استقبل العلامة السيد علي فضل الله، الأمين العام لـ”الجماعة الإسلامية” الشيخ محمد الطقوش يرافقه المسؤول الإعلامي الدكتور وائل نجم، وتم التداول في آخر التطورات على الساحتين المحلية والإقليمية والعديد من القضايا الإسلامية الراهنة وسبل تعزيز الوحدة والرؤية.
الطقوش
بداية، شكر الطقوس فضل الله على هذا اللقاء، وتحدث عن “التاريخ الطويل الذي يربط الجماعة بهذا الخط الذي يجمع بين الاصالة والمعاصرة ويستند إلى الفكر الصلب والحواري المنفتح”، مشيرا إلى ان “الأمة بحاجة إلى هذا المنهج في الطرح لمواجهة التحديات التي تتعرض لها”، داعيا إلى “ضرورة تقريب المسافات من خلال التعاون والتنسيق على المستوى التربوي والثقافي والفكري وتحويله إلى برامج عملية واقعية قادرة ان تشكل سدا منيعا في وجه كل المحاولات التي تعمل على نشر التفرقة بين مكونات الوطن والأمة وتسعى الى شرذمة واقعها”، معتبرا ان “الأمور ما زالت معقدة في هذا البلد لجهة انجاز الاستحقاق الرئاسي وذلك في ظل تعثر المبادرات الحوارية المحلية والفرنسية”، مشيدا بـ”الشعب الفلسطيني ومقاومته والذي يقدم التضحيات من اجل تحرير أرضه ومقدساته”.
فضل الله
من جهته رحب العلامة فضل الله بالوفد، مشيرا إلى “العلاقة التاريخية والمتينة مع الجماعة والقائمة على القواعد الإسلامية الداعية إلى الانفتاح والوحدة والعدالة”، مشيدا بـ”الخطوات الوحدوية التي يقوم بها الشيخ الطقوش على أكثر من صعيد”، داعيا إلى “ضرورة تأصيل مفاهيم الوحدة الإسلامية وإزالة كل عناصر التوتر والغلو والتطرف والعقبات التي تقف في طريقها بدلا من ان يسعى كل مذهب ليسجل النقاط على المذهب الآخر لا سيما ما نشهده على مواقع التواصل من حوارات غير علمية تزيد من الانقسامات والعصبيات والتوترات”.
وتطرق إلى “الهجوم العنيف الذي تتعرض له الأمة والذي يستهدف ضرب وتهديم قيمها وأخلاقها ومفاهيمها ومقدساتها من خلال الترويج لثقافات وأفكار غريبة ومنحرفة تحاول ان تتسلل للعمل على اختراق أسرنا وعائلاتنا والعبث بعقول أطفالنا والإساءة إلى ثوابتنا الدينية والإيمانية والروحية تحت عناوين الحرية وغير ذلك مشفوعة بحملات إعلامية مدروسة”، داعيا إلى “ضرورة إطلاق الصوت عاليا وعدم السكوت عن هذه المحاولات”، مشدداً على “أهمية تشكيل جبهة قيم عريضة لمواجهة هذه الهجمة التي تسيء إلى الإنسان في كيوننته وكرامته وتساميه وعدم الاكتفاء برد الفعل حفاظا على هذه القيم وعدم تلويث بيئتنا الفكرية والثقافية بهذه السموم”.
واعتبر ان “لبنان يمر بمرحلة صعبة ومعقدة ويتعرض لضغوط كثيرة من اجل تقديم التنازلات على حساب الوطن واستقلاله”، معتبرا ان “الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من أزماته بعدما أكدت الوقائع التاريخية والحاضر ان لبنان لا يبنى إلا بجميع طوائفه ومكوناته”.
وختم فضل الله مشيدا بـ”حيوية الشعب الفلسطيني ومقاومته”، معتبرا ان “فلسطين هي القضية المركزية للامة وهي المدخل لوحدة الأمة وتحريرها والتي يجب ان تتمحور الجهود لدعمها وذلك لمواجهة غطرسة العدو الصهيوني الطامع ليس للهيمنة على فلسطين فحسب بل على المنطقة العربية والإسلامية بكل اقطارها ومكوناتها وتنوعاتها”.