نظمت مدرسة يوسف سلمان شمعون الرسمية للروضات، احتفالا باختتام عامها الدراسي بعنوان “جسر العودة”، كرمت في خلاله طلابها الناجحون، برعاية رئيس لجنة التربية والتعليم العالي والثقافة النائب حسن مراد وحضوره وممثلين عن نواب المنطقة، رئيس بلدية النبطية الفوقا ياسر غندور، ممثلة رئيسة المنطقة التربوية في محافظة النبطية ميرنا نحلة، امام النبطية الفوقا الشيخ محمود برجاوي، رئيس دير مار انطونيوس للرهبانية المارونية الاب جوزيف سمعان، رئيس رابطة “ال الزين” سعد الزين، المدير الاكاديمي للجامعة اللبنانية الدولية في النبطية البروفسور حسان خشفة والمدير الاداري الدكتور وائل رباح، وممثلين عن الاحزاب والقوى الوطنية والاسلامية وفاعليات واهالي الطلاب.
غندور
وبعد دخول موكب الطلاب والنشيد الوطني وترحيب من المربية رولا شريفة ولوحات فنية وفولكلورية قدمها الطلاب، ألقت مديرة المدرسة اسبرنزا غندور كلمة، لفتت فيها الى أن “مدرستنا تختص بالروضات وتدرس العربية والفرنسية والانكليزية وتضم بحدود الــ200 طفل من معظم القرى والبلدات المجاورة. كل هذه الاعوام وما زلنا نعطي بلا ملل أو تعب واستمرت هذه المدرسة بتقدمها. لم نيأس رغم الوجع وصعوبة الوضع الاقتصادي. ثابرنا بمساعدة الخيرين وبلدية النبطية الفوقا والطيبين، حيث وقفوا معنا ماديا ومعنويا ولم يتخلوا عنا وما زالوا على مروءتهم”.
وتوجهت الى النائب مراد قائلة: “بصفتكم رئيسا للجنة التربية النيابية وابن بيت عريق في التربية، تدركون الهم التربوي ومتطلباته، سيما ان معظم طلابنا من بيوت ليس بمقدور ذويهم الحاقهم في مدارس ذات تكلفة عالية، علما ان مستوى هذه المدرسة مثار للاعجاب والاحترام من الاهالي، لذلك نفتش عن وسائل دعم حتى نبقى نعطي وننجح في آداء رسالتنا، بغض النظر عن التقصير والاهمال الرسميين، واننا نرفع الصوت عاليا لاننا ندرك ان الوطن لا يبنى ولا يستقيم ولا يقوى الا بالعلم، لانه الاساس لبناء جيل واع قادرعلى حفظ الوطن والذود عنه، جيل مقاوم بفهم ودراية ووطنية، جيل يدرك ان الكتاب شرفه ومستقبله وامنه وامانه، وعلى هذا النهج سنظل نسير، نهزأ بالصعاب ونتخطاها بالصبر والارادة والمواطنة الصادقة بالتعاون مع امثالكم وكل الطيبين، واننا نجبل التراب بالدم ونصنع لبعا للاطفال”، وطلبت منه “نقل هذه الصورة العظيمة لمن لا يعرف عطاءات الجنوب والبقاع الغربي، انقلها ليكتب القادمون اساطير العطاء وحكايات التبغ والنسور”.
مراد
واستهل النائب مراد كلمته سائلا: “عن اي وطن اود ان احدث اولادي واطفالكم وان احدثكم ايها الاهل والطلاب عن الوطن الحلم والنموذج الذي نحلم به وكلنا لا نراه الا في الكتب ونسمعه في اغاني فيروز ونصري ووديع الصافي؟ او عن الوجع الذي عندما تفتح التلفزيون وتسمع الاخبار تراه امامك، ام عن دولة المؤسسات فيه؟ فبدل ان تكون هي الحاكمة ومصدر امان للمواطن تحولت الى هياكل فارغة من الموظفين ويسودها الهدر والفساد. او عن اي قضاء اقول لكم ولهم؟ وهو من المفترض ان يكون حكم بين متخاصمين، بل صار طرف وتحولت قاعاته الى حلبات مصارعة وصار محكوم من خلال نفوذ السياسيين والطموحات الشخصية. عن اي نظام اقتصادي تريدون ان اشرح لكم ولهم؟ ونحن لسنا عارفين اصلا اذا كان في دولتنا حقيقة نظام اقتصادي وخطط اقتصادية؟ واقول لكم بصدق لسنا نحن فقط لسنا عارفين بل حتى المسؤولين ليسوا عارفين. عن اي امان اجتماعي واستثمارات اريد ان اتكلم؟ ونحن واهلنا واهل هؤلاء الاطفال الابرياء حجزت المصارف ودائعهم وسرقت اغلبها ومن خلال مئة الف منة تقسط على ذوقها”.
وقال: “الرهان على قيامة البلد هو هنا مع الاطفال الابرياء الذين لا يدركون ما نقول لكي يبقى لديهم امل، واملنا بالخلاص. فاذا لم نتمسك بالامل، فلا قيامة لبلدنا، واذا لم يعمل اطفالنا المستحيل لتحقيق احلامهم فلا قيامة ايضا لبلدنا، واذا لم نقف الى جانبهم ونساندهم ونساعدهم ونعلمهم الوقوف على ارجلهم، فلا قيامة للبنان، فالوطن الذي يحلم به أطفالنا هو من دون شك وطن المدرسة الجميلة النموذجية والوسائل التربوية الحديثة، من دون ان يحمل الأهل أعباء الأقساط، ومن مسؤولية الدولة انشاء هكذا مدارس. فالوطن الذي نحلم به ونسعى الى تأسيسه للأجيال هو وطن بحجم طموحاتهم وأحلامهم. وطن طرقاته آمنة وبحره نظيف ومياهه صافية من دون تلوث. وطن لا يسأل فيه اطفاله عن انقطاع الكهرباء والمياه، ولماذا هناك طرقات مقفلة؟ والسبب ان الناس مخنوقة ونزلت الى الشارع للمطالبة بحقوقها، ولماذا هناك اطفال ونساء ورجال يموتون على ابواب المستشفيات؟ ولماذا نرى اناس يفتشون في براميل النفايات على بقايا طعام؟ ولماذا هناك رفاق لنا ليس لديهم ألعاب ولا يلبسون ثياب جديدة؟ وأسئلة لا تنتهي إلا عنما نتخلص من الفساد والهدر والمحسوبيات. أسئلة لا تنتهي إلا ليصبح لدينا قضاء نزيه ومستقل وعادل. مسؤوليتنا كبيرة ومهمتنا إن نشتغل ونجهد لكي نصل الى اليوم الذي يكون فيه كل اطفال لبنان فرحين وينالون العلم ويأخذون حقهم في الأكل والمشرب والنظافة وان تكون هناك فرص عمل لكي نضمن لهم مستقبلا في الوطن”.
واردف: “جئت اليوم لكي أرى هؤلاء الأطفال الذين في عيون كل فرد منهم مستقبل الوطن، ولكي اراهم يحملون اول شهادة تخرج من مرحلة الروضات، وعقبال الأعلى والأعلى، وجئت إفرح مع فرحتهم ومع أهلهم الذين هم أهلنا وإخوتنا ولكي آخذ الأمل الكبير من فرحكم وضحكاتكم البريئة لكي نبني وطنا حضاريا سيدا حرا مستقلا، قويا بوحدة أبنائه وجيشه البطل وقواه الأمنية التي تسهر على أمنه وأمن المواطن ومقاومته التي تحميه من أي عدوان”.
وقال: “قبل ان اختم لا استطيع ونحن على مقربة من فلسطين وترابها إلا ان اوجه التحية للمدرسة التي اختارت لهذا الاحتفال عنوان “جسر العودة” التي ستكون حتمية والتي بإذن الله قريباً ستتحقق وسنكون فيها نحن وانتم وهذه الكوكبة من الأطفال حيث سنحمل أعلام فلسطين وندخلها بسلام آمنين بعد ان نهزم المحتل ونسترجع الأرض”.
ووجه مراد التحية “من أطفال لبنان الى أطفال فلسطين ومن طلاب لبنان الى طلاب فلسطين ومن أمهات لبنان الى أمهات فلسطين. وتحية من شعب ومقاومة لبنان الى شعب ومقاومة فلسطين. يداً بيد حتماً سندخل فلسطين وان كان البعض يراها بعيدة، لكن نحن نراها قريبة وقريبة جدا”.
وبارك مراد الاحتفال وفرحة الاطفال، متمنيا انتخاب رئيس للجمهورية وحكومة جديدة لينتظم عمل المؤسسات، شاكرا إدارة وأسرة المدرسة “التي تشكل النموذج الأفضل للمدارس الرسمية”، آملا ان “يكون هذا الاحتفال جسر العودة للجمال والفرح والاستقرار للاطفال وجسر عودة الأمن والاستقرار والوحدة والمحبة للوطن لنعبر معا من الأزمة إلى محطات الحلول الكبرى للبنان أفضل”.
ثم قدمت غندور درعا تقديرية للنائب مراد ولرئيس بلدية النبطية ياسر غندور، ووزعت شهادات تقديرية على الطلاب.