عقدت جمعية “أداء”، بالتعاون مع السفارة النمسوية، مؤتمر “التزام الحياد”، في قصر “روبير معوض الخاص”، بحضور ممثل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور جورج كلاس، الرئيسين فؤاد السنيورة وتمام سلام، ممثل عن الرئيس ميشال سليمان، ممثل الرئيس سعد الحريري النائب السابق نزيه نجم، ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الشيخ خلدون عريمط، ممثل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي المطران إيلي بشارة حداد، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الأب بسام الراعي، ممثل شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى الدكتور عماد غصيني، سفير النمسا رينيه بول أمري، ممثل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الوزير السابق ريشار قيومجيان، النواب: مروان حمادة، فريد البستاني، هاكوب ترزيان وملحم الرياشي، ممثل النائبة ستريدا جعجع إيلي شربشي، ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون، الوزير السابق خالد قباني، نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي، النائبين السابقين ميشال فرعون ومصباح الأحدب، المطرانين ابراهيم ابراهيم وادوار منصور، المدير العام لمكتب القانون الدولي في وزارة الخارجية النمسوية مارتين هلمت تيشي، البروفسور أنطوان مسرة، إضافة إلى شخصيات ديبلوماسية وعسكرية وإعلامية.
استهل المؤتمر بالنشيدين اللبناني والنمسوي، رافقهما دخول العلم اللبناني الأول، ثم ألقى الإعلامي داني حداد كلمة ترحيبية لفت فيها الى أنه “لا بد من مراجعة تاريخية نقدية، ولا بد من النظر الى الماضي من نافذة الواقع، بأزماته وتشعباته، ولنسأل: ماذا فعلنا بالوطن؟ لماذا لم نحافظ عليه ولماذا نتحدث اليوم، ونحن في منتصف العام 2023، عن خوف على هوية لبنان ودوره ورسالته؟”.
فرعون
ثم تحدث فرعون عن رمزية المكان الذي يقام فيه المؤتمر، وهو “البيت المتحف، الذي بني في زقاق البلاط في أواخر القرن التاسع عشر، ويعرف البعض من البيارتة القدامى أنه كان آنذاك خارج المدينة، التي توسعت بعد إنشاء ولاية بيروت في العام 1881، وكانت تمتد من اللاذقية الى حيفا، وفيها المرفأ الذي يخدمبيروت والشام وتجارة الحرير التي كانت تمثل أكثر من أربعين في المئة من الاقتصاد في ذلك الحين”.
ونوه فرعون بمشاركة النمسا “في هذا الحدث، نظرا لدورها في كثيرمن المحطات التاريخية في القرن التاسع عشر، وشراكة خبراء دوليين في الحياد من النمسا، وهم يشاركون في عدد من الدول في بلورة حيادالحاضر والمستقبل على ضوء حياد الماضي”.
كما استذكر “رجل الاستقلال هنري فرعون صاحب الشخصية القوية الذي كان له جواب على كل سؤال والمؤمن بأن بلده مميز في العالم، خدمه وعاصمته ومرفأه وعيشه المشترك بإيمان من دون كلل حتى الموت”.
وقال: “كلما ابتعدنا عن الحياد ندخل في كارثة، ونعود اليه أحيانا بأسماء مختلفة، لكن الاعتراف بالحاجة الى الحياد المؤسساتي مرفوض، فنؤسس على الطائف أو ال “س.س”، أو الدوحة، أو إعلان بعبدا، أو لجنة خماسية، أو النأي بالنفس، أو لا شرقية ولا غربية”.
وسأل: “ماذا بقي من فخر لبنان، ميزات لبنان، رسالة لبنان، صيغة لبنان الفريدة، فدرالية الطوائف أو الاقليات، ننتقدها وغيرنا يستوحي منها ليبني دساتير حولها؟ ماذا بقي من عاصمة أم الشرائع التي يضرب القضاء فيها، والمرفأ النموذجي في الشرقالذي فجر، والنظام المصرفي النموذجي الذي يهدم ومعه حقوق المودعين؟ أما احترام حقوق الناس والعيش المشترك فحدث ولا حرج”.
وقال: “نريد أن نتفق على حدود الحياد من دون أن نتهم بتفريط الحقوق العربية، لأنها تهمة كاذبة، ونتفق مع العودة للحياد على أسس الحياد المستدامة والدفاع عن الارض. فماذا يعني اليوم الكلام عن رئيس لا يتحدى ولا يستفز، وبيان وزاري يؤسس على النأي بالنفس؟”.
سفير النمسا
ثم ألقى سفير النمسا كلمة تحدث فيها عن العلاقة التاريخية بين النمسا وعائلة فرعون، كما وتوقف بإسهاب عند التجربة النمسوية مع الحياد، و”التي لم تتعارض مع وجود النمسا في الاتحاد الأوروبي”.
وقدم عرضا تاريخيا يظهر دوافع النمسا لاعتماد الحياد، وتداعيات هذا الأمر إيجابيا عليها، لافتا الى أن “الحياد يحمي التنوع”. وشدد على “أهمية اعتماد الحياد في لبنان، ما يحمي هذا البلد من التعطيل ويعزز دوره ك “وطن رسالة” كما سماه قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني”.
ثم كانت مداخلات عدة، فتحدث تيشي عن المسار القانون الذي يتوجب اعتماده لالتزام الحياد، وقدم أستاذ العلاقات الدولية في الأكاديمية الدبلوماسية في فيينا البروفسور ماركوس كورنبروبست شرحا مستفيضا عن فوائد الحياد.
مسرة
أما البروفسور أنطوان مسرة فشدد على “الحاجة بعد سنوات من المعاناة والمقاومة الوطنية والاختبار الى اقفال أي نهج فيه مزايدات بين اللبنانيين”، مشيرا الى “ضرورة اعتماد العقلانية الدبلوماسية والفعاليةوالتزام حياد لبنان في اطار جامعة الدول العربية”. واستشهد بمقولة الإمام موسى الصدر: “سلام لبنان هو أفضل وجوه الحرب مع إسرائيل إذ أن تعثر السلام في لبنان انتصار مستمر لإسرائيل”.
وختم : “كل ما يؤدي الى تعطيل قدرة الدولة على القيام بهذا الواجب الوطني يعطل ايضا قدرة الشعب على التصدي والتشبث بأرضه”.
ثم تلا مسرة توصيات المؤتمر.