أطلق رئيس جامعة القديس يوسف ورئيس الهيئة الإدارية في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس الأب سليم دكاش الاتفاقية بين مستشفى سان شارل وشبكة المستشفيات التابعة لجامعة القديس يوسف – أوتيل ديو، في احتفال أقيم في باحة مستشفى سان شارل في الفياضية، برعاية وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض، كرم خلاله الجيش اللبناني بشخص قائده العماد جوزاف عون الذي منح ميدالية “مئوية أوتيل ديو – دو فرانس”، وبحضور النائبين نزيه متى والان عون، نقيب الاطباء البروفسور يوسف بخاش، نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون، مدير عام مستشفى أوتيل ديو دو فرانس نسيب نصر، راعي ابرشية زحلة والفرزل للروم الكاثوليك المطران ابراهيم ابراهيم، مطران اللاتين سيزار اسايان، ادارة مستشفى سان شارل وعدد من كبار ضباط الجيش وممثلين عن جامعة القديس يوسف وأوتيل ديو دو فرانس وشخصيات سياسية واكاديمية واجتماعية.
بالنشيد الوطني استهل الاحتفال الذي قدمه الاعلامي بسام ابو زيد. بعده ألقى المدير العام لمستشفى أوتيل ديو دو فرانس نسيب نصر كلمة رحب فيها بالحضور، وقال: “تمثل هذه الشراكة خطوة هامة في التزامنا المشترك بصحة الشعب اللبناني وعافيته. تقع على عاتقنا مسؤولية تلبية الاحتياجات الطبية لكل من يأتي عبر أبوابنا، بغض النظر عن أصله أو وضعه الاجتماعي والاقتصادي أو موارده”.
وختم: “معا، سنواصل دعم قيم التعاطف والخبرة الطبية والتفاني في خدمة المرضى. عسى أن نجد الإلهام والقوة في هذا التحالف من أجل بناء مستقبل أفضل للجميع”.
ثم عرض شريط وثائقي يحتفل بالذكرى المئوية لأوتيل ديو ويتحدث عن أبرز محطات تاريخ المستشفى وأهم إنجازات هذا المرفق الصحي.
دكاش
أما رئيس جامعة القديس يوسف فقال: “حضرة القائد، حضوركم اليوم شخصيا هذا الاحتفال يحمل إلينا رسالة لها معناها الوطني بأن مستشفى السان شارل الفياضية الذي خدم الجيش اللبناني طويلا أفرادا وعائلات، إنما بالنسبة إليكم وإلى جيشنا العزيز هو جدير بأن يستمر في الخدمة وأن تتجدد أنشطته الطبية والتمريضية والاستشفائية لتوفير أفضل الخدمات لصالح هذه المنطقة الفياضية وجوارها ولأفراد المؤسسة العسكرية فالشكر لكم لحضوركم بيننا هذا الاحتفال ونعرف أنكم خصصتمونا به من وسع محبتكم وعاطفتكم وكذلك اهتمامكم بكل الأمور والشجون المحيطة بأفراد الجيش ومرتباته. ألا حماكم الرب الإله عز وجل وأعطاكم بدل نقطة العرق والدم أيام خير وبركات لهذا الوطن الحبيب لبنان”.
أضاف: “منذ سنة وثلاثة أشهر أخذت الجامعة اليسوعية مستشفى أوتيل ديو دو فرانس مهمة تسيير أمور مستشفى السان شارل في الفياضية وكذلك مستشفى المونسنيور قرطباوي في أدما كسروان إثر اتفاق بين رهبنة القلبين الأقدسين والجامعة اليسوعية. إنها مهمة تاريخية تحملها مؤسسة تاريخية من عمر ال 150 سنة من العطاء في سبيل إنهاض مؤسسة إستشفائية تاريخية هي السان شارل ذات التاريخ الطويل في خدمة المريض والساعي إلى الصحة الأفضل. ربما يسأل البعض، لمَ أتت الجامعة اليسوعية ومستشفى أوتيل ديو لإدارة هذا المرفق التاريخي؟”
وتابع: “إجابتي في أربع نقاط: الأولى أننا أتينا نكمل رسالة راهبات الأقدسين وقبلهما المرسلات الألمانيات في توفير ما هو لازم لاستشفاء المريض وتطببيبه والعناية به وانطلاقا من مَثل الإنجيل في السامري الصالح. ونقول ثانية أن ما نريده هو أن يصبح السان شارل مستشفى جامعيا عنده مقومات المستوى الجامعي لخدمة الناس ومن دون أن نزيد عليهم أية أعباء. ونقول ثالثا إن السان شارل الذي كان يستقبل المئات يوميا يستعيد عافيته شيئا فشيئا ويؤكد خدمته لهذه المنطقة التي تشكل قلب لبنان. وننظر رابعا إلى مستشفى سان شارل التي ينبغي لنا أن تنمسك بها ومستشفى أوتيل ديو دوفرانس الذي يعيد هذه السنة عيد مئويته الأولى التأسيسية ونحيي كل العاملين فيه بهذه المناسبة هو نموذجي في هذا المجال”.
وقال: “هذه العناصر مجتمعة، المستشفى الرسالة، المستشفى الجامعي لتعزيز رسالة الجامعة في مجال الطب. ربما رأيتم على بعض طرقات لبنان لوحات تقول إن شبكة مستشفيات أوتيل ديو دو فرانس – جامعة القديس يوسف في بيروت والمرشحة للازدياد كما ونوعا، إنما هي تأكيد على أن لبنان يبقى بالرغم من كل العواصف ومغادرة المئات من الأطباء والممرضات، مستشفى الشرق الأوسط، وهذا ما نتأكد منه كل يوم عندما يزور مستشفيات لبنان المئات من الرعايا العرب واللبنانيين المنتشرين الذين وثقوا ويثقون بالطبيب اللبناني وبمستشفيات لبنان”.
وختم: “كم علينا جميعا أن نعمل معا لإنقاذ القطاع الاستشفائي اللبناني بل أيضا وخصوصا لبنان المدرسة والعلم والتعلم ذي الجودة والامتياز، لبنان الصروح التعليمية العالية الصحيحة غير المزورة، ونحن نرى اليوم بأم العين كم أن رأسمال لبنان، الإنسان الكفؤ المتعلم هو الذي يعمل على إنقاذ لبنان في غياب السياسيين عن السمع وعن انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية الصابرة العنيدة”.
عنحوري
من جهته، رحب مستشار وزير الصحة الدكتور بيار عنحوري بهذه الاتفاقية، مؤكدا أن “تطوير شبكة المستشفيات التابعة لجامعة القديس يوسف – أوتيل ديو يظهر مدى صعوبة الحالة التي نمر بها كمصدر للمبادرات التي لم تكن لترى النور قبل بضع سنوات فقط”.
واختتم كلمته بالقول: “لقد فتحتم مسارا جديدا يحسن توفير الرعاية الصحية لصالح المرضى والسكان. لذا، نحن نجدد ثقتنا بكم والتزامنا بدعم تنميتكم”.
اسايان:
ثم تحدث مطران اللاتين سيزار اسايان فقال: “الانبياء هم الذين يعرفون قراءة علامات الازمنة، ويتجاوبون معها رغم كل الصعوبات التي يواجهونها، فعلامات الازمنة تقول لنا نحن اللبنانيين علينا الخروج من الانقسامات ونخلق امور جديدة حتى يبقى وطننا وطن الرسالة، حتى لو أن قراراتنا انطلقت من حاجاتنا، فالانبياء ينالون وينجحون لأنهم يتكلون على كلمة الرب”.
وختم: “ان التعاون بين مستشفى اوتيل ديو دو فرانس وبقية المستشفيات يتطلب فعلا شجاعة الانبياء ، فالسير بهكذا مشروع امر في غاية الخطورة ولكن من يتكل على الله من اجل خدمة الناس يباركه الرب ويلاقي النجاح دائما”.
تكريم
بعد عرض وثائقي عن أبرز محطات تاريخ مستشفى سان شارل منذ بدايته حتى يومنا هذا، كرم دكاش ونصر الجيش بمنح عون ميدالية مئوية “أوتيل ديو دو فرانس”.
ختاما كان كوكتيل بالمناسبة.