كشف بحث أجرته منظمة “بلان انترنشنال”، وهي منظمة غير حكومية دولية معنية بحقوق الفتيات، ان” واحدة من خمس (17%) فتيات وشابات ناشطات تخشى على سلامتها أثناء قيامها بعملها” .
واظهرت هذه الدراسة العالمية التي شملت أكثر من ألف ناشطة شابة من 26 بلدا، بما فيهم لبنان، تراوح أعمارهن بين 15 و 24 سنة – “كيف تواجه الفتيات العديد من التحديات أثناء حملتهن من أجل التغيير، ويواجهن مخاطر تتراوح من العداء من أفراد المجتمع المحلي إلى أعمال الشرطة القمعية وإساءة المعاملة عبر الإنترنت” .
وكذلك تبين النتائج أن “واحدة من عشرة (9%) ناشطات شابات قد تعرضت الى تهديدات بالاساءة الجسدية بسبب عملهن، في حين 15% بالمئة قد تعرضن للاساءة أو مضايقة عبر الانترنت”.
واشارت الدراسة الى ان” العائق الاكبر والاوحد الذي يواجه الناشطات هو النقص في التمويل، الامر الذي أكدت عليه (54%) من المستجوبات كعامل أساسي يؤخر حملات المناصرة . أما في لبنان، فأعربت (25%) من الناشطات اللاتي شملهن الاستطلاع عن افتقارهن إلى المعرفة بشأن القضايا التي يرغبن القيام بحملات عنها”.
وعلى الرغم من ذلك، فقد وجد التقرير أن” جميع الناشطات من الفتيات تقريباً (95%) يؤكدن بإن الحملات كان لها تأثير إيجابي على حياتهن، مما جعلهن يشعرن بالفخر والتمكين والقدرة”.
ويسلط البحث الضؤ على تجارب الناشطات وسيتم اطلاقه قبل اليوم العالمي للفتاة في 11 تشرين الأول. ويشمل نتائج استطلاع الرأي مع 840 فتاة وشابة ناشطة – وهو الاكبر لهذا التاريخ ومن بين المستجوبات 32 ناشطة من لبنان.
وقد أظهر التقرير أن” الناشطات في لبنان يركزن على قضيتين في المقام الاول: العنف القائم على النوع الاجتماعي (56%) والمساواة الجندرية (53%). كما يرون بأن هذه الامور أساسية لتفكيك الانظمة القمعية ومعالجة التحديات المجتمعية. بالاضافة الى ذلك، يؤكدون على أهمية النقاش المنفتح حول قضايا الصحة الجنسية والانجابية، على الرغم من كونها من المحرمات التي يصعب الحديث عنها وذلك لتعزيز التفاهم المجتمعي والرفاهية الشاملة”.
وفي الوقت نفسه، تبين من البحث أن” الحملات من أجل التغيير, والتي تقودها فتاة أو شابة، كثيرا ما تكون صعبة ولا هوادة فيها. وفي عالم لا يزال فيه التمييز على أساس نوع الاجتماعي واسع الانتشار، كثيرا ما يتم تجاهل الناشطات الشابات أو يحدث ما هو أسوأ من ذلك بكثير كالتحرش. فغالبا ما تأتي انجازاتهن المذهلة على حساب ثمن شخصي حقيقي . كما أن فرص الحصول على التمويل وعلى أماكن صنع السياسات غالباً ما تكون أيضاً محدودة، مما يزيد من النضال من أجل إسماع صوتهن”.
وفي ما يتعلق بالتجارب السلبية التي واجهتها ناشطات فتيات من لبنان، أشار البحث الى ان” 34% يشعرن عاطفياً أو نفسياً بالتعب أو القلق، وقال 25% إنهن يشعرن بأن البالغات لا يشملونهن بسبب صغر سنهن ولا يؤخذ بآراءهن على نحو كامل. كما ذكرت واحدة من كل أربع فتيات (27 %) شملتهن الدراسة في جميع أنحاء العالم آراء سلبية من أفراد أسرتهن أو مجتمعهن المحلي كحاجز آخر أمام العمل على حملات المناصرة”.
وعلى الرغم من كل التحديات، فإن” نشاط الفتيات يعمل على إحداث التغيير، حيث أن أكثر من نصف (61 %) من اللواتي شملتهن الدراسة الاستقصائية التي أجرتها منظمة بلان إنترناشونال في جميع أنحاء العالم يقلن إن تأثير نشاطهن قد أوفى بتوقعاتهن أو تجاوزها. كما ان الفتيات والشابات لهن الحق في أن يُسمع صوتهن وفي أن يصغن القرارات التي تؤثر على حياتهن. وهن يحققن إنجازات عظيمة رغم المخاطر الشخصية التي يتعرضن لها، ويبدون شجاعة كبيرة. بدون عملهن، كنا لا نزال بعيدين عن تحقيق المساواة بين الجندرية”.
وبمناسبة اليوم الدولي للفتاة، تقف” بلان انترناشنال” مع الفتيات والشابات في الوقت الذي تدعو فيه الحكومات والجهات المانحة والمجتمع المدني إلى القيام بدورهم في دعم الناشطات من أجل عالم أفضل. وتشمل التوصيات الرئيسية ما يلي:
-زيادة التمويل المقدم للمبادرات والجماعات الناشطة التي تقودها الفتيات والشباب.
– دعم الحكومات للفتيات والشابات للمشاركة المجدية في جميع مجالات الحياة العامة. وينبغي أن يشمل ذلك الوصول المنتظم إلى صانعي القرار وإنشاء آليات للفتيات للمشاركة في المجتمع المدني، وبشكل رسمي داخل المؤسسات.
-التثقيف الجيد بشأن المساواة الجندرية وحقوق الإنسان والحكم الديمقراطي من أجل بناء فهم الفتيات الناشطات والتدريب على المهارات في مجال التنظيم والخطاب العام، وذلك لبناء الثقة في قدرة الفتيات على القيام بحملات المناصرة والتأثير على المواضيع التي تهمهن.
– قيام جميع أصحاب السلطة بدورهم في التصدي للتمييز على أساس السن والجندر، والتهديد بالعنف، وتهيئة أماكن آمنة ومفتوحة، لإزالة الحواجز التي تحول دون التعبير عن أنفسهم.
وللاحتفال باليوم الدولي للفتاة، ستتقلد 8 فتيات لبنانيات مناصب ديبلوماسية. وسيقضين يوماً كاملاً في مكان السفراء، ورؤساء ووكالات الأمم المتحدة، وصناع القرار، مما سيضعهن في مناصب صنع القرار والقيادة، ويشجع أصحاب السلطة على الاستماع إلى آرائهن وأفكارهن. وسيتم الترويج لهذا النشاط وبثها على منصات وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لمنظمة بلان انترناشنال لبنان، في سياق حملة رقمية تندرج في إطار حملة بلان انترناشنال لتحقيق المساواة بين الفتيات، التي تدعو إلى عالم تكون فيه الفتيات، بكل تنوعهن، قادرات بصورة متساوية على اتخاذ القرارات بشأن حياتهن وتشكيل العالم المحيط بهن.