تحقيق نايلة عساف
التزام إيطاليا تجاه لبنان ليس حديث العهد، فهو يعود إلى ما يقارب الأربعة عقود، وتحديدا إلى أوائل الثمانينيات، عندما أرسلت إيطاليا جنودها إلى جنوب لبنان للانضمام إلى قوات “اليونيفيل” في عمليات حفظ السلام.
في عام 2015، ولدت البعثة العسكرية الإيطالية الثنائية في لبنان (MIBIL) في السياق الأوسع للمبادرات التي تروج لها “مجموعة الدعم الدولية” (ISG) والتي تضم، بالإضافة إلى الدول الأعضاء في المجلس الدائم للأمم المتحدة، ألمانيا، إيطاليا والاتحاد الأوروبي. ولم تدخر البعثة أي جهد لمساعدة القوات المسلحة اللبنانية والسكان المدنيين. في حين أن المهمة الموكلة إليها هي تنظيم وتنفيذ الأنشطة التدريبية والاستشارية للقوات المسلحة اللبنانية.
وفي السياق، تحدث قائد “MIBIL” العقيد ساندرو إيرفولينو إلى “الوكالة الوطنية للإعلام” مشيرًا إلى أن “الأنشطة التي تقوم بها MIBIL بالتعاون مع الجيش اللبناني تتعلق بشكل أساسي بالدعم في مجال التعليم والتدريب”.
وفي معرض مناقشة الثغرات المحتملة في التدريب، تحدث عن طرق التغلب على هذه القضايا الحاسمة، موضحا في هذا الاطار: “تقترح مهمتنا تنظيم دورات محددة في مجالات الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، والصحة، والدفاع الشخصي، والقنص، وتنفيذ العمليات في المراكز الحضرية وفي البيئات الجبلية والبحرية”.
وأكد إيرفولينو أن “الهدف الرئيسي لـ “MIBIL” هو تقديم دعم متواصل للقوات المسلحة اللبنانية، التي نعتبرها مؤسسة ذات مصداقية ومرنة، قادرة على تقديم دعم فعال للبنان، وخاصة في أزمة كتلك التي تمر بها البلاد حاليا”.
وبالنسبة إلى النشاطات المنجزة حتى الآن، كشف قائد “MIBIL” أنه “منذ عام 2015، تم تنظيم أكثر من 300 دورة لأكثر من 7000 مشارك”. وأضاف: “منذ العام 2023، تعمل MIBIL في مجال التعاون المدني العسكري، وفي العام الماضي، تم إنجاز 44 مشروعا في مجالات التعليم والصحة والزراعة”، مضيفا: “في هذا الظرف الصعب، توفر البعثة الرعاية الصحية مدعمة بنشر فريقين طبيين في المستشفى العسكري في بيروت”.
وتطرق إلى تجربته في لبنان، وقال إنه “بعد ستة أشهر من تعييني قائدا لـ MIBIL، أستطيع أن أقول بصراحة إن التعاون مع الجيش ممتاز على جميع المستويات، وإن العلاقات ودية وتعاونية تماما، مبنية على الاحترام العميق للطاقم الإيطاليين”، دون أن ينسى أن يشكر أسلافه على العمل الممتاز الذي أنجزوه حتى الآن وعلى المصداقية التي اكتسبتها البعثة في السنوات الأخيرة.
ثم تحدث بالتفصيل عن عمل “MIBIL”، وقال: “في نهاية كل نشاط تدريبي، تقوم فرقنا، بالتعاون مع الوحدات اللبنانية، بتحديد المعدات اللازمة من أجل زيادة القدرات العملياتية واللوجستية للجيش”، موضحًا أنه “يتم تبادل المعلومات مع القوات الإيطالية ووزارة الدفاع بحيث يمكن إدراجها في المشاريع التي تمولها إيطاليا بأموال مخصصة لتنفيذ قدرات القوات المسلحة للدول الشريكة”. وأوضح أن “التبرعات تتعلق بشكل أساسي بالمعدات المتخصصة والمركبات والمشاريع ذات الأهمية الكبيرة لـلجيش اللبناني”.
وردا على سؤال عن تعاون مع “اليونيفيل”، أشار إلى أن “MIBIL تعمل بشكل رئيسي في المنطقة الوسطى من البلاد، لذا فهي مختلفة عن تلك التي تندرج تحت اليونيفيل ولها مهام مختلفة”، مؤكدا أن “لا خيار محتملًا للتعاون مع القوات المنتشرة جنوب الليطاني الخاضعة لولاية الأمم المتحدة”.
وفي ما يتعلق بتقويمه لوضع الجيش اللبناني، تحدث قائد MIBIL عن “فترة النضال والصمود، تماشياً مع الوضع الاقتصادي في لبنان”. وقال بنبرة تفاؤل “ومع ذلك، فإننا جميعا معجبون بشكل إيجابي بالمستوى العالي من الاحترافية التي يتمتع بها الجيش البناني ونتطلع إلى المزيد من التحسينات في المستقبل القريب”. وكشف أنه “بالنسبة لعام 2024، سيزيد التدريب الذي تقدمه MIBIL بنسبة 15% ونحن نعمل بالفعل على خطة التدريب لعام 2025”.
أما عن الرسالة التي يود توجيهها اليوم إلى اللبنانيين وعناصر الجيش اللبناني، قال إيرفولينو: “أود أن أبعث برسالة أمل إلى اللبنانيين رغم الأزمة الخطيرة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط برمتها. أود أن أخبرهم أنه يمكنهم الاستمرار في وضع أكبر قدر من الثقة في الجيش اللبناني”.
وختم قائلا: “في الوقت نفسه، أود أن أؤكد لأصدقائي وأفراد الجيش اللبناني تقاربنا من خلال التأكيد مرة أخرى على مدى الفخر الذي يمثله لنا التعاون معهم”.