قال عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله، في احتفال تكريمي أقامه “حزب الله” لشهيده القائد على طريق القدس حسن حسين سلامي، في حسينية بلدة خربة سلم، بحضور عضو الكتلة النائب أمين شري وعلماء وفاعليات وعوائل الشهداء وحشد من الأهالي: “إن العدو الإسرائيلي يحاول في هذه المرحلة تكثيف اعتداءاته واستهدافاته في لبنان وسوريا واغتيالاته لمقاومين وقادة ميدانيين أو استهداف المنازل والبنى المدنية، متوهمًا أنه بذلك قادر على إضعاف المقاومة أو جعلها تتراجع. لكن في هذه الاعتداءات وما أسفرت عنه أمس من استشهاد مدنيين، لن تؤدي إلاّ إلى جلب مزيد من ردود المقاومة بما يناسب لإلزام العدو عدم التمادي، وهو الذي لم يتعلَّم من تجاربه السابقة مع هذه المقاومة في حروبه ضدها، التي كانت تخرج من كلِّ حرب أكثر قوة وأشد صلابة، وأنَّ تضحيات مجاهديها تولّد أجيالًا جديدة من المقاومين والقادة، وهي بعد مئة وخمسة وأربعين يومًا تقاتله على حافة الحدود، وتوجّه ضرباتها لقواعده العسكرية ومقرّاته القيادية بدقَّة عالية، وترد على أي استهداف المدنيين بضرب المستوطنات، وخلال هذه المرحلة طوَّرت المقاومة من وسائل وأساليب التصدي للعدو، بما فيها إسقاط المسيرة، في إطار ابتكار أساليب جديدة للتعامل مع استباحة العدو للأجواء اللبنانية”.
وشدد فضل الله على أنَّ “الحرب في الجنوب مرتبطة بالعدوان على غزة من جهة وبتأمين سُبل الحماية لبلدنا من جهة أخرى، وعندما يوقف الاحتلال عدوانه على غزة تتوقف هذه الجبهة لأنَّها جبهة مساندة، وأمَّا تهديدات وزير الحرب بمواصلة استهداف لبنان، فإنَّ المقاومة ستتصدَّى لأي عدوان على بلدها، لإعادة إلزام الاحتلال بمعادلاتها التي حمت لبنان على مدى السنوات الماضية، ولديها من الإمكانات ما يجعلها قادرة على فرض ذلك، لأنَّها تخوض إلى اليوم هذه الحرب وفق معايير ووسائل محدَّدة، وتستخدم بعض ما لديها وفق ما تراه ضرورياً لمجريات الإسناد، وعندما يتمادى العدو ترد عليه بما يناسب”.
ولفت إلى أنه “في الوقت الذي تخوض فيه المقاومة حرب الدفاع عن بلدها وحماية شعبها، فإنَّها تتطلع دائمًا إلى معالجة القضايا الداخلية، بما يؤمن الاستقرار السياسي وانتظام عمل مؤسسات الدولة وفي طليعتها انتخاب رئيس للجمهورية”، وأشار إلى أن “حزب الله كان من دعاة إنجاز الاستحقاق الرئاسي من خلال التفاهمات الوطنية عن طريق الحوار الداخلي، وهو ما كان البعض يتمنّع عن القبول به ويُصر على معزوفته بتكرار عقد جلسات الانتخاب في المجلس النيابي، بمعزل عن أي تفاهمات مسبقة، ويرفض تلقّف أي مبادرة جرى إطلاقها في السابق. لذلك فإننا اليوم مع الحوار الداخلي غير المقيّد بأي شروط مسبقة، أو وضع فيتوات أو فرض خيارات محدَّدة، وكنَّا دائماً من المتجاوبين مع الدعوات للحوار غير المشروط، خصوصًا تلك التي كان يطلقها رئيس المجلس النيابي، ومعروف من كان يرفض ويعطّل أي مسعى في هذا المجال”.
وختم: “اليوم نؤكد من جديد على أهمية الحوار الداخلي وعلى ضرورة أن يكون جاداً بنية الوصول إلى نتائج متفاهم عليها لانتخاب رئيس للجمهورية، وأي مبادرة في هذا المجال عندما تُعرض علينا سندرسها بروح إيجابية، من منطلق الحرص على الوصول إلى نتائج تحقق مصلحة البلد”.