اختتمت “الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” في لبنان مؤتمرها الخامس عشر “مؤتمر الدفاع عن الأرض والرواية التاريخية الفلسطينية”، الذي جاء تتويجا لعمليات مؤتمرية امتدت لأشهر وشملت كل أطر الجبهة في المخيمات والتجمعات الفلسطينية كافة وبلغت 132 مؤتمرا، في قاعة المركز الثقافي الفلسطيني في مخيم البص جنوبي لبنان. شارك في اعمال المؤتمر قطاعات الجبهة كافة وهيئاتها في لبنان من نساء وطلبة وعمال وقطاعات مهنية. وبلغت نسبة العنصر النسائي 40 في المئة، كما بلغت نسبة الشباب 38 في المئة.
وأبرق الأمين العام للجبهة نايف حواتمة مهنئًا بانعقاد المؤتمر وقال: “بيدنا وثائق الوحدة الوطنية والمقاومة. بيدنا قرارات المجلسين الوطني والمركزي وغيرها من قرارات. بيدنا شعبنا وصموده وعزيمته التي لا تهزها جبال وأعاصير”.
أضاف: “إن شعبنا الفلسطيني يقف اليوم أمام خيار واحد هو المقاومة الشاملة، وندعو جميع مكونات الشعب الفلسطيني لرفع شعار: لا صوت يعلو فوق صوت المقاومة لكل الشعب. لا صوت يعلو فوق صوت الوحدة الوطنية. فلا تراهنوا على الخارج. وليكن رهانكم على شعبنا ومقاومتنا فهنا الرهان الصائب. وهنا من يصون ويحفظ الرهان”.
وبعد أن ناقش المؤتمرون مشروع التقرير السياسي والتنظيمي، وقدمت مداخلات عن تطورات القضية الفلسطينية وأوضاع الفلسطينيين في لبنان ثم الأوضاع التنظيمية، صدر عن المؤتمر البيان التالي:
الأوضاع الفلسطينية: اعتبر المؤتمر بأن الشعب الفلسطيني واحد وموحد في مواجهة المشروع الصهيوني وترجماته المحددة بسياسات الضم والقتل والاعتقال وهدم المنازل والتهجير وغيرها من اجراءات تصفوية.
– أكد المؤتمر ان المقاومة الشعبية، التي تمتزج فيها كل اشكال النضال الوطني، باتت نقطة مركزية على جدول اعمال الشعب الفلسطيني، وهي تحتاج الى قيادة وطنية تحدد برنامجها وتقود فعالياتها وتعمل على استثمار انجازاتها لصالح الكل الوطني..
– كما اعتبر المؤتمر ان ليس امام الحركة الوطنية الفلسطينية سوى خيار المقاومة كخيار إستراتيجي، والزج بكل طاقات الشعب الفلسطيني في أرض المعركة، وصولا الى استراتيجية نضالية جديدة حددت مسارها قرارات المجلسين الوطني والمركزي، واخراج الحالة الفلسطينية من مسارات اوسلو والعقبة وشرم الشيخ ومن كافة الحلول الامنية والاقتصادية التي تشكل مجتمعة ذريعة لبعض الدول لزيادة عمليات التطبيع..
اوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان:
– إعتبر المؤتمر ان الحرب الإسرائيلية على اللاجئين، إنما تستهدف حق العودة ومكاناته المتعددة، داعيا المرجعيات الفلسطينية لتطوير خطابها وفعلها، ورسم استراتيجيات شاملة على مساحة تجمعات اللاجئين.
– اشار المؤتمر الى أن الأزمة في لبنان فاقمت من حدة المشكلات التي كان اللاجئون الفلسطينيون يئنون تحت وطأتها بفعل الضغط الاميركي الاسرائيلي، وتشدد القوانين اللبنانية اضافة الى الانقسام وتداعياته.
– أشاد المؤتمر بحال الصمود والتحركات الشعبية للاجئين وثباتهم في الدفاع عن الاونروا وحق العودة وعن قضاياهم الحياتية. ودعا الدول المانحة لمد الوكالة بالاموال اللازمة لتكون قادرة على مواكبة الازمات ودعوة اللجنة التنفيذية الى التعاطي مع الازمة الاقتصادية باعتبارها تهديد سياسي للحقوق الوطنية.
– طالب المؤتمر الاحزاب والكتل النيابية اللبنانية بالعمل على اقرار الحقوق الانسانية، ومد الاستراتيجيات الاغاثية والتنموية للدولة اللبنانية لتطال المخيمات، تعزيزا لموقف اللاجئين المتمسك بحق العودة وفق القرار 194 ورفض كافة مشاريع التهجير والتوطين.
– دعا المؤتمر الى صياغة استراتيجية وطنية موحدة تخاطب هموم اللاجئين، وتحمي الحالة الوطنية والشعبية الفلسطينية وتعزز امن واستقرار المخيمات، ودعوة هيئة العمل الفلسطيني المشترك للتصدي لكل ما من شأنه العبث بأمن واستقرار المخيمات، ما يتطلب أن تكون في حالة انعقاد دائم وانتظام اعمالها.
– قدر المؤتمر لجميع منظمات الجبهة الديمقراطية في لبنان انخراطها في الدفاع عن الحقوق الوطنية والاجتماعية، مجددا التاكيد على ان مناضليها سيظلون في ميدان الفعل النضالي من اجل معالجة الملف الصحي والتربوي والاقتصادي والاغاثي، واستكمال اعمار مخيم نهر البارد وفتح باب التوظيف في الاونروا، ومعالجة اوضاع البنية التحتية، ورفع منسوب المساعدات للاجئين الفلسطينيين من سوريا.
الاوضاع التنظيمية:
– أكد المؤتمر ان الجبهة ستواصل النضال لتكريس الديمقراطية والشراكة في منظمة التحرير ومختلف الأطر في لبنان، وتطوير فعل قطاعاتها في اطار المساهمة في بناء حركة اللاجئين وحماية استقلاليتها.
– شدد المؤتمر على ضرورة إشراك الحال الشعبية في صياغة أوضاع المجتمع الفلسطيني ودعمها لجهة التعبير عن ذاتها، الامر الذي يتطلب تفعيل دور الأطر الشعبية والمهنية القائمة، وافساح المجال امام الكفاءات والخبرات للمشاركة فيها بما يساهم في تعزيز تواصلها مع الجمهور.
– دعا المؤتمر الى تفعيل أوضاع الاتحادات الشعبية وإعادة بناء المعطل منها، خاصة في ظل الحالة الشعبية الضاغطة من اجل بناء اطر مهنية وشعبية تلبي مصالح وهموم الفئات الاجتماعية على كافة الصعد الوطنية والاجتماعية والنقابية وتسييد مبدأ الجماعيه والشراكه الوطنيه في اطارها.
– شدد المؤتمر على أهمية الدور الذي تلعبه مؤسسات المجتمع المدني، سواء على مستوى تنمية الوعي الوطني او في تأمين الدعم الاجتماعي والاقتصادي والمعنوي لشعبنا، الامر الذي يتطلب تطوير العلاقة معها، والاهتمام بأوضاع الفئات الوسطى، التي سحقت بفعل الازمة الاقتصادية وظلم القوانين اللبنانية..
– دعا المؤتمر الى حوارات متواصلة بين الفصائل والكتاب والاعلاميين والمثقفين الفلسطينيين تقود الى تشكيل منصة اعلامية فلسطينية تقدم الموقف الفلسطيني الموحد، وتعزز الصلة مع منصات ووسائل الاعلام اللبنانية والعربية، بهدف خلق رأي عام متفهم ومساند للحقوق الفلسطينية الوطنية والاجتماعية”.
وبعد عدد من المداخلات التطويرية التي قدمت من المندوبين والتصويت على مشروع التقرير، تم انتخاب قيادة جديدة اجتمعت وانتخبت علي فيصل مسؤولا لإقليم الجبهة في لبنان والرفيق اركان بدر نائبا له وقيادة يومية. وقد تلقى المؤتمر عددا من برقيات التهنئة من أقاليم الجبهة الديمقراطية في الضفة الغربية وقطاع غزه، ومن اقليم سوريا وأوروبا والاميركيتين والدائرة العربية.
وحيا المؤتمر حواتمة وتوجه بالتقدير الى “شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس وفي أراضي عام 1948، والى اللاجئين والمهجرين والنازحين المدافعين عن حق العودة، والى الاسرى في معتقلات العدو، والى فصائل المقاومة واذرعها العسكرية وفي مقدمتها كتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية التابعة للجبهة الديمقراطية، والى الشهداء الابرار صنّاع المحلمة الفلسطينية”، مؤكدا “الثقة بشعبنا وصموده ومقاومته الباسلة التي لن تهدأ الا بطرد المحتلين ومستوطنيهم من فوق أرضنا الفلسطينية ورفع علم فلسطين فوق قدسنا العاصمة الأبدية لدولتنا المستقلة”.