عقد “لقاء الهوية والسيادة” أجتماعه الدوري في حضور المطران بولس مطر والشيخ سامي عبد الخالق والنائب السابق الدكتور باسم الشاب والسيد قصي شرف الدين و نبيل يونس وسائر الاعضاء.
وفي نهاية الاجتماع تلا رئيس اللقاء الوزير السابق يوسف سلامه باسم اللقاء النداء التالي: “يعيش المشرق صراعا وجوديا يكاد إذا ما تفاعل أن يقضي على مقومات الحياة فيه، وأخطر ما جرى ويجري على هذا الصعيد إلباس الجرائم المتمادية صفة الحروب الدينية والعقائد التي تتناغم تحت عناوين إيديولوجية وجدت وتجد مشروعيتها في “لاهوت الجهاد والحرب المقدسة”.
دفع لبنان منذ خمسينات القرن الماضي، ثمن محاولة تصفية القضية الفلسطينية والصراع حولها وعليها، والاستثمار المجرم فيها، فراحت بنية دولته تتهاوى بعد انتهاك سيادته بالكامل منذ العام 1969 حتى اليوم، وبعد خروجه عن الحياد الايجابي الذي تبلور في ميثاقه الوطني، والذي فرضه لبنان في ميثاق الجامعة العربية وهو أحد مؤسسيها.
إن محاولة القضاء على صيغة لبنان، الاستثناء الوحيد في هذه المساحة الجيوسياسية الممتدة من بلاد فارس شرقا الى الساحل الشرقي للمتوسط غربا وشمال أفريقيا، قضت على مقومات وجوده وأصبح معزولا، إلا من إرادة أبنائه على التمسك به كصيغة خبروا قيمتها بعدما شعروا بحتمية خسارتهم له”.
واعلن اللقاء رفضه “لتوريط لبنان في الحروب القائمة من حوله”، وتوجه إلى “عقلاء العالم والمنطقة بنداء نابع من وجدان لبنان التاريخي، ومن صلب دعوته ورسالته، يؤكد فيه، أنه إذا ظلت الديانات الابراهيمية عاجزة عن التحرر من إيديولوجية العنف، ومن المنظرين له، فإنها ستجد نفسها فاقدة لمبرر وجودها، وبناء عليه، فإننا نطالبها كما نطالب جميع العقلاء بالتصدي لهذه المجزرة السياسية والانسانية والأمنية التي يتعرض لها المشرق ورفع الاستغلال الديني عن هوية الصراع والمتصارعين فيه، المساهمة بتعزيز فرص السلام العادل والضامن وحده للاستقرار ولحرية الشعوب، تفعيل كل صيغ الحوار لتحصين الحياة المشتركة، العمل الجدي لقيام دولة فلسطينية مؤهلة لاستيعاب أهلها في الداخل والخارج، كمقدمة لبناء ثقافة سلام وأخوة وتسامح بين شعوب المشرق.
فهل من يسمع ويجرؤ ويقدم؟ وحدهم الابرار يسمعون ويجرؤون ويقدمون، ننتظرهم”.