رعى وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عباس الحلبي ممثلا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، افتتاح ثانوية الشهيد احمد الفليطي في عرسال، بحضور الامين العام ل”تيار المستقبل” أحمد الحريري ممثلا الرئيس سعد الحريري، النائب ملحم الحجيري، النائب السابق بكر الحجيري، الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمد خير، مفتي بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، المدير العام لوزارة التربية عماد الأشقر، المستشار الاعلامي لوزير التربية ألبير شمعون، عضو هيئة الإشراف في “تيار المستقبل” أحمد وهبي وفاعليات.
الحلبي
وبعد جولة في الثانوية ألقى الحلبي كلمة قال فيها: “تستحق مدينة عرسال الأبية أن تكون لها ثانوية متكاملة تحتضن أبناءها في مبنى حديث ولائق، وتوفر لهم التعليم الجيد. ويستحق أساتذة عرسال أن يقوموا بتأدية رسالتهم التربوية، في ظروف أفضل من السابق، مما يوفر عليهم قطع مسافات طويلة، ودفع تكاليف باهظة، ونحن أحوج ما نكون في هذه الحال، إلى تقريب المسافات والمحافظة على مدارسنا الرسمية بكامل تألقها وأدائها”.
أضاف: “إن المؤسسات التربوية والجامعية، تشكل عناصر للتنمية الإجتماعية والإقتصادية، تضاف إلى دورها في تقديم التعليم والتربية. وإن هذه الثانوية المتكاملة لجهة المبنى الفسيح والملاعب الحديثة، باتت مؤسسة محورية في حياة المدينة ورفاه أبنائها، ونقطة استقطاب للأنشطة التربوية والثقافية والرياضية وغيرها. إننا ننظر إلى عرسال نظرة تقدير، فقد وقفت مع الجيش ضد الإرهاب، وأكدت إنتماءها الوطني، وتحملت ظروفا قاسية، لكنها كرست في مسيرة أبنائها الإنفتاح على الجوار”.
وتابع: “إنني لم أتردد لحظة في تخصيص الأموال لإنجاز هذا المبنى، بعدما حدث عجز في توفير الأموال نتيجة للأزمة الإقتصادية والنقدية، وها نحن اليوم نحتفل بتدشين الثانوية، التي تعزز صمود الأهالي في أرضهم، وتمنع انتقالهم القسري إلى المدن من أجل تعليم أبنائهم وبناتهم. وأود في هذا السياق أن أذكر إحدى تلميذات عرسال التي التقيتها في إحدى مدارس بعلبك في جولتي الميدانية العام الدراسي الماضي، إذ تقدمت مني طالبة أن تكون لعرسال ثانوية توفر عليها وعلى أهلها ورفاقها عناء الانتقال وتكاليفه، وقد شكلت كلمات هذه الصبية الجريئة حافزا لي لتسريع تأمين المال من القرض الدولي S2R2 وإنجاز المبنى حرصا على عدم ضياع فرصة البناء المتاحة، وقد كانت الهيئة العليا للإغاثة باشرت البناء بالتمويل المتوافر لديها، وإننا نحيي اللواء محمد خير على جهوده وملاحقته لهذه العملية، كما نحيي دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ نجيب ميقاتي الذي تتبع له الهيئة، والذي أصر على عدم توقيف ورشة البناء. كما أوجه التحية إلى الرئيس سعد الحريري ممثلا بالأمين العام لتيار المستقبل الأستاذ أحمد الحريري، فقد كان للرئيس الحريري الفضل في وضع مشروع بناء ثانوية لعرسال في قائمة الأولويات في حينه، وقد رأت الثانوية النور، وأصبحت قيد التجهيز لتستقبل تلامذتها”.
وأكد ان “تسمية هذه الثانوية بإسم الشهيد أحمد الفليطي قبل تسلمي مهام وزارة التربية والتعليم العالي، وذلك تخليدا لذكراه، لأنه قدم حياته فداء لسعيه من أجل وقف إطلاق النار، ولتحييد عرسال عن الحرب الدائرة مع الإرهاب والتطرف، وكان يتمتع برؤية تنموية كنائب لرئيس البلدية في ذلك الوقت. رحمه الله شهيدا للسلام والحق، وجعل استشهاده درسا للوطنية والحوار”.
وقال: “في هذه المناسبة التربوية العزيزة، ونحن على أبواب الامتحانات الرسمية، يهمني التأكيد على التضحيات التي يقدمها أفراد الهيئة التعليمية والعاملون في التربية من أجل إنجاز هذا الاستحقاق بأفضل الظروف، وذلك على الرغم من ضغط الأزمات التي تمر بها البلاد، والتي نأمل أن تنفرج بعدما ضاقت البلاد والعباد ذرعا بتأخير المواعيد الدستورية، وتأجيل استعادة الحياة الطبيعية التي اشتاق إليها المواطنون وكلفتهم الكثير. كذلك فقد أطلقنا في السرايا الحكومية منذ أيام قليلة خارطة الطريق للتربية في العامين الدراسيين المقبلين، عبر خطة متكاملة وبرنامج تنفيذي وتحديد التمويل المطلوب، لأن هاجسنا الحقيقي هو في توفير المقومات اللازمة للبدء بعام دراسي جديد، مع الحد الأدنى المقبول للمعلمين والتربويين والعاملين في المدارس، ولتشغيل المؤسسات التربوية الرسمية وضمان استمرارية التعليم، وإننا ملتزمون مفاعيل الخطة، وقد تلقينا الإشادة والتأييد من الجهات الدولية، ونتعهد بالمتابعة في إجراء الإصلاحات وخفض النفقات والمثابرة على ورشة تطوير المناهج التربوية وتحديث هيكلية التعليم، بما يتناسب مع التوجهات العالمية وربط التعليم بسوق العمل”.
أضاف: “شكرا لكل من أسهم في إنجاز هذه الثانوية الجميلة، وشكرا لأهالي عرسال ونوابها وفاعلياتها التربوية والثقافية والوطنية، على الاستقبال وحفاوة الترحيب، ومبروك لتلامذة عرسال هذا الصرح، ليكون حافزا للمزيد من النجاح والتفوق وخدمة الوطن والنهوض بالمجتمع، نحو الازدهار، وتحية إلى فريق العمل في وزارة التربية على متابعة ورشة البناء والتنسيق مع الإستشاري وجميع المعنيين”.
وختم الحلبي: “يجب أن يكون لعرسال ثانوية، وقد أنجزت الاعمال التي أطلقتها الهيئة العليا للاغاثة بتأمين الأموال من اس تو آر تو البريطانية”.
خير
من جهته قال اللواء خير: “122 كيلومترا قطعناها من بيروت الى عرسال، مسافة طويلة نسبيا وكافية للقول بأن البلدة الملتزمة بخطها الوطني والمزدانة دائما بمواقف أهلها الصلبة من مجمل القضايا المطروحة على الساحة اللبنانية، كافية للقول بأنها معزولة ومنسية ولكنها في قلوبنا، لكننا ها نحن اليوم نقطع كل هذه المسافة الجغرافية، ونجتاز كل العوائق المالية والاقتصادية والسياسية والإنمائية، ونأتي اليها بشغف وشوق للقول أن عرسال وأهلها في قلب الدولة اللبنانية، ولنؤكد بأنه متى كانت الأطراف والقرى والبلدات النائية بخير، كانت العاصمة بخير وكل المدن اللبنانية بخير”.
أضاف: “نأتي اليوم الى عرسال لنرفع من جديد لواء الدولة والتربية والتعليم، ولنقول أمام الجميع أن البلد لا ينهض الا بالعلم ودعم الصروح التربوية واطلاق عجلة التنمية التي وحدها كفيلة بإعادة وصل ما انقطع بين الدولة من جهة والمواطن والقرى والمدن من جهة اخرى. نفتتح اليوم معكم ولكم، ثانوية عرسال الجديدة التي كان للرئيس سعد الحريري الفضل الأكبر في انطلاق الأعمال فيها، واطلق عليها اسم ثانوية الشهيد أحمد الفليطي الرسمية- عرسال، واستكمل دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ نجيب ميقاتي المهمة واعطى كل التسهيلات لاستكمال الأعمال وانجاحها، وهنا نؤكد ان لا خيار لنا كلبنانيين الا البناء والعمل للنهوض من المأساة التي نتخبط بها والأزمات التي نسكن وسطها، ولنشدد في الوقت عينه على دور المدرسة الرسمية في بناء جيل لبناني واعد يعلي من شأن الوطن والكفاءة هي المعيار لا الواسطة، فيستعيد معه لبنان عافيته ويعود للعب دوره الذي اضطلع به على مر التاريخ”.
وختم خير: “يطيب لنا في الهيئة العليا للاغاثة ان نهدي هذا الانجاز الضخم والمهم، ونسلمه الى وزارة التربية والتعليم، فالعبء الثقيل لا ينهض به الا اهله وعلى قدر اهل العزم تأتي العزائم. وكلنا ثقة ان تكون على قدر المسؤولية”.
وكانت كلمة لمدير الثانوية خالد الحجيري طالب فيها ب”بناء جامعة قريبة من عرسال”، وقدمت رغد الفليطي باقة ورد للحلبي شاكرة المعنيين على بناء “هذا الصرح التربوي الكبير وتسمية الثانوية باسم الشهيد احمد الفليطي”.
ختاما، درع تقديرية للحلبي من إدارة الثانوية.