طالب المنسق العام للحملة الوطنية لعودة النازحيين السوريين النقيب مارون الخولي وزارة الخارجية “باستدعاء القائم بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان ، لطلب تفسير الموقف الاستعماري الذي أدلى فيه مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزف بوريل في مؤتمر بروكسل أمس تجاه رفضه عودة النازحين السوريين من لبنان”.
واعتبر ان “تصريح بوريل مريب ورفضه ترحيل النازحيين السوريين من لبنان يعكس فشله وتجاهله للواقع المرير الذي يعيشه اللبنانيون بسبب الأعباء الهائلة التي فرضها مسؤولي الاتحاد الاوروبي عليهم” .
واضاف:” على بوريل ان يدرك أن لبنان بلد صغير بموارده المحدودة، استضاف مليونين ونصف مليون نازح سوري ، وسمح لهم بالبقاء لمدة تجاوزت العقد من الزمن. هذا العبء الهائل أدى إلى انهيار مالي واجتماعي في البلاد، وتغيير ديموغرافي هائل، حيث يشكل النازحون السوريون أكثر من 40% من سكان لبنان.والآن، وبدلاً من أن تقدموا الدعم والمساعدة للبنان الذي واجه أعباءً هائلة، تأتون بتصريحات فارغة ومعاهدات مفقودة”.
وسأل :” هل فكرتم يومًا في معاناة الشعب اللبناني الذي يعاني من الأزمات المتتالية في الكهرباء والمياه والغذاء والوظائف؟”.
وقال:” ان تجاهلكم الواقع المرير للبنان وتصريحاتكم الساقطة تظهر انحيازكم الواضح للأنظمة القمعية والتخاذل عن حل الأزمة الإنسانية الضخمة في سوريا. هل تفكرون يومًا في معاناة النازحيين السوريين الذين يعيشون في ظروف قاسية ويحتاجون إلى العودة إلى وطنهم؟”.
اضاف:”إذا كان الاتحاد الأوروبي يدعي العدالة وحقوق الإنسان، فلماذا تفضلون تقديم المصلحة السياسية على إنقاذ حياة البشر وتخفيف معاناتهم؟ إذا كنتم لا تستطيعون تقديم الدعم والمساعدة الفعلية للبنان ونازحيه السوريين، فأنصحكم بالصمت وعدم إصدار تصريحات مجحفة تزيد من معاناة اللبنانيون والسوريون وتظهر ضعفكم وانعدام إرادتكم السياسية في مواجهة الأزمات الإنسانية فإن اللبنانيين يستحقون الدعم والعون، وأنتم فقط تعرقلون جهود الإنقاذ والعودة لاسباب سياسية اصبحت مكشوفة”.
وقال الخولي:” أيها المسؤول في الاتحاد الأوروبي، لقد تجاوزتم كل حدود النفاق والظلم في تصريحاتكم بشأن رفض ترحيل اللاجئين السوريين من لبنان كيف تتجرأون على تحميل لبنان مسؤولية استقبال مليونين ونصف من النازحين السوريين لأكثر من 12 عامًا، وفي الوقت نفسه ترفضون تحمل مسؤوليتكم الإنسانية تجاه هؤلاء النازحين ؟ لبنان، بلد صغير بموارده المحدودة واقتصاده الهش، قد استضاف السوريين بعدما هربوا من الموت والدمار في وطنهم. لكن بدلًا من الاعتراف بتضحيات لبنان ومساعدته في إعادة انعاش اقتصاده المتهالك وتأمين عودة النازحين، تختارون الجحود والتغاضي عن معاناتهم”.
واضاف:” إذا كان الاتحاد الأوروبي لا يستطيع أن يلتزم بمبادئه وقيمه ولا يملك الشجاعة اللازمة لاتخاذ إجراءات فعلية لمساعدة اللاجئين ودعم لبنان، ومراجعة سياسته الرافضة لعودة النازحيين وأن يتحمل مسؤوليته الإنسانية والقانونية وأن يقدم الدعم اللازم للبنان وان يتخذ إجراءات فورية لتخفيف الأعباء عن الشعب اللبناني والعمل على عودة النازحين السوريين إلى بلادهم ، فسيتعين علينا أن نشكك في نزاهة الاتحاد الأوروبي وفي الأولويات التي يضعها على المحك وبالتالي لا يمكننا قبول أن تكون السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي مبنية على الهيمنة والتسلط والتنصل من المسؤولية”.
واكد الخولي ان” اهداف ودور الحملة الوطنية مواجهة سياسات الفرض والخنوع للاحتلال الديموغرافي السوري وسنعمل على الزام الحكومة اللبنانية وكل اجهزتها في تنفيذ القوانين المحلية التي من شأنها وحدها حماية لبنان”