أحيا الحزب السوري القومي الاجتماعي الذكرى الخامسة والسبعين لاستشهاد مؤسسه أنطون سعاده باحتفال حاشد في دار سعاده الثقافية الاجتماعية – ضهور الشوير، شاركت فيه جموع من القوميين وفصائل رمزية من النسور والأشبال. حضر الاحتفال ممثل رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب محمد خواجة، نائب رئيس مجلس النواب إلياس أبو صعب، نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال سعاده الشامي، نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي إلى جانب رئيس الحزب أسعد حردان ورئيس المجلس الأعلى الأمين سمير رفعت وقيادة الحزب، سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية مجتبى أماني ممثلا بالمستشار السياسي ميثم قهرماني، سفير فلسطين أشرف دبور ممثلا بمسؤول العلاقات الوطنية في لبنان وعضو إقليم حركة فتح الدكتور حسن الناطور، وعدد من النواب الحاليين والسابقين والوزراء السابقين والأمناء العامين للأحزاب والقوى الوطنية والقومية، القائم بأعمال السفارة السورية في لبنان الدكتور علي دغمان ممثلا بالمستشار شادي إبراهيم، وممثلون عنها وعن الفصائل الفلسطينية والمؤسسات والجمعيات الأهلية والاجتماعية والإعلامية إضافة إلى رؤساء وأعضاء مجالس بلدية ومخاتير وجمع من الشخصيات والفاعليات.
بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد الحزب السوري القومي الاجتماعي، ودقيقة صمت تحية للشهداء، وألقى عميد التنمية الإدارية في الحزب أنطون سلوان كلمة تعريف وترحيب، وألقى العميد الدكتور علي الحاج حسن قصيدة من وحي المناسبة.
مرهج
ثم ألقى الوزير السابق بشارة مرهج كلمة قال فيها: “استشهد سعاده وفاء لعقيدته وحزبه وقضى بعد أن تجمعت ضده قوى استعمارية ورجعية عربية رأت فيه خطرا على مصالحها الضالعة، خصوصا أنه رفض الاستسلام للهزيمة والنكبة عام 1948 وشرع في إعداد حزبه لمواصلة النضال ومقاومة الاحتلال في الوقت الذي كان فيه معظم القادة العرب يفتشون عن مقعد لهم في نظام التبعية والانحطاط”.
ولفت إلى أنه “على الرغم من انغماس حزب سعاده بعد رحيله بالسياسات المحلية والمنافسات العارضة، إلا أنه سرعان ما نهض من كبوته ليشارك في النضال الفلسطيني الذي هبت رياحه عام 1965 وبدأ يتصاعد في فلسطين والبلدان المحيطة بها” وقال “لقد كانت أفكار سعاده وطروحاته الثورية ودروسه العملية مزروعة في أرض خصبة سرعان ما أنبتت المناضلين والقادة الميدانيين الذين التحقوا بالحزب المشارك في الثورة الفلسطينية الظافرة، وأصبحوا منارات في مسيرتها الصعبة يقاومون العدو الصهيوني ويصدون اعتداءاته بالاشتراك مع مناضلي الحركة الوطنية اللبنانية”.
أضاف: “ولما أصيبت الثورة الفلسطينية بالجمود إثر تفاقم الخلافات العربية واشتداد الضغوط الخارجية عليها وانتشار الأمراض الذاتية في داخلها كان حزب سعاده في طليعة الأحزاب التي هبت لرأب الصدع وتصويب الطريق وتوجيه البندقية إلى حيث يجب أن توجه. وعلى وقع الشهادة الحية التي كرسها سعاده يوم 8 تموز 1949 اندفع مئات المناضلين من حزب سعاده لمفاجأة العدو باللحم الحي، ما هز كيانه وزلزل أركانه وفتح طريق الانتصار عليه في 25 أيار عام 2000، كما في تموز 2006، كما اليوم في غزة المناضلة التي يستشهد أهلها وأطفالها ومقاوموها يوميا بالعشرات دفاعا عن الحق الفلسطيني ودفاعا عن المستقبل الفلسطيني الذي عقد اتفاقا مع نفسه ومع القدر لكسر الإرهاب الصهيوني ودحر الوجود الاستعماري وإقامة الدولة الديمقراطية المستقلة على أرض السلام والقداسة أرض فلسطين التاريخية”.
“الاتحاد”
وألقى رئيس حزب الاتحاد النائب حسن مراد كلمة قال فيها: “نبقى في تموز الذي خلد سعادة في انتصارات أثبتت أحقية رؤيته للصراع مع الكيان الصهيوني. ففي تموز سقط من لبنان مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي لم يحمل معه إلا الفتنة والتفتيت للمنطقة. وفي تموز انتصرت إرادة المقاومة واستطاع خطها أن يرسي معادلة الردع بالقوة، معادلة أن العين بالحق تقاوم وتنتصر على ألف مخرز”.
ورأى أن “عملية طوفان الأقصى التي قام بها المقاومون في فلسطين، نقلت الفكر المقاوم من الردع إلى الهجوم الذي باغت العدو ومن يدعمه وأذهلت بقوتها وحجمها ما يختزنه أبناء شعبنا من طاقات وايمان وصلابة في مواجهة العدو الذي يحتل أرضنا ويجعلها سجنا كبيرا لأبنائها الأصليين واستنفرت الدول الاستعمارية الداعمة للمشروع الصهيوني كل قواها وأجهزتها وعملائها، فكان الدعم غير المحدود بالسلاح والعتاد والإعلام الذي حاول أن يجعل من الجلاد ضحية. لكن آذان المجاهدين كانت تسمع فقط صوت فلسطين وتعلي رايات التحرير وتعلن بداية عصر جديد ثبت فيه الكيان الغاصب أنه أوهن من بيت العنكبوت “.
أضاف: “ونحن في لبنان لم نترك فلسطين يوما ولن نتركها وأثبتت مقاومتنا البطلة في جنوبنا الصامد جهوزيتها للمساندة وأذاقت العدو مرارة الخسائر. وها نحن نرى اليوم أبطال محور المقاومة يسجلون في كل ساعة فعل الوفاء لفلسطين والانتماء لقضايا الحق والعدل وردع العدو الذي لم يستطع طوال تسعة اشهر أن يحقق إنجازا سوى المجازر وقتل الأطفال وتشريد العائلات وتجويع الآمنين”.
وأكد “أن القوة هي السبيل الوحيد للحرية”، مشيرا إلى أن الحرب مع الأعداء طويلة وتحتاج الى الوعي كما تحتاج إلى القوة وإلى التكاتف والتضامن والوحدة كما تحتاج الى التعبئة القومية ورفض الحياد في الصراع مع العدو”.
وختم: “ما أحوجنا اليوم في لبنان إلى الإجماع الوطني. مشروعية مقاومة العدو الذي لن يوفر أحدا من عدوانه في سبيل تحقيق مشروعه الكبير بقيام كيانه على كامل التراب العربي تحقيقا لرؤية من أطلق الفكر الصهيوني. أننا أقوياء بحقنا، أقوياء بفكرنا، أقوياء بمقاومتنا وجيشنا وشعبنا أقوياء بشهدائنا والجرحى. نحن أقوياء بعلاقتنا مع سورية التي تشكل الحضن العربي لكل مقاومة ضد الاحتلال”.
“أمل”
كلمة الحركة ألقاها عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب محمد خواجة، نقل في مستهلها تحيات الرئيس بري وقيادة الحركة والرئيس ميقاتي إلى رئيس وقيادة ومناضلي الحزب السوري القومي الاجتماعي.
وأشار إلى “أن رؤية سعاده الفكرية ارتكزت على ثلاثة أقانيم الوحدة والنهضة والمقاومة”. وقال: “نحن في حركة أمل بقيادة الرئيس نبيه بري نعتز بالعلاقة الوثيقة التي تجمعنا، مع حزب أنطون سعاده على قاعدة العداء الوجودي لإسرائيل ومجابهة مشاريع التقسيم والفدرلة والغيتوات”.
ولفت إلى إن “عملية طوفان الأقصى، وما تلاها من حرب الإبادة الأميركية الإسرائيلية بحق أهالي قطاع غزة، أحدثت انعطافة كبرى في مجريات الصراع ضد كيان العدو. لقد هزت مفاعيل تلك العملية والصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية ركائز هذا الكيان، وفضحت هشاشته وعجزه عن تحقيق أي من أهداف الحرب الرئيسة، بعد مضي أكثر من تسعة أشهر. رغم جسور الدعم الجوي والبحري اللامحدود من الولايات المتحدة ودول الغرب”.
وأكد “أن وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة هو مفتاح توقف كل جبهات الإسناد، ومن بينها الجبهة اللبنانية. وهذا ما تبلغه جميع الموفدين الأجانب الذين تقاطروا إلى بيروت، خلال الأشهر الماضية، من الرئيس نبيه بري الذي يخوض مفاوضات شاقة أشبه بحرب سياسية دبلوماسية، لا تقل ضراوة عن الحرب العسكرية. وقد تبلغ هؤلاء الموفدون الذين أتوا حاملين السردية الإسرائيلية من الصراع، وأولهم آموس هوكشتين تمسكنا بالقرار 1701، مع التشديد على إلزام الجانب الإسرائيلي التقيد بمندرجاته ووقف الخروق الجوية والبحرية. وكذلك تمسكنا بحق استرجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر والنقاط الحدودية المختلف عليها. وهذا أمر لا جدال فيه”.
وفي الموضوع الرئاسي، رأى “أن لا حل إلا بالحوار والتوافق، لأن تركيبة المجلس النيابي الحالي لا تتيح لأي فريق منفردا إيصال مرشحه إلى قصر بعبدا، وهذا ما دلت عليه نتائج جلسات الانتخاب السابقة. ولو تلقف الرافضون للحوار مبادرة الرئيس بري التي أطلقها في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر في 31 آب الماضي، لانتخبنا رئيسا خلال عشرة أيام، ولكان لدينا اليوم حكومة كاملة الصلاحيات”.
المطران حنا
وكانت كلمة مسجلة لرئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا قال فيها: “في يوم الفداء القومي ومرور 75 عاما على استشهاد مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي الشهيد أنطون سعاده، يطيب لي أن أبعث إليكم من القدس بهذه الرسالة مقدما التحية والوفاء لروح قائدنا وزعيمنا ومؤسس الحزب الذي قتل جسدا ولكن الأعداء لم يتمكنوا من قتل الرسالة التي كان يحملها وينادي بها”.
وأضاف “في هذه الأيام من واجبنا جميعا أن نلتفت إلى غزة، وأن ننادي جميعا بوقف هذه الحرب، بوقف هذه الآلام والأحزان والمعاناة، التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني”.
وختم: “أما أنت أيها الشهيد والشاهد والمناضل والمجاهد أنطون سعاده، فمن أجلك نضيء شمعة في كنيسة القيامة مع تمنياتنا بأن يكون هذا النور نورا للأمم مزيلا للظلمات، مزيلا للأحقاد، مزيلا لكل المظاهر السلبية التي نعيشها في هذا المشرق”.
“البعث”
أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان علي حجازي أشار في كلمته إلى أن “هناك اشكالية اساسية في مقاربة خصومنا واعداؤنا للمعركة معنا، هم يعتقدون أنهم بقتلنا يقتلون فكرنا، ويقتلون عزيمتنا، ولكنهم قتلوا انطون سعاده ولكن لم يقتلوا فكره وعزيمته”.
أضاف: “قتلوا قادة كبار خلال الصراع الطويل، في لبنان، وقاتلوا سورية وقتلوا قيادات سورية، وقاتلوا قادة للمقاومة في فلسطين وفي كل ساحات المقاومة ولم نستسلم بل سنبقى صامدين منتصرين لأننا اصحاب حق واصحاب قضية اما هم فقتال قضية ومطبعين ومتآمرين. إذا يقاتلون اليوم ومنذ اشهر في فلسطين وكانت الخلاصة أن المقاومة فكرة والفكر لا يموت وكل الاحزاب الوطنية والقومية فكر لا يموت، فكر انطون سعاده لا يموت ولو رحل بالجسد. سأستعير من اقوال انطون سعاده “إن الحياة وقفة عز فقط” وهذا ما فعلته المقاومة في لبنان منذ البداية وكذلك المقاومة الفلسطينية في فلسطين، ولو لم نقف وقفة العز كمقاومة هل كنا سنحقق النصر؟ ولو لم تقف سورية في وجه التكفير والقتل وتصمد شعبا وجيشا وقيادة أين كنا قد اصبحنا، وكذلك في العراق وفي إيران، إذا أن الحياة وقفة عز فقط. واخيرا في ما يتصل بالنظام في لبنان فجميعنا متفقين أنه يحتاج إلى إعادة صياغة وتبدأ هذه الصياغة في تطوير قانون الانتخاب، هذا القانون الذي ينتج لنا مشاريع نواب تشكل زعامات زواريب، ومن هنا يبدأ البحث عن حل حقيقي”.
وختم مشددا على “دعوة الاحزاب الوطنية والقومية الى رص الصفوف في وجه المؤامرة الكبيرة التي تستهدف كرامتنا وأمتنا وتوحيد صفوفنا علنا نصل الى صياغة ورقة مشتركة نقدم فيها رؤيتنا”.
“حزب الله”
وألقى كلمة “حزب الله” عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب إبراهيم الموسوي فقال: “سعاده من أوائل الذين نظروا وحذروا من الخطر الصهيوني والتصدي للتقسيم والتفتيت ومؤامرات سايكس بيكو. إننا كمقاومة في لبنان نقدر عاليا، ونعتز كثيرا بالإرث الفكري النضالي الذي تركه سعاده، ونفهم بعمق أي وعي إستراتيجي أراد أن يزرعه في عقول وأوراح أبناء الأمة، لذلك أيها القوميون نحن نعتز ونفتخر بكم ونتكامل معكم في معركة الوجود ضد الصهاينة وأسيادهم وأذنابهم. كنا سويا وسالت الدماء وامتزج ضد التكفيريين وسنكون سوية في كل الحروب من أجل الأمة ومن أجل فلسطين”.
وأكد “أن المقاومة اليوم هي المعادلة الكبرى وهي نهر أبدي سرمدي أزلي يمتد منذ اللحظة الأولى التي التزم فيها أول إنسان بالحق والعدل والخير والجمال وستنتهي بأخر إنسان يحقق النصر، هي مقاومة القوميين والبعثيين والفلسطينيين والعرب والشيوعيين وكل الأحرار”.
وتابع: “اليوم بعد تسعة أشهر على بدء طوفان الأقصى نؤكد أنه لا يمنع أو يردع “إسرائيل” قرارات أممية ودولية، وإنما وجود أقوى قوة جوية وطنية عربية المتمثلة بالمسيرات التي تريد قتال إسرائيل وتحرير لبنان وفلسطين. والمقاومة اليوم تمتلك قوة مدفعية وسلاح بحرية وقدرة برية، لذلك فإن النصر مكتوب على الجبين ويحتاج إلى صبر ويقين وقريبا سنحرر فلسطين”.
رئيس القومي
وفي الختام ألقى حردان كلمة قال فيها: “ونحن نحيي يوم الفداء والوفاء هذا العام، تواجهنا تحديات كبيرة وخطيرة، ليس على مستوى المعركة الحاصلة مع عدونا الغاصب وحسب، بل على مستوى كل جهات التربص ويلا بشعبنا وبلادنا. حرب الإبادة الصهيونية بحق أهلنا في فلسطين، هي ذاتها العدوان المتواصل على لبنان والشام وهي ذاتها تتجسد بمحاولات إضعافنا في دولنا القومية والعلم العربي من خلال مشاريع هدامة بأدوات داخلية تنأى بنفسها عن المصالح الوطنية العليا. الحرب على غزة، كما العدوان على كل مدن وقرى فلسطين المحتلة، وعلى جنوب لبنان وعلى مناطق سورية عدة، هي لكسر إرادة المقاومة في أمتنا، وهي حرب متواصلة منذ اغتصاب فلسطين”.
ورأى أن “عناصر التآمر تتفكك، فالعديد من دول الحرب على سورية، تنسحب تباعا، والقوى الإرهابية التي استخدمت في هذه الحرب، اندثر منها الكثير وما تبقى هو على شفير الاندثار، لكن الحرب لا تزال مستمرة، من خلال الحصار الاقتصادي الجائر، ناهيك عن أن قوى الاحتلال تنهب خيرات سورية قمحا ونفطا وثروات”. وأكد “أن مواجهة الحصار والتجويع، تتطلب تساندا اقتصاديا على صعيد دول المشرق التي تجمعها دورة حياتية واقتصادية واحدة، وهذا هو جوهر مبادرتنا لقيام مجلس تعاون مشرقي”.
وأردف: “الحرب على سورية، لأن سورية تحمل قضية فلسطين وتشكل حاضنة للمقاومة في أمتنا، ولأنها تمسكت بالحق والسيادة والكرامة، وقررت أن تصمد وأن تواجه، فتحية من حزب سعاده إلى سورية الأبية بجيشها وشعبها وقائدها الشجاع. كما أن صمود شعبنا في غزة وفلسطين وفي جنوب لبنان، وما تسطره مقاومة شعبنا من ملاحم بطولية في الميدان، شكلا هزيمة مدوية للعدو الغاصب، وهو يقف عاجزا متهالكا ومترنحا، في أطول حرب يخوضها. فتحية إلى أبناء شعبنا في غزة وكل فلسطين وتحية إلى أهلنا في جنوب لبنان، وتحية إلى المقاومة في فلسطين وإلى المقاومة في لبنان التي تواجه العدو ببسالة وتفرض المعادلات التي تحمي لبنان وتنصر فلسطين. ونتوجه بالشكر الكبير إلى الدول التي وقفت إلى جانب حقنا في الدفاع عن أرضنا وشعبنا، ونخص روسيا الاتحادية والصين الشعبية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وجنوب أفريقيا وغيرها من الدول الحليفة والصديقة”.
ولفت إلى “أننا في خضم مواجهة مصيرية، يراكم فيها العدو جرائمه الوحشية بحق الأطفال والنساء والشيوخ، وهي جرائم موصوفة هزت ضمائر شعوب العالم”، مشيرا إلى أن “البعض في لبنان يضيع البوصلة، ويستنكف القراءة في كتاب الكرامة الوطنية، ويحفظ فقط أرقام قرارات دولية مشبوهة لا تصب في مصلحة لبنان بل تعرض وحدته وسلمه الأهلي للخطر. وهذا البعض يقدم عن قصد أو عن غير قصد خدمة للعدو حين يصوب على المقاومة وسلاحها، بوصفها واحدة من أهم مكامن قوة لبنان”.
وأكد “أهمية دور الجيش اللبناني ومهامه الوطنية في تحصين استقرار لبنان والدفاع عنه”، كما أكد ضرورة تأمين كل احتياجات مؤسسة الجيش، ولا سيما حاجتها للأسلحة المناسبة لردع العدوانية الصهيونية”، موجها “التحية إلى الجيش اللبناني، قيادة وأفرادا، لأنه يشكل ضمانة وحدة لبنان”. ورأى أن “الذين يتوهمون الإتيان برئيس للجمهورية بسيف العقوبات الدولية، أو تحت ضغط الترغيب برشاوى الدعم المالي، عليهم أن يعيدوا النظر في خطابهم ومواقفهم، فانتخاب الرئيس يخضع لاعتبارات ومصالح لبنانية صرفة ولمواصفات وطنية أساسها صون الدستور، أي صون وحدة لبنان وسلمه الأهلي وعناصر قوته المتمثلة بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة”.
وأشار إلى “أن أداة تعطيل انتخاب الرئيس، هي هذه التركيبة للمجلس النيابي الحالي التي انبثقت عن قانون انتخابي خالف الدستور ووضع البلد مجددا في مربع الاصطفافات الطائفية والمذهبية المولدة للأزمات”. وشدد على “أن لبنان قائم على فكرة الحوار”، معتبرا أن “رفض الحوار، هو تأييد لاستمرار الفراغ ودفع بإتجاه تحلل الدولة بكل مؤسساتها، وتهيئة لحرب داخلية يتحمل رافضو الحوار وزرها”.
واعتبر أن “ألف باء تحصين لبنان، قانون انتخابي يقوم على النسبية المكتملة وخارج القيد الطائفي وعلى أساس الدائرة الواحدة أو الدوائر الموسعة، وما عدا ذلك، إمعان في الفراغ وإيغال في الهدم”، مؤكدا أن “الإصلاح السياسي يبدأ بقانون انتخابي يوحد ولا يقسم، يرسخ الديمقراطية والمواطنة لا الطائفية والمذهبية”.
أضاف: “أما الأزمات التي تنشأ وتتربع على عرش التفاقم، ولا يستطيع أحد إنزالها. بدءا بتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية والاجتماعية (…) كل ذلك، لأن النظام الطائفي في هذا البلد، يريد فرض الخصخصة وتقاسم منافعها محاصصة بين الطوائف والمذاهب. وهذه عقلية لا تبني بلدا ولا مواطنة، بل تقيم فدراليات وتحول المواطنين إلى رعايا طوائف ومذاهب”.
ورأى “أن اللامركزية التي تطرح بدون مقدمات وبلا سقوف، هي تقسيم مقنع، نرفضه ونواجهه، لأننا حريصون على وحدة لبنان واللبنانيين، وأمناء على التضحيات التي قدمت في سبيل إسقاط مشروع تقسيم لبنان”، مشددا على أن “الدستور يجب أن يطبق كاملا، واللامركزية يجب أن تطبق في هذا السياق ووفق مبتغاها الإنمائي، لكن ليس قبل تطبيق كل المندرجات الإصلاحية التي نص عليها الطائف، وفي طليعتها قانون انتخابي يحقق صحة التمثيل ويرسخ عماد الوحدة”.
ونبه من أنه “إذا تركت الأمور لكي يأخذ كل فريق ما يناسبه ولا يناسب البلد، معنى ذلك أن لبنان في خطر، والمسؤولية هنا تقع على من يريد أخذ لبنان نحو الخطر ويهدد سلمه الأهلي ووحدته الوطنية”.
وخت: “إصرارنا على تطبيق الدستور، إصرار على التمسك بعناصر قوتنا، ورفض لمقولات الحياد والضعف. فالقوة أداة تحرير وانتصار وتقدم وازدهار، أما الضعف والحياد أداة ذل وخنوع”.