كرمت “نقابة المدارس الاكاديمية الخاصة في لبنان” ومدرسة “النشء الحديث” في تعلبايا – قضاء زحلة، المربي إدمون خليفة، برعاية المدير العام لوزارة التربية والتّعليم العالي الدكتور عماد الأشقر، وبحضور النائبين بلال الحشيمي وسليم عون، محافظ البقاع القاضي كمال أبو جودة ممثلاً بوسيم شهوان، رئيس المنطقة التّربويّة في البقاع يوسف البريدي، نقيب المدارس الاكاديميّة الخاصة في لبنان الدكتور أحمد عطوي، نقيب المدارس الخاصة في الأطراف ربيع بزي، نقيب المدارس الخاصة في البقاع وبعلبك- الهرمل حلمي حميّة، ئيس “تجمع اتحاد المدارس الخاصة” نضال عبدالله، مقرر فرع رابطة التعليم الأساسي في البقاع نبيل عقيل، وفاعليات تربوية وبلدية واجتماعية.
وتحدث المسؤول الإعلامي في نقابة المدارس الاكاديميّة الخاصة المربي مصطفى أبو إسبر، فقال: “نلتقي وإيّاكم اليوم في هذا الصّرح التّربوي، الذي تم تأسيسه في العام 1961 لتكريم قامة من قامات التّربية والتّعليم في لبنان، المربي ادمون خليفة نائب رئيس النقابة، ونشهد بحضوركم مهرجان عرس التربيّة والتعليم وقدسية الكلمة القائمة على الأخلاق والمحبّة، وعلى الأمانة والإستقامة، والمُثل العليا، وقيم الإيمان والعدالة، وعمق الثّقافة التي من ثمارها الطّيّبة، إرتقاء الفرد والمجتمع والوطن”.
ونبه من أن “المدارس الخاصة المجانيّة في لبنان، تعاني اليوم الأمرين، من جرّاء تدني قيمة المساهمة المالية التي تدفعها الدولة بنسبة 95 % من قيمتها، الأمر الذي يهدّدها بالإقفال”.
بو عبود
وألقى رئيس ومدير المعهد الفنّي الأنطوني في الدّكوانة الأب شربل بو عبّود كلمة قدامى خريجي مدرسة النشء الحديث، فتوجه إلى المُكَرَم قائلاً: “كنت رجلاً مناضلاً في مضمار التربية والتعليم والعمل الإجتماعي، وكنت من أعمدة كاريتاس لبنان. كنت وما تزال منارة للعلم والثّقافة في عالم الجهل والإنحلال”.
الحشيمي
بدوره قال عضو لجنة التربية النيابية النائب الحشيمي: “المربي الفاضل الأستاذ إدمون خليفة، ربيت أجيالاً، وتركت أثراً لا يُمحى طوال أكثر من 60 سنة، أضأت فيها قاعات مدرستك، غرست في قلوب طلاّبك حب العلم والتّعليم، نؤكد على الدّور البارز الذي لعبته مدرستك في مستقبل طلاّبك، التي كانت ولا تزال منارة علم أضاءت دروبهم، تخرّجوا منها ليصبحوا اليوم منارة علم وذوي شأن كبير في المجتمع يساهمون في تقدمه وازدهاره”.
وأضاف: “يشرفني القول أننّي كنت لفترة من الزّمن، أحد طلاّب مدرستك، وهذا فضل أشكره وأعتز به؛ لقد أقترن اسم مدرستك باسمك في عقول النّاس بالعلم، يا له من وسام وفخر تستحقه”.
عواد
وألقى أمين سر نقابة المدارس الأكاديمية الخاصّة في لبنان عماد عوّاد، كلمة رئيس النّقابة، معتبرا أن “المربي والنقابي خليفة، اختصر في حياته تاريخ التّربية في لبنان، وقدّم الكثير من العطاء والجهد في سبيل بناء الأجيال وتطوير التّعليم. إنجازاته لا تعد ولا تحصى، لقد ساهم في تحسين البيئة التّعليميّة، ورفع مستوى الأداء الأكاديمي، وتطوير البرامج التعليميّة، فهو المدير القادر، والمعلم النّاجح، والمربّي الفاضل، والإداري اللاّمع”.
الأشقر
وأكد الأشقر أهميّة التّعليم والعلم، وقال: “لا يوجد كلام يفي المعلم حقّه، إنّما يُكتَب له بسجل سماوي أجمل حروف وأفضل كلمات وعبارات. كل النّاس الذين حضروا في هذا المكان خطباء وحضورا يدلون بشهاداتهم الإيجابية بحقك، هذا دليل إنّك كنت الأب وتبقى كذلك”.
وتابع: “كنت أستقبلك بمكتبي وعندما أراك كان ينشرح قلبي، ويكبر صدري. تعلمت منك عدم وجود المصاعب، فأنت وقعت وإنكسرت، ورجعت ووقفت على رجليك، أحيّي فيك الإرادة والعزيمة، أنت نسر يا إدمون”.
وأردف: “درجت العادة أن نكرم النّاس بعد رحيلها، أما اليوم فنحن نكرمك بحياتك، لنقول لك شكراً، 63 سنة من الصبر في التعليم ليست سهلة، هي أمر عظيم. الحرب تستمر لأسبوع او أسابيع او لشهر او لأشهر، أو لسنة أو عدة سنوات وتنتهي، إما التّعليم فهو حرب مستمرة. سلاح الحرب رصاص وطائرات ومدافع، وسلاحك كان العلم والتّعليم. وستبقى عنوانا ومثالاً لنا، فنحن اليوم بحاجة لأمثالك”.
وأضاف الأشقر: “نحن بصراع في لبنان، حتى نحافظ على إستمرار مدارسنا بالعطاء، ولتبقى صامدة، ولكي تظل التربية قائمة. رأسمالنا في لبنان التربية والتعليم، يحاولون أن يهدّوا التربية بكل الوسائل، ونحن نقف ونواجه، ولن نسمح لأحد بأن “يهد” التربية ويوقفها، وأول رد على الذين يريدون “هد” التّربية، كان أجراء الإمتحانات الرّسمية، كانت التحدّي كبيرا، وأجرينا الامتحانات في كل لبنان، وبخاصّة في الجنوب”.
وختم: “هذا اوّل تحد لنا، في كل مرّة كانت إسرائيل تضربنا، كنا نقفل مدارسنا ونجلس بالبيوت، هذه المرّة هم أقفلوا مدارسهم ، وبقيوا في بيوتهم، ولم يجروا إمتحانات… أما نحن فقد أجرينا امتحانات رسمية في الجنوب وبكل لبنان”.
خليفة
وألقى المكرّم إدمون خليفة، كلمة شكر وتقدير لكل الذين تحدّثوا ونظّموا الإحتفال، مضيفا: “أسافر إلى الوراء أعواماً طويتها من عمري العملي، تزيد عن الستين، عدت اليكم في تموز الحصاد، حاملاً على منكبيّ، أعباء وغلال السنين، أطرحها أمامكم عربون محبّة وتقدير، وترحاب ووفاء، في موسم الوفاء، لأهل الوفاءَ وفي يوم الوفاء”.
وتوجّه إلى المدير العام لوزارة التّربية قائلا: “إنّ الوطن على حافّة الزّمن، كنتم الرّبان الواعي والشجاع، تبحر في الإعصار، بمصداقيّة ورجولة، ونجحتم بإرساء سفينة التّربية على شاطئ الأمان… كنتم أكبر من التّحديّات، كنتم كرة البلور التي تعكس أضواءها على الجميع”.
وفي نهاية الإحتفال، قدمت “نقابة المدارس الأكاديمية الخاصة”، درعين تكريميتين لخليفة والأشقر.