نظمت المدرسة الوطنيّة الأرثوذكسيّة في رحبّة-مدرسة فادي بربر، ومركز تمّوز للتّربيّة على المواطنيّة، حلقة نقاش مع الدّكتور أدونيس العكرا، حول مضامين “وثيقة الأخوّة الإنسانيّة”، وما يمكن استلهامه منها تأسيسا للدّولة المدنيّة في لبنان. وتزامن اللّقاء مع معرض “اللّغة العربيّة” لصفوف الحلقة الأولى من التّعليم الأساسيّ، الّذي افتتحت به المدرسة سلسلة النّشاطات الّتي تقام لمناسبة اليوم العالمي للّغة العربيّة.
عقد اللّقاء في باحة المدرسة، بحضور الأب أرسانيوس موسى ممثّلا المتروبوليت باسيليوس منصور، كهنة وراهبات، رئيس مجلس إدارة المدرسة فادي بربر، المونسينيور الياس جرجس، رئيس اتّحاد بلديّات الجومة روني الحاج، مدير المدرسة جورج رزق، الإعلامي منذر المرعبيّ، ممثّلين عن الهيئات الرّسمية والتّربويّة والاجتماعيّة والصّحيّة في رحبة، محامون وأطبّاء ومهندسون وتربويّون.
بربر
بداية رحّب مدير المدرسة جورج رق بالحضور، مؤكّدا الدّور الثّقافيّ المطلوب من المؤسّسات التّربويّة. ثم ألقى بربر كلمة شدّد فيها على أهميّة المنابت الرّوحيّة في تطوير المجتمع. وقال: “جئنا نناقشُ رؤيةً لمستقبلِ أجيالنا، تلقَى قبولا مبدئيّا من شريحةٍ كبيرة من النّاس، بمجرّد أنَّ موقّعيْها هما: قداسة البابا فرنسيس، وشيخُ الأزهرِ الشّريف أحمد الطّيّب”.
أضاف: “الملفت في هذه الوثيقةِ، شموليّة فكريّة، تنطلق منْ عمق القيم الدّينيّة، لتضع الإنسان أمام مسؤوليّاته كمواطن. هي دعوة لنا جميعا، لإعادة اكتشاف قيم السّلام والعدل والجمال، لتكون طوق نجاتنا، من مستغلّي أدياننا وتراثنا وحضارتنا وإنسانيّتنا”.
العكرا
وأكد العكرا في مداخلته أهميّة ثقافة المواطنة، وقارب الواقع الدّينيّ من زاوية ما يمكن أن يفرزه من مواقف متقدّمة وحضاريّة.
وقال: “منذ الاستقلال نصرخ بوجه نظامنا الطّائفيّ ونبقى عاجزين على الخروج منه بسبب فقدان ثقافة المواطنيّة، في الدّولة المدنيّة المواطن حرّ وسيّد نفسه، وهذا ما أقرّت به وثيقة الأخوّة. فالمواطن المساوي للآخرين لا اختلاف بينه وبين غيره إلّا بالكفاءة. المواطنون متساوون، والمواطن مصدر السّلطة، وعندما لا يكون الشّعب مصدرا للسّلطة تكون المواطنة ناقصة”.
أضاف: “نظام الدّولة الدّينيّة لا ينتج مواطنين، في الدّولة الدّينيّة تنتج مؤمنين. لابن الديانة الأفضلية على غيره في النّظام الدّينيّ، وبذلك نفقد المساواة”، معتبرا ان “الدّين اليوم من خلال هذه الوثيقة يتّخذ موقفا مختلفا عن السابق. الدّين يمكن أن يربّي على المواطنة، بشرط أن تعترف الأديان ببعضها، فهناك الحقّ في الاختلاف. وعلى الأديان أن نتترجم ذلك من خلال تعليم :”إلههم والهنا واحد”.
وقبل مداخلات ونقاشات الحضور، أوضحت أمل الصّانع أنّ مركز تمّوز يسعى لنشر الوثيقة، من خلال جولات على مختلف المناطق.
وفي الختام قدّم الدّكتور العكرا نسخة من كتبه إلى مكتبة المدرسة.