استقبلت رئيسة بعثة الصليب الاحمر الدولي في بيروت سيمون اشليمان وفدا ضم النائب في البرلمان الاوروبي مانويل ديبنيدا ورئيس مركز الخيام محمد صفا ونائب مسؤول الجبهة الشعبية في لبنان عبدالله الدنان. تمحور اللقاء حول حرب غزة و”الهجمة التي يتعرض لها المعتقلون بعد طوفان الاقصى واغتيال الاسير عمر دراغمة”.
وسلم الوفد اشليمان مذكرة جاء فيها: “يساورنا القلق على حياة المعتقلين وعددهم تخطى العشرة آلاف. منذ السابع من تشرين الأول 2023 وقوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل حرب الإبادة للمدنيين الفلسطينيين في غزة، فقصفت الطائرات الإسرائيلية المدارس، أبراج سكنية، المستشفيات، الكنائس، المرافق الصحية (115)، المخابز، المؤسسات الإعلامية والحقوقية (حشد) والاونروا حيث استشهد 19 من موظفي الامم المتحدة، وكان أفظعها تدمير مستشفى المعمداني الذي ذهب ضحيته أكثر من 500 طفل وامرأة.
بلغ عدد الشهداء 4741، بينهم 1873 طفل و1024 امرأة و187 مسنا و14245 جريح وحوالي مليون نازح ومئات المفقودين. وقد قطعت قوات الاحتلال المياه والكهرباء عن قطاع غزة أو فتح ممرات إنسانية. لم تكتف قوات الاحتلال بحرب الإبادة ضد المدنيين وخرقها للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة، بل شنت عمليات اعتقال واسعة فبلغ عدد المعتقلين منذ الحرب على غزة 1137 معتقلا من الضفة الغربية بينهم أعضاء في المجلس التشريعي الفلسطيني وأسرى محررين وحوالي 4000 عامل من غزة، فيرتفع عدد المعتقلين الى ما يقارب عشرة آلاف معتقل.
وفي محاولة للانتقام من المعتقلين في سجونها، فقد أقدمت مصلحة السجون الإسرائيلية متذرعة بأوامر من الجيش الاسرائيلي بقطع الكهرباء والمياه عن معظم السجون وسحب محطات التلفاز ومصادرة المقتنيات الشخصية للمعتقلين ومنع دخول الدواء والحرمان من الاستحمام وتقليص وجبات الطعام وعزل المعتقلين والتي كان آخرها نقل الامين العام للجبهة الشعبية القائد احمد سعدات وعدد من الاسرى الى سجون اخرى وعزلهم والتفتيش العاري واقتحام غرف الاسيرات وبعثرة أغراضهن والاعتداءات الجسدية على المعتقلين وتوجيه الشتائم النابية لهم واعتبار معتقلي غزة مقاتلين غير شرعيين وعزلهم في أماكن مجهولة.
ان ما يتعرض له المعتقلون بعد السابع من تشرين الأول من هجمة فاشية انتقامية هو جزء من الحرب العدوانية الشاملة على غزة والشعب الفلسطيني مما يساورنا القلق من إقدام قوات الاحتلال على اغتيال وتصفية قادة ورموز الحركة الاسيرة الفلسطينية لان من يقصف المستشفيات والكنائس وتهديم التجمعات السكنية فوق رؤوس المدنيين لن يتردد على ارتكاب جرائم الاغتيال بحق المعتقلين وما إغتيال الأسير عمر دراغمة في سجن مجدو 23/10/2023 إلا بداية جرائم الاحتلال بحق المعتقلين بعد طوفان الأقصى.
إننا اذ نشيد بالدور الإنساني الكبير للجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة فإننا نهيب باللجنة الدولية وكافة المؤسسات الانسانية بتكثيف الزيارات للسجون ومراقبتها حفاظا على حياة المعتقلين والضغط على قوات الاحتلال لتزويد الاسرى المرضى بالأدوية المزمنة والمياه والكهرباء واستمرار التواصل مع عائلاتهم وكشف مصير المفقودين وحماية المدنيين كما تنص اتفاقيات جنيف والقوانين الدولية”.