رأى رئيس الهيئة التنفيذية لحركة “امل” مصطفى الفوعاني، خلال احتفال في مدينة الهرمل – قاعة الامام الصدر، بحضور قائمقام الهرمل طلال قطايا، رؤساء بلديات، فاعليات تربوية واجتماعية وثقافية وحركية، مسؤول المنطقة محمد ناصرالدين، لمناسبة ذكرى معركة خلدة بعنوان: “خلدة :التاريخ الناطق”، ان هذه “المواجهات البطولية أثبتت ان المقاومة التي أطلقها الامام موسى الصدر شكلت منطلقا عقائديا ووجوديا، فكانت هذه المواجهة في حزبران 1982 ترسم بداية انهيار الحلم الصهيوني، وتتحطم اسطورته الوهمية امام مجاهدي حركة امل وهذا التاريخ الذي نستنطقه بلحاظ واقعنا وحاضرنا يوم أطلقها الرئيس نبيه بري مدوية: انا نبيه بري اقول اتحدى أن تبقى إسرائيل في جنوب لبنان وكذلك قلت في خلدة إن قرارنا هو أننا سنقاتل، أذكر أنني، وقبل توجه المجاهدين الحركيين الى خلدة، اجتمعت بهم، وقلت لهم: لن نفر امام العدو، ان قرارنا هو اننا سنقاتل، وسنتصدى، وسنواجه اسرائيل مهما بلغت قوتها، ومهما قتلت منا. ان الإمام الصدر رسم هذا النهج، ونحن في قلب هذا النهج ولن نحيد عنه، وسندافع عن ارضنا، وانا في مقدمتكم في هذه المعركة، تمكن شباب أمل، من تدمير عدة اليات، ومن أسر عدة ملالات إسرائيلية، وفي احداها أحضر المجاهدون الحركيون، جثث ثلاثة من جنود العدو”.
وتابع: “خلدة ألف باء أفواج المقاومة اللبنانية – أمل وتاريخ لبنان الناطق، وهذا التاريخ وهذا الفهم الواعي لخطر الصهيونية هو ما أراده الإمام الصدر إذ كان يرى: علينا أن نقف الوقفة التاريخية بكل جهودنا وإمكاناتنا، حفاظا على شرفنا ووجودنا ومستقبل بلادنا وأجيالنا، وأداء لدورنا التاريخي” معربا عن أسفه ل”شعبوية البعض ولخطاب تشاوفي ولهبوط المقاربات وكلها حفلات استعراض لا تبني وطنا ولا تنتج تشريعا، ولا تنتخب رئيسا والبعض لم يعِ، للاسف، دعوة الرئيس نبيه بري الى ضرورة فتح حوار داخلي وموضوعي بل يصرون نكدا ويرشحون قطعا لطريق الوصول امام مرشح يمتلك مواصفات المرحلة والبعض من هؤلاء لا يعرفون مدى المعاناة اليومية للمواطن وما يمر به الوطن من سلسلة الانهيارات الاجتماعية والاقتصادية والصحية والتي لا بد معها من إنجاز سلسلة استحقاقات، وفي مقدمتها إنجاز الإستحقاق الرئاسي، وقد ضرب الرئيس بري موعدا لجلسة الانتخاب في 14 حزيران الحالي قاطعا كل التكهنات والمزايدات التي تذر رماد التعطيل في عيون المواطنين”.
ورأى الفوعاني ان “الرئيس نبيه بري قد أكد جملة من المسلمات في كلمته التي وجهها بذكرى عيد المقاومة والتحرير حيث دعا الى “ضرورة إمتلاك الجرأة والشجاعة الوطنيتين في مواجهة أي إرادة داخلية أو خارجية تريد إغراق لبنان او إسقاطه من الداخل في دوامة الفراغ او من خلال ضربات التعطيل”، مدعوون بالإحتكام الى الحوار والتوافق تحت سقف الدستور والمؤسسات في مقاربة كافة العناوين والقضايا الوطنية. وفي هذا الإطار وخلافا لما يروج له البعض تضليلا للرأي العام نؤكد من موقعنا السياسي والجماهيري والتشريعي بأن أبواب المجلس النيابي أبدا هي ليست موصدة لا أمام التشريع ولا أمام إنجاز الإستحقاق الرئاسي والذي نأمل ان يكون موعد إنجازه اليوم قبل الغد وذلك رهن بتوافر الارادات الصادقة بأن تبادر كافة الكتل النيابية والنواب المستقلين الى توفير مناخات التوافق في ما بينها وإزالة العوائق التي تحول دون إنتخاب رئيس للجمهورية يعبر عن إرادة اللبنانيين يجمع ولا يفرق، رئيس يؤمن بلبنان الوطن النهائي لجميع إبنائه، رئيس ملتزم بإتفاق الطائف وبتنفيذ ما لم يطبق منه من بنود إصلاحية وفي مقدمها اللامركزية الإدارية الإدارية الموسعة وبإقرار إستقلالية القضاء ومكافحة الفساد، رئيس للجمهورية قادر على إعادة الثقة لعلاقات لبنان باشقائه العرب، رئيس للجمهورية لديه القدرة على بناء حوار جاد ومثمر مع الشقيقة سوريا لحل مسألة النازحين وإعادتهم الى بلدهم وانجاز ترسيم الحدود بين البلدين الشقيقين، رئيس قادر على تبديد هواجس كل اللبنانيين بكل ما يتصل بحياة الدولة وأدوارها في الحماية والرعاية الاجتماية والاقتصادية طمأنتهم حيال ودائعهم في المصارف، رئيس يرفض أي شكل من أشكال التوطين، رئيس يؤمن بأن إسرائيل هي العدو الاساس للبنان وهي نقيض له في الموقع والدور والرسالة”.
واعتبر ان “الانتصار على العدو غدا عمقا فكريا، ولا يمكن ان نتناسى مطامع هذا العدو الغاشم بمقدراتنا وبمواردنا وأهم ما نواجه هذا العدو، وحدة داخلية وتماسك وطني وتضافر جهود القوى الأمنية ولاسيما مؤسسة الجيش مع المقاومة واحتضان الشعب الوفي. وما حصل في كفرشوبا مؤخرا يؤكد صوابية منطلقاتنا: جيش، شعب، مقاومة ولو بالأسنان والاظافر”، مضيفا “نذكر الجميع بكلام للرئيس نبيه بري يختصر المشهد بكلمة: حركة امل رسمت حدود لبنان في البر والبحر وربطت البر بالبحر بدماء شهدائها ولن نفرط بدمنا تحت أي ظرف. فلا تذهبن الأقوال شططا، ولا يكثر اصحاب الرؤوس الحامية نظريات وإنه لمن نكد الدهر ان نرى من يحاضر بالعفة سفاحا يتطاول على تاريخ لبنان المقاوم وعلى من هزم العدو ابتداء من خلدة”.
وختم الفوعاني داعيا الى “ضرورة تجاوز كل مراحل الشرذمة والانقسام والالتفات إلى عناوين توحد وتجمع وتبتعد، عن كل ما من شأنه أن يعمق الهوة بين ابناء الوطن المقاوم، وتتحول خلدة الى تاريخ مقاوم مشرق، ولاولئك الابطال الذين خاضوا شرف المواجهات: خفافا، تسلقوا الضلوع، عشقوا أظافرهم سلاحا، غرسوا الفتوى جذوة مواجهة، وتدوا في القلب عشق موسى، وتلوا صوت النبيه زلزال انتصار”.