نظم “منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي”، برعاية وزارة الثقافة، وفي إطار احتفالية طرابلس عاصمة للثقافة العربية 2024، ندوة حول كتاب “القيم الانسانية في شعر عبدالله شحاده” للدكتورة يسرى البيطار، في قاعة مسرح ثانوية البترون الرسمية، تخللها توقيع الكتاب وتوزيعه مجانا على الحضور.
وحضر الندوة رئيس اللجنة الوطنية اللبنانية للأونسكو المحامي شوقي ساسين ممثلا وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى، النائب جورج عطالله، ديالا موسى ممثلة النائب جبران باسيل، الامين العام لاتحاد الكتاب اللبنانيين الدكتور أحمد نزال، رئيس اللجنة الثقافية في بلدية البترون هادي بركات، مدير الثانوية يوسف حنا، العلّامة اللغوي الدكتور ياسين الأيوبي، العلّامة اللغوي الدكتور إميل يعقوب، رئيس قسم اللغة العربية في الجامعة اللبنانية الفرع الثالث البروفسور رياض عثمان، رئيس قسم العلوم السياسية البروفسور الأمير وليد الايوبي وشخصيات وفاعليات ونخبة من الشعراء والادباء وحشد كبير من الحاضرين.
بعد النشيد الوطني وترحيب من الشاعرة مي سمعان، توالى على الكلام كل من الصحافي والكاتب حبيب يونس، الدكتور ساسين عساف، الدكتور سهيل مطر، الدكتورة كلوديا ابي نادر، الدكتورة مايا بطرس، رئيسة منتدى عبدالله شحاده المهندسة ميراي شحاده.
وركزت الكلمات على “أهمية الكتاب الذي يصلح مرجعًا في مجال النقد الإبداعيّ، لأن الكاتبة يسرى البيطار اعتمدت المقارنات، وتحدثت في الشعر والدين والفلسفة وعلم الاجتماع، كل ذلك وفق منهجية أكاديميّة”.
راعي الحفل
وألقى المحامي ساسين كلمة الوزير المرتضى، فقال: “لقد قادني عنوان الكتاب إلى تذكر مناسبةٍ قديمة أقامت فيها نقابة المحامين في طرابلس ذكرى القاضي الراحل سعيد عدرة، واتخذت لها هذا الشعار: “البعد الإنساني في أحكام الرئيس سعيد عدرة”. في خطابي يومذاك قلت: “كيف يكون البعدُ الإنساني ميزةً تفاضليةً بين القضاة، هذا يحتازه وذاك يحتاجه؟”. الآن، مثلما يفعل المحامون في ختام مرافعاتهم أكررُ قولي نفسَه ولكن، عن الشعراء. فهل تتصورون معي أن شاعرًا، لا سمحَ شيطانُ شعره، يصدرُ عن غير القيم؟ ولا أعني باللفظة هنا تلك المنظومة من المناقب الدينية والاجتماعية التي تشكل جزءًا من تراثنا الحضاري غير المادي، فعندي أن القيم الإنسانية في الشعر تتجاوز الفضيلةَ إلى لواعج النفسِ البشرية بتجلياتِها وتعبيراتِها كافةً، ولهذا لا أكتمُ كم طاب لي أن أقرأ مقالة عن البعد الأخلاقي في شعر الحطيئة، وكتابًا عن الغزل العذري في شعرِ أبي نواس، وفي يقيني أن الجهود النقدية في مثل هذه العناوين أكثرُ مشقةً من سواها في عناوين الفضيلة”.
أضاف: “أما يسرى فحملت مشقةً أخرى أشدَّ عناءً وأوسعَ سهرًا، حين راحت تقطف الرحيقَ عن نسائم كتابين فقط لشاعر الكورة الخضراء، وتجمعُه كثيفًا في قارورة من ورق. ذلك أن تحريَ القيم في شعر عبدالله شحادة ورصفَها في ما دون المائة من الصفحات، ليس بأمر سهل على الإطلاق، فمسيرة الرجل عيشًا ومهنةً وقصيدًا، كانت كلُّها معجونةً بالقيم. لكن يسرى استطاعت بمنهجيتِها الأكاديمية، ولغتِها الشاعرية أن توجزَ كرومًا في كأسٍ، بمقارباتٍ بليغةِ المحتوى، فيها من النقد والأدب المقارن والفلسفة والتاريخ وعلم الاجتماع ملامحُ لن تخفى على القراء”.
وتابع : “أنا بالطبع لن أغوصَ في المضمون. لكنني لا أتمالكُ نفسي من مشاركتكم ملاحظةً شكلية عرضت لي، وهي أن يسرى جعلت كتابَها من فصلين هما: قيم المجتمع والوطن، وقيم الإنسان والجمال، وهذا بالطبع من أثر المنهجية في صنيعِها. لكنني أسأل: هل تعمّدت عن سابق قرار وتصميم، أن تفصل بين الإنسان والوطن، كما هو واقعُ الحال في بلادِنا، وتجعلَ كلًّا منهما غريبًا عن الآخر؟ أيًّا يكن الجواب فلا شك عندي في أن الكتاب إضافةٌ إلى أدبنا اللبناني الرفيع الذي ما زال بحاجة إلى أن نلقي الضوءَ أكثرَ فأكثر على أعلامٍ منه صنعوا له مجدًا وظلوا في حياتِهم، وربما بعدَها، خالين من ذكرِ مجدٍ على ألسنة الأجيال الطالعة. وفي هذا تقصير على مستوياتٍ عديدة رسميةٍ وخاصة. أما عبدالله شحادة الذي ترك تراثًا ثمينًا من عملٍ تربوي وكتابات شعرية، فقد قيِّضَ له أن ينظم الله فيه قصيدة من مرفَّهِ الشعر عنوانها “ميراي”، فيها اختُزِن مجدُ الحرف ووداعة البرِّ وكرامةَ العطاء”.
وختم بتحيات الوزير المرتضى.
واختتمت الندوة بكلمة شكر وقصيدة من الدكتورة البيطار.