عقد لقاء “الهوية والسيادة” اجتماعه الدوري برئاسة الوزير السابق يوسف سلامة.
وبعد انتهاء الاجتماع ، قال سلامة في بيان : “تجاوز “لبنان الكبير” سن المئة عام في نهاية الربع الأول من القرن الحادي والعشرين مرهقا نحيلا، ساءت صحته وبنيته حتى وصل به الأمر إلى مشارف التحلل.
شعبه يخون بعضه، فئة تدعي حصرية الانتماء إلى الوطن، وأخرى تجاهر بحقها في امتلاك القرار من دون شورى، وآخرون يعيشون الزنى الوطني: شراكة في الانتماء وعينهم شاردة إلى خارج ما!.
الأمة تتآكل من الداخل حتى بتنا نتساءل أين مكامن الخلل؟ أفي الصيغة؟ أم في الدستور؟ أم في بنية الدولة؟ أم فعلا في استحالة البقاء معا على أرض واحدة نتيجة عطب في بنيتنا الإنسانية ونظرتنا إلى الآخر؟”.
أضاف :أسئلة مشروعة هزت وتهز مشاعرنا ووجداننا الوطني، غير أننا في لقاء الهوية والسيادة رفضنا الاستسلام والتسليم بالأمر الواقع، واعتبرنا أن الأوطان الحقيقية مهما واجهت من صعوبات، تقوى عليها وتقوم من سقطاتها، ولبنان جزء من التاريخ القديم والحديث ويختزل كل مقومات الحياة والصمود، وهو وإن تعرض لشهوة أو لغيرة الأقربين والأبعدين من جراء خصوصية أو فرادة يتمتع بها، لن تنال من عمق التزامه بالقيم وبالتاريخ طفرة من السياسيين خطفوا آمال شعبه في غفلة من الزمن، مستفيدين من ضعف في بنية الدولة، شرع أبوابه لكل غريب طامع أو قريب معتد، فتمكنوا من فرض منظومة صادرت قراره بغطاء دستوري، واستثمرت في تنوع شعبه ونقاط ضعفه من دون أن تدرك أن مناعة شعبنا في المواجهة تفوق قدرتها في العمالة، وأن وطنا أعطى الحرف وجامعة الحقوق في بيروت وطبع الكتاب وصدر للعالم نبي جبران وفلسفة نعيمه وصوت فيروز ووديع الصافي، هو وطن سيغلب الموت بالحياة وأبواب الجحيم لن تقوى عليه”.
وأكد سلامة اننا “في لقاء الهوية والسيادة، سنعمل على تحصين مناعتنا الوطنية من خلال طرح إصلاحات دستورية وبنيوية تعزز روح المواطنة، لنواجه معا يدا بيد، العواصف التي تجتاح بلاد المشرق، غير متجاهلين موازين القوى الدولية والإقليمية، وتأثيرها على الساحة اللبنانية، والتي سنتعامل معها بواقعية واحترام وندية، وليس كما درجت العادة في هذا الزمن الرديء، باستجداء وتسول وجهلٍ وعبودية، مؤمنين بالقول المأثور ” الحجر بمحلو قنطار”.
وأشار سلامة ان “اللقاء”، “لاحظ أن المناخ السياسي الإيراني بدأ يشهد تحولات إيجابية لمصلحة الاعتدال تجسدت في نتيجة الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي أتت متجاوبة مع المناخ الدولي وما لاقته من ترحيب من معظم الدول العربية مما جعلنا نأمل بأن ينعكس ذلك إيجابا على الوضع اللبناني”.