعلى أن نكون أحرارا وأن يكون لدينا سياحة وتنمية، هذه القدرة الردعية في خدمة المواطن والتنمية، لذلك نرى أن مزيدا من رسائل تعزيز الصمود في مواجهة العدو الإسرائيلي أمر بالغ الإيجابية للسيادة اللبنانية والإقتصاد اللبناني، ومع ذلك فإننا نعتبر أن لبنان الذي يجب أن يكون قويا في مواجهة العدو يجب أن يكون قويا أيضا في مواجهة الكوارث الطبيعية من جهة، والكوارث التي صنعتها يد الإنسان من جهة أخرى، والكوارث التي صنعتها روح الفساد المعشعشة في بنية الدولة اللبنانية والبنى الطائفية وروح المحاصصة”.
وقال: “إن المقاومة حررت لبنان عام 2000 وصنعت له إنتصارا مؤزرا في العام 2006. فلا يوجد حزب قائد ولا طائفة قائدة ولا طرف يمكن يدعي أنه قائد، لبنان بلد متنوع يحتاج إلى كتله من كل الطوائف لكي نستطيع أن نبني دولة المواطن ودولة المساواة، وهذا الأمر لا يكون إلا بشراكة حقيقية قائمة على دولة القانون، وليس دولة المحاصصة الطائفية النسبية في بلد دمرت هذه المحاصصة والغطاء الطائفي واستشراء الفساد البنية الإقتصادية والمالية، وجعلت لبنان من أفقر البلدان، ونحن بحاجة الى هذا التحدي”.
وأضاف: “لقد وهبتنا أرواح الشهداء من شمال لبنان إلى جنوبه بلدا جميلا نستمتع فيه بالرغم من كيد الأعداء والصهاينة والإستعمار. فلماذا لا نضع أيدينا بأيدي بعض لكي نتحاور في القضايا الكبرى ونستمع إلى بعضنا البعض في كل الإشكاليات التي يطرحها البعض على البعض الآخر, وتقوم على مبدأ التفهم والتفاهم , ومبدأ أن يشعر كل طرف بمشاكل الطرف الآخر وحساسياته، هذا أمر يساعد على بناء الدولة وبناء الوطن. إن اللبنانيين كشعب كأناس هم أقرب الناس إلى بعضهم البعض، لكن الإنقسامات الطائفية تغذيها عصبيات الكبار وعصبيات القلة لصالح توتير الأجواء بين أفراد الشعب، الذي هو أكثر ميلا للإستقرار والتفهم والتفاهم وإلى المسامحة بين الناس”.
وختم: “دعوتنا هنا بأن نضع أيدينا بأيدي بعض لبناء الدولة واستعادة الحقوق المهدورة، بعد أن أمّنت لنا المقاومة هذه الحماية وأمّنت لنا المعادلة الكبرى الجيش والشعب والمقاومة، وأمنت لنا إستقرارا عاما في هذا البلد، كما ندعو إلى الحوار والتفهم والتفاهم، وأن يبدأ ذلك من خلال أول خطوة والتي هي إنتخاب رئيس للجمهورية يحظى بتوافق اللبنانيين”.
ملص
وألقى مؤسس “مركز 06 للدراسات والتدريب والإعلام” المحامي محمد منير مصطفى ملص كلمة قال فيها: “إن إقتران المناسبتين اليوم يحمل كما من الدلالات ليس أقلها العرفان بدور الإعلام في صناعة التحرير وتبيين الإنتصار بدءأ من المجاهد الذي حمل سلاحه وآلة التصوير معا، وصولا إلى كل من ساهم في نقل المشهد بأشكاله المرئية والمسموعة والمكتوبة، وهو الأمر الذي لم يكن ليتم لولا أن تصديتم لهذه المهمة بكفاءة ومهنية”.
وأضاف: “إن المعركة مع العدو الإسرائيلي لا بد من أن تتوفر لها جميع المقدرات والإمكانات، بعد أن بات للصراع أوجه متعددة، أبرزها المواجهة العسكرية والتي تكفل بها أهلها على إمتداد نقاط الإحتكاك مع العدو، محققين الإنتصار تلو الإنتصار، حتى باتوا يملكون القدرة على المبادرة والحسم متسلحين بوحدة الساحات قولا وفعلا. إن ما نشهده اليوم في هذا المجال ليس إلا إمتدادا لهزيمة العدو الإسرائيلي في لبنان ، فبعد أن خرج منكسرا مهزوما في الخامس والعشرين من أيار من العام 2000 بقوة الثلاثية المتكونة بين الجيش والشعب والمقاومة، أصبح يعاني اليوم من قوة جبهة المقاومة وتكاملها وتطورها المستمر، تحقيقا للهدف المركزي ألا وهو تحرير كامل التراب الفلسطيني وزوال هذا الكيان بشكل نهائي”.
وتابع: “إن ما نطمح إليه من إنتصار وتحرير على إمتداد جغرافيا الصراع مع العدو، يواجه بحملات من الفتن والكذب وهدم العزائم وإستهدف للذاكرة والرأي العام ما يؤكد مجددا أهمية الإعلامي ودورِه ، فعليه تقع مسؤولية إنصاف هذه القضية بالحد الأدنى، والأصح أن يكون منحازا لها محرضا في سبيلها”.
واردف: “إن ما نراه في أنفسنا من وعي لهذه القضية كنتم المساهمين الأبرز فيه، واليوم قررنا من خلال مركز 06 للدراسات والتدريب والإعلام أن نكون عونا لكم في سعيكم لإظهار الحقيقة وتبيينها عبر التصدي للحروب الناعمة التي تشن على مجتمعنا بهدف تغيير قيمه، وتصوير التطبيع مع العدو الإسرائيلي على أنه المسار الطبيعي لمستقبل المنطقة. كما سنولي الأهمية المطلوبة للشأن اللبناني الداخلي، من خلال التصدي لمخططات التقسيم والفدرلة والمشاريع الفتنوية التي يسعى لها الفاشيون من أهل السياسة، بالإضافة لسائر قضايا المجتمع على المستويات الإقتصادية والمعيشية، وكل ذلك وفق رؤية ومنهجية تضع في المقدمة القضايا التي تخص الشمال اللبناني”.
وختم: “لأن الشمال ليس جغرافيا معزولة لا بد منا ومنكم أن نكون السباقين في هدم العوائق الفكرية التي بناها أهل الشر بين أبناء الوطن الواحد، تحت عناوين فتنوية لا تشبه قيمنا وقيمكم، فلا بد من العمل على نشر ثقافة التواصل وقبول الآخر وإعلاء المصلحة العامة على المصالح الفئوية، خصوصا أن المنطقة من مشرقها إلى مغربها بدأت ترمي عن كاهلها أوزار الصراعات التي أشعلتها الولايات المتحدة الأمريكية وأعوانها، وتورط بها أخوان لنا، ولا بد في هذا السياق أن نمد يد العون للعامة من الناس لمساعدتهم على مواكبة هذه المرحلة وفهمها، ليتكرس في فكرهم وموقفهم مبدآن أساسيان: الأول إن تآمرنا على بعضنا البعض لا ينتج عنه إلا المعاناة والدمار والفوضى، أما الثاني فهوأن العدو الإسرائيلي أولى ببأسنا”.
وتلا ذلك تكريم الإعلامي مايز الأدهمي صاحب وناشر جريدة “الإنشاء” الطرابلسية والإعلامي مرسال الترس بمناسبة يوبيله الذهبي، وتسلما درعيين تكريميتين.