أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن “المطلوب منا جميعا زيادة وعي اللبنانيين لأهمية الكشف المبكر والوقاية من السرطان، وضرورة اتباع نمط حياة صحي وتجنب العوامل الخطرة”.
وشدد على ان “الحكومة تولي هذا الملف اولوية قصوى ونتعاون مع جميع المعنيين لتنظيم عملية الحصول على العلاج اللازم ضمن خطة تأخذ في الاعتبار الامكانات المتاحة والاولويات بالنظر الى الاعباء الكثيرة المطلوبة والامكانات المحدودة”.
أما وزير الصحة فراس الابيض فاكد ان “اجراءات وزارة الصحة العامة عبر برامج الرقم الصحي الموحد، وامان، وتتبع الدواء، ساعدت في ترشيد الإنفاق، والتأكد من وصول الدواء إلى مستحقيه، وحاضرا تقوم الوزارة بخدمة توزيع الدواء على ما يزيد عن ثلاثة عشر الف مصاب بالأمراض السرطانية او المستعصية شهريا، غير ما تغطيه من استشفاء وعلاج بالأشعة، في مستشفياتها الحكومية او الخاصة”.
مواقف رئيس الحكومة ووزير الصحة جاءت في خلال اللقاء الذي عقدته وزارة الصحة العامة ، برعاية رئيس الحكومة، في السرايا اليوم لمراجعة” الخطة الوطنية لمكافحة السرطان” التي كانت قد أطلقت في السادس من تموز 2023 وهي خطة خمسية حتى 2028 تتضمن كل المحاور اللازمة لمواجهة السرطان. تمثل المراجعة السنوية محطة مهمة لتعزيز مبدأ المحاسبة والشفافية وتقييم ما تم تطبيقه من الخطة وفعاليته.
كلمة رئيس الحكومة
والقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كلمة قال فيها:”قبل عام بالتمام إجتمعنا هنا لنعلن عن موضوعٍ يعني كل واحدٍ منا، وهو مكافحة السرطان، من خلال إطلاق الخطة الوطنية الخمسية لمحاربة السرطان 2023-2028.وها نحن هنا مجددا اليوم لاجراء المراجعة السنوية الأولى للخطة الوطنية. معروف أن مرض السرطان واحدٌ من أكبر التحديات الصحية التي نواجهها في عصرنا الحالي وأصبح سبباً رئيسياً للوفيات في كل أنحاء العالم وفي لبنان بشكل خاص”.
تابع: “ما يمكننا قوله في هذا الاطار إننا شهدنا تقدمًا في علاج السرطان وزيادة في نسب الشفاء، بفضل العلاجات المبتكرة. كما أن التقنيات الحديثة في التشخيص المبكر تمكن من اكتشاف السرطان في مراحله المبكرة، مما يزيد فرص العلاج الناجح”.
وقال:”حكوميا فاننا نولي هذا الملف اولوية قصوى ونتعاون مع جميع المعنيين لتنظيم عملية الحصول على العلاج اللازم ضمن خطة تأخذ في الاعتبار الامكانات المتاحة والاولويات بالنظر الى الاعباء الكثيرة المطلوبة والامكانات المحدودة. كما أن التعاون القائم بيننا وبين العديد من المنظمات والهيئات المعنية يساعدنا في تعزيز عمليات الاستجابة للحاجات الكثيرة في هذا الاطار”.
اضاف: ” المطلوب منا جميعا زيادة وعي اللبنانيين على أهمية الكشف المبكر والوقاية من السرطان، وضرورة اتباع نمط حياة صحي وتجنب العوامل الخطرة.كذلك فالمطلوب أن نعلّم الأفراد بأن لديهم قدرة كبيرة على التأثير في صحتهم والحد من احتمال الإصابة بالسرطان من خلال اتخاذ خطوات بسيطة مثل التغذية السليمة والممارسة الرياضية والامتناع عن التدخين”.
ختم:”نتمنى للجميع دوام الصحة وأن تستطيع باذنه تعالى ان نخفض اعداد الاصابات بهذا المرض وان نتمكن من تأمين العلاجات اللازمة للجميع ونتمنى لوزارة الصحة العامة والوزير الدكتور فراس الابيض التوفيق في تنفيذ الخطة الوطنية بما يحقق عدالة في العلاجات والوصول إلى الخدمات الصحية وزيادة توعية مجتمعنا لتقليص اعداد المصابين بالمرض”.
وزير الصحة
وقال وزير الصحة فراس الابيض في كلمته: “نلتقي اليوم لنحتفل بمناسبة مهمة في مسيرة مكافحة السرطان في لبنان – السنوية الأولى لإطلاق الخطة الوطنية لمكافحة السرطان. إن هذه المناسبة ليست مجرد ذكرى لعام مضى، بل هي شهادة على الالتزام الثابت لوزارة الصحة العامة لمواجهة هذا المرض الخبيث، حتى في ظل الأزمات العديدة التي تعصف بوطننا الحبيب”.
اضاف:” لقد كانت السنوات الخمس الماضية صعبة على لبنان، حيث واجهنا الانهيار الاقتصادي، والكورونا، وعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي، والآثار المدمرة لانفجار مرفأ بيروت. وادى الشح في توفر الموارد إلى معاناة المرضى في الوصول إلى علاجهم، من دواء واستشفاء. لكن اجراءات وزارة الصحة العامة عبر برامج الرقم الصحي الموحد، وامان، وتتبع الدواء ساعدت في ترشيد الإنفاق، والتاكد من وصول الدواء إلى مستحقيه، وحاضرا تقوم الوزارة بخدمة توزيع الدواء على ما يزيد عن ثلاثة عشر الف مصاب بالأمراض السرطانية او المستعصية شهريا، غير ما تغطيه من استشفاء وعلاج بالأشعة، في مستشفياتها الحكومية او الخاصة”.
تابع: “تشكل الخطة الوطنية لمكافحة السرطان بارقة أمل في زمن صعب، وتُظهر أن السرطان يظل في صدارة أولويات وزارة الصحة العامة. هذه الخطة شاملة، ولا تقتصر فقط على العلاج الآني. بل تشمل استراتيجية متكاملة حول السجل الوطني للسرطان، والوقاية، والكشف المبكر، والحياة ما بعد العلاج، والأبحاث والعلاجات الجديدة.
وقد لخص الدكتور طفيلي الإنجازات التي تم تحقيقها خلال السنة الأولى من هذه الخطة، واذا أضفنا إلى ذلك الزيادة التي اقرتها الحكومة ومجلس النواب لموازنة وزارة الصحة العامة مما مكنها من رفع التغطية لخدماتها الاستشفائية إلى ما يقارب مستويات ماقبل الأزمة وخاصة لأمراض السرطان، وانجاز مناقصات الدواء للأمراض السرطانية والمستعصية مع تحقيق خفض كبير في فاتورة الدواء، ما سمح بزيادة الكميات المشتراة، والتي يتوقع ان تبدأ الشركات المستوردة بتسليمها للوزارة قريبا، فضلا عن افتتاح سبعة مراكز جديدة لعلاج السرطان في مستشفيات حكومية، تضاف إلى ثمانية مراكز موجودة حاليا، وقرب إطلاق خط ساخن لمتابعة توزيع الادوية للمرضى، وبالإضافة إلى الخطوات المذكورة في الخطة للتنفيذ في السنة الثانية وما يليها، كل ذلك من شأنه ان يكون عونا للمريض في محنته، وخطوة مهمة في تقديم الرعاية المطلوبة لاهلنا المصابين بهذا المرض. وان وزارة الصحة لن تألو تقديم اي جهد لتحسين اوضاع مرضانا والوقوف إلى جانبهم”.
وقال: لا شك أن وضع الخطط وتنفيذها في ظل الأزمات وزمن شح الموارد مهمة شاقة، وهذا يبرز العمل الاستثنائي الذي يقوم به أعضاء لجنة الإشراف على الخطة الوطنية لمكافحة السرطان، ولجنة الأمراض السرطانية في الوزارة. إن التزامهم الثابت وعملهم الدؤوب كانا حجر الزاوية في ما انجز، وسوف ينجز باذن الله. وانا أوجه أعمق الشكر والامتنان لكل فرد منهم على تفانيهم وجهودهم. كما يجب علينا أيضاً أن نعترف بالدور الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني المحلية. إن جهودهم المستمرة لدعم المرضى، ونشر الوعي، والعمل على تحسين الرعاية الصحية لمرضى السرطان لا تُقدر بثمن. ولا ننسى الدعم المتواصل من شركائنا الدوليين. مثل منظمة الصحة العالمية، ومعهد كوري، ومستشفى سانت جود ومركز الأبحاث، وغيرهم، فهم كانوا ركائز مهمة في إنجاز الخطة، يقدمون الخبرات، والموارد. نحن ممتنون لشراكتهم ولدعمهم المستمر”.
ختم : “دعونا نعيد في وزارة الصحة العامة، مع كل شركائنا التأكيد على التزامنا الثابت لهذه القضية المهمة والنبيلة. ونتعهد بمواصلة العمل معًا، متجاوزين التحديات، ومحققين التقدم في معركتنا ضد السرطان. فبالعمل معًا، نضمن أن الخطة الوطنية لمكافحة السرطان ليست مجرد كلام على ورق بل حقيقة ملموسة، تجلب الأمل والمعافاة لجميع المصابين بهذا المرض”.
طفيلي
وقدم رئيس اللجنة المكلفة متابعة تطبيق “الخطة الوطنية لمحاربة السرطان” الدكتور عرفات طفيلي عرضًا فنيًا لفت فيه إلى الخطوات التي تم تنفيذها من قبل اللجنة العام الفائت كما عرض الخطة التنفيذية في العام المقبل وأبرز ما فيها “متابعة الرصد والمراقبة وتجميع المعلومات واستمرار التعاون مع الوكالة الدولية لبحوث السرطان وإنشاء اللجنة الإستشارية التي ستكلف جمع البيانات الضرورية المتضمنة الجنسية ونسبة الوفيات إذ إن وضع السياسات الصحيحة يبقى مرتبطًا بالبيانات الدقيقة”.
تابع:” ان الوزارة ستسعى سنة 2024-2025 إلى إرساء برنامج تعليمي في المدارس وتطوير فحوص سرطاني الثدي والرئة وإطلاق حملة توعية ضد سرطان البروستات وإنشاء اتحاد مكافحة التبغ ومواصلة العمل لتأمين الحصول على اللقاح ضد سرطان عنق الرحم بالإضافة إلى متابعة التنسيق مع مراكز الرعاية الأولية المنتشرة في مختلف المناطق اللبنانية”.
كما شدد على “العمل على تطوير العلاجات في مرحلة المرض وما بعده من خلال العلاجات التلطيفية سواء في المراكز الإستشفائية أم في المنازل، باعتبار أن مرحلة ما بعد الإصابة والإنتهاء من العلاج تتطلب الكثير من الدعم ليستعيد المريض دورة حياته الطبيعية”.
ولفت إلى “المحطات الأبرز التي شهدها العام الماضي من حيث حملات التوعية التي تركزت على التحذير من التدخين وزيارات توعوية لتلامذة المدارس وإنشاء شراكات مع معاهد سرطانية ومؤسسات بحثية ولا سيما معهد كوري للأبحاث وعلاج السرطان في فرنسا”.
الحضور
شارك في اللقاء رئيس لجنة الصحة النيابية بلال عبد الله والنواب ، أمين شري، فادي علامة، ، رئيس التفتيش المركزي جورج عطية، مدير عام تعاونية موظفي الدولة الدكتور يحيى خميس، المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا، ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتور عبد الناصر أبو بكر، المستشار في وزارة الصحة العامة الدكتور بيار عنهوري ورئيس اللجنة الوطنية المكلفة متابعة تطبيق الخطة الوطنية لمحاربة السرطان الدكتور عرفات طفيلي وحشد من الشخصيات الدبلوماسية والطبية وممثلين عن جمعيات معنية بمحاربة السرطان.
قدمت اللقاء الإعلامية بترا أبو حيدر.
شهادتا حياة
ثم كانت شهادة حياة للمواطنة لولو جبور البالغة من العمر32 عامًا والتي تم تشخيصها عام 2017 بأنها مصابة بساركوما عظمية (نوع من السرطان النادر الذي يصيب العظام). وقد لفتت إلى أنها عانت في بداية علاجها مشاكل التأمين كما أنها رفضت من أكثر من وظيفة تقدمت إليها بسبب إصابتها بالسرطان. وتوجهت إلى رئيس الحكومة طالبة منه العمل على وقف هذا التمييز الحاصل في حق مرضى السرطان، وشددت على “ضرورة تطبيق الخطة الوطنية للسرطان لأنها تعطي حلولا عادلة للمرضى”.
بدوره، قدم الشاب أحمد طه البالغ من العمر27 عامًا شهادته التي أوضح فيها أنه أصيب بسرطان الدم (لوكيميا) عندما كان في سن الثامنة، وقد كان محظوظًا لحصوله على العلاج الصحيح في المكان الصحيح حيث يعتبر بطلا من أبطال مركز سرطان الأطفال في لبنان وقد شفي كليًا من المرض. ولفت طه إلى أهمية المركز مؤكدًا باسم كل الأبطال البالغ عددهم ثلاثمئة وخمسين أنهم سفراء داعمون لبيتهم الثاني في ظل الأوضاع الصعبة الراهنة.
طاولة مستديرة
في الختام، كانت طاولة مستديرة عن كيفية تطوير علاجات سرطان الأطفال في لبنان من النواحي العلاجية والاستشفائية والمادية. شارك فيها الأطباء هنا شعار وميغيل عبود وبيتر نون وجان ميشون وسما جحا بإدارة المستشار في وزارة الصحة العامة بيار عنهوري.
تخلل اللقاء تكريم الدكتور عرفات طفيلي الذي تم تسليمه ميدالية معهد كوري فرنسا من الدكتور جان ميشون من معهد كوري.