احتفلت جامعة القديس جاورجيوس في بيروت بتخريج الدفعة الأولى لطلابها في كلية الآداب والعلوم في اختصاصي علوم الحياة وتكنولوجيا المعلومات، في احتفال أقامته مساء أمس، في باحة مدرسة البشارة الأرثوذكسية في الاشرفية، برعاية وحضور متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده رئيس مجلس أمناء الجامعة.
كما حضر أيضا نائب رئيس مجلس الوزراء سعاده الشامي، وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال القاضي الدكتور عباس الحلبي، والنواب: غسان حاصباني، نقولا صحناوي، أغوب ترزيان، جان طالوزيان، إبراهيم منيمنة، مطران صور وصيدا للروم الارثوذكس الياس كفوري، الأب سمعان أبو حيدر ممثلا مطران جبيل والبترون وما يليهما للروم الارثوذكس سلوان موسي، المقدم فؤاد موسى ممثلا المدير العام للأمن العام اللواء الياس البيسري وأعضاء مجلس الأمناء ورئيس الجامعة، الوزير السابق طارق متري، نائب رئيس الجامعة الدكتور انطوان حداد، عميد كلية الآداب والعلوم البروفسور حنا فارس، عميد كلية الطب البروفسور اسكندر نعمه، رئيس جمعية القديس بورفيريوس جاك صراف، مدير عام مستشفى القديس جاورجيوس الدكتور مروان نجار، واهالي الطلاب وعدد من الاطباء والأساتذة والكهنة والشخصيات العلمية والاكاديمية.
استهل الاحتفال بدخول موكب الأساتذة و الطلاب، يتقدمهم الرئيس متري وأعضاء هيئة التدريس فالطلاب المتخرجون.
متري
بعد الصلاة والنشيد الوطني، أعلن عميد الطلبة الدكتور جورج كعدي أنعقاد التخرج ثم القى رئيس الجامعة متري كلمة جاء فيها:
“ببركة سيادة المتروبوليت الياس، مؤسّس جامعة القديس جاورجيوس وراعيها، نحتفل اليوم بكم ومعكم. ونسعد بما حقّقتم، بعد أعوام ثلاثة من العمل الجاد، بظل ظروف صعبة، وقاسية أحياناً، إمتحنت جهودكم ومثابرتكم.
تعرفون كلّكم أننا ما كنا لنصل إلى هذا اليوم لولا التعاضد القوي بين أجسام الجامعة المختلفة. وأصارحكم أني لم أعرف مثله سابقاً في حياتي الجامعية السّابقة والمهنية الأخرى. ولعلّ جامعتنا النّاشئة، وسط التردّي الذي يحيط بنا والقلق الذي لا يفارقنا، نمت بقوّة هذا التعاضد وكنتم أنتم، يا طلابنا، في صفوف البنّائين إلى جانب مجلس الأمناء والمسؤولين في الجامعة وأساتذتكم والإداريين والعاملين كافة. وتلازمت روح التعاضد مع إنفتاح على استقبال الأفكار الخلّاقة في غير مجال، ممّا ساعدنا جميعاً في التكيّف مع الضرورات، ومنها ما يتصل بضيق المساحة حيناً وضيق ذات اليد حيناً آخر. وكانت هذه الضرورات فُرضت علينا بفعل الإنهيار الاقتصادي والمالي في لبنان. صحيح أن الروح الخلّاقة ساعدتنا على التكيّف، إلّا أنها حفزت سعينا إلى التميّز ومراجعة الذات والتعلّم المستمر لا من النجاح والتقدم فحسب، بل من التردّد والتعثّر أيضاً. ولعلّ الكثير منكم يختبر ذلك في حياته، ويعتمر في قلبه الإيمان أنّ “الله لم يُعطنا روح الخوف، بل روح القوّة والمحبة والفطنة”.
فارس
ثم القى عميد كلية الآداب والعلوم الدكتور حنا فارس كلمة تحدث فيها عن “التنمية الشخصية من خلال الجهود و التعاون” و”الإنجاز ضمن إطار إنساني”.
كلمة الطلاب
ثم تكلم كل من الطالبة نور حميدي والطالب بترو منير ورديني كممثلين عن المتخرجين.
الحلبي
بعدها القى الوزير الحلبي كلمة جاء فيها: “إنني في هذه المناسبة أراهن على جامعة القديس جاورجيوس، وتطلعها إلى المستقبل بثقة. أحييّ الجامعة وأخص كلية الآداب والعلوم وعميدها وأساتذتها وهي تنطلق بثبات، وكلي أمل بأن تكون هذه الدفعة من المتخرجين الجامعيين في طليعة المساهمين مستقبلاً في نهضة البلد. وأتوجه إلى الطلاب المتخرجين لأقول لهم أني أحييكم وأشد على أياديكم إذا اخترتم إكمال تخصصاتكم أو انتقلتم إلى سوق العمل في لبنان أو في بلاد الله الواسعة. ولا أشك لحظة أنكم ستكونون من الرياديين في العطاء والانتاج في خدمة لبنان. وإن غادرتم لبنان فهو لا يغادركم. عودوا إليه لِبنائه ونهضته فأنتم أمل اليوم والغد ورأسمالنا البشري الذي نفتخر به”.
عودة
ثم كانت كلمة راعي الاحتفال المطران الياس عوده الذي قال:
“بِــفَــرَحٍ عَــظــيــمٍ نَــحتَــفِــلُ الــيــومَ بــتَــخَــرُّجِ الــدُفــعَــةِ الأولــى مِــنْ طُــلاّبِ جــامِــعَـــتِــنــا الــفَــتِــيّــة، جــامِـعــةِ الــقــديــسِ جــاورجــيــوس، الــتــي تَــنــمــو وتَــتَــوَسَّــعُ فــيــمــا وَطَــنُــنــا يُــعــانــي، ومــؤسَّــســاتُــه تَــخــبــو وتَــتَــحَــلَّــل.
إنّــه لَــمــؤْلــمٌ حَــقــاً أنْ نَــشْــهَـــدَ غُــروبَ شَــمــسِ لــبــنــانَ الــتــي كــانــتْ تَــشُــعُّ عــلــى مُــحــيــطِــه، وتَــدَنّــي مُــســتــوى الــسِــيــاســةِ والأخــلاق، وانْــهِــيـارَ الإقــتِــصــاد، وتَــراجُــعَ الـمُــؤسَــســاتِ الــوَطَــنــيــةِ، وتَــقَــهْــقُـــرَ الإداراتِ الـرَسْــمــيــةِ، وتَــبــاطُــؤَ الــتَــفــتــيــشِ عَــنِ الــحُــلــولِ، فــيــمــا لــبــنــانُ بِــحــاجــةٍ إلــى تَــضــاعُـــفِ جُــهــودِ كُــلِّ أبــنــائــه مِــنْ أجــلِ إعــادَتِــه واحَــةَ حُــرّيــةٍ وديــمُــقـــراطِـــيَــةٍ وثَــقـافَــةٍ وحِـوارٍ وتَــفـاعُـــلٍ وإشْـعــاعٍ وإبــداع. رجــاؤنــا أنْ يَــســتــفــيــقَ مَــنْ فــي يَــدهِــم الأمــرُ عـلـى واجِــبــاتِــهــم، ويَــبْــذُلــوا أقــصـى الــجُــهــودِ، بــأسْــلَــمِ الــنِــيّــاتِ، لإصْــلاحِ مــا قــد فَــسُــدَ، وإنــقــاذِ مــا يُــمْــكِــنُ إنــقــاذُه، ويُــعــيــدوا لِــهــذا الــبَــلَــدِ الــصَــغــيــرِ الــدَوْرَ الــكــبــيــرَ، والــصَــوْتَ الــمَــســمــوعَ، والــفــاعِـــلِــيَــةَ الــقُــصــوى”.
وختاما قدم رئيس الجامعة درعا تذكارية للمطران عوده، وتم توزيع الشهادات على الخريجين.