أطلق رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل سلسلة مواقف خلال افتتاح شارع المكتبة العامة في جزين بعد ترميمه، بحضور الرئيس العماد ميشال عون والوزيرين في حكومة تصريف الأعمال هنري خوري وهيكتور حجار والنواب السابقين امل أبو زيد وسليم خوري وابراهيم عازار، ورئيس اتحاد بلديات جزين خليل حرفوش وكوادر من “التيار الوطني الحر” وفاعليات جزينية وحشد شعبي.
وأكد باسيل أن “جزين كما الجنوب شاهدة على تزوير الحقائق مع كل منزل تدمر”، وأن “صمود التيار وأهله في الجنوب هو وقوف بوجه كل تقسيم”، مشددا على انه “وفي احلك الظروف نكون معكم ونقوم بالبناء لنعبر عن ارادة الصمود”.
وقال: “اسرائيل ليست قوية فقط بالجيش بل بالدولة، واذا هزمتنا اسرائيل بالعلاقات الخارجية فهي تعزز شعبها بالاقتصاد والمؤسسات، واذا حصل ذلك نكون انتصرنا او هزمنا؟”. وأضاف: “إذا هاجر شعبنا وتجمع شعب اسرائيل في “ارض الميعاد” هل نكون قد انتصرنا؟”.
وفي ملف ترميم الشارع قال: “نفتتح هذا المشروع لتأمين فرص عمل وغيرها وسيستكمل هذا المشروع بمرحلة أخرى بترميم الدرج و بمرحلة ثالثة هي النهر وصولا الى الشلال. وسيكون لدينا مشروع متكامل مع مشروع السد ليعزز أن تكون جزين عاصمة الجنوب، ولكن هذا لا يكفي اذ يجب أن يرمم الاهالي البيوت التراثية وينشئوا بيوت ضيافة، والتقدير لكل الجزينيين لتنفيذ هذا المشروع”.
وشدد على أن “المشروع تعبير عن فكرنا التنموي الذي نسعى الى تعميمه على مختلف المناطق وهو صورة عن لبنان، وكل مكان لا ينجحون فيه بأن “ما يخلونا” يحصل انماء مماثل”.
وفي الملفات الداخلية ذكَّر باسيل بدعوة “التيار” إلى “فصل المشاكل الداخلية عن مشاكل الناس”. ولفت الى ان “الخلاف مع حزب الله من إدارة الدولة ورئاسة الجمهورية والشراكة وكذلك الخلاف على وحدة الساحات، لم يغير موقف التيار لجهة أن اسرائيل عدو وحق المقاومة الدفاع عن لبنان، ولجهة أن قضية فلسطين هي قضية حق. هكذا كان موقفنا بحرب تموز وهكذا سيكون موقفنا اذا اعتدت اسرائيل علينا”.
أضاف: “ولكن انتم يجب أن تفرجوا عن رئاسة الجمهورية والفراغ أصبح قاتلا لشعبنا ودولتنا، وأقلعوا عن تغطية مخالفات الحكومة ومن دون مقابل، وافتحوا الباب للتشاور وللتفاهم الوطني على مرشّح ورئيس توافقي والاّ افتحوا باب مجلس النواب للتنافس الديمقراطي”.
وتابع: “نحن لن نغطّي اي كسر لإرادة الناس ولا اي تهميش لارادة المسيحيين، ومن يهدّدنا بأن يمرّ قطار التسوية من دوننا فنحن لا نخاف ان نكون خارجها لأنّها ستكون فاشلة وستسقط من دوننا، فلتسقط لوحدها من دون ان نسقط نحن معها”.
وقال: “نحن ناضلنا لاعادة المسيحيين الى الدولة وسنبقى نناضل لمنع إخراجهم من الدولة ومن يحاول أن يهمشنا هو الذي يدفع الى التقسيم، ولهذا نطالب بالاتفاق وقبلنا بالتشاور لهذا الهدف ومن يعطل التشاور من الجهتين يمنع وصول رئيس. ولا يفكرن أحد بأحلاف ثلاثية ورباعية ضد اي فريق، نحن مع تحالفات وطنية وليس مع احلاف طائفية، ولا يراهنن أحد على موازين قوى خارجية فمهما كانت قوّتها، لا تستمرّ فعاليّتها ان لم تكن محصّنة ومغطّاة بتوافق داخلي”.
وأردف: “اختلفنا مع الجميع بموضوع النازحين، ومن يريد أن “يتمرجل” اليوم كان ليفعلها في ٢٠١١ ومن هو حريص على العودة فليطبق القوانين الدولية. الأجنبي الذي يقول لنا اعتادوا نقول له فلتعتد أنت على فكرة انّ لبنان كان قبلك وباقٍ بعدك ونحنا مزروعون وباقون فيه وانت الراحل”.
وأكد باسيل أن “من يرفض اللامركزية بحجّة التقسيم فهو يتساوى بالجريمة مع من يريد استغلالها لتقسيم لبنان، ونقول من جزين لكل من يريد ضرب الوحدة الوطنية ولكلّ من يريد منع التطوّر الوطني، سنتصدّى للاثنين ولن نسمح للمغامرين ان يأخذونا الى خيارات مدمّرة”.
وفي موضوع حضور “التيار الوطني الحر” في جزين، أكد أن “المرحلة الأخيرة كانت خاطئة واخطأنا أن نتحمل مرحلة ما كان يجب أن نتحملها. انتهينا من العائق الذي منع أن نقوم بالتحالفات مع صيدا وجبل الريحان”. وتوجه الى “التياريين” بالقول: “في جزين نحن سوياً نعيد قوّة التيار وحضوره بكل الساحات، وهذا بفضل الأوفياء بالتيار وهم الاغلبية الساحقة فيه، امّا مجموعة قلّة الوفاء ونكران الجميل والتاريخ والنضال فهي صغيرة جداً وتنطفئ”.
وأكد أن “التيار يده ممدودة للجمع بين اللبنانيين وحان وقت انطلاقة جديدة عنوانها الانفتاح على الجميع، واليوم العودة إلى جزين من خلال الإنماء وغدا العودة ستكون من خلال النواب”.
وختم باسيل: “أنا أحمل اليوم سلاما لصيدا من جزين المتصالحة مع نفسها ومحيطها، جزين الشامخة بقلب الجنوب المقاوم بين البقاع المعطاء والجبل الحاضن، جزين الممدودة يدها لصيدا وجبل الريحان، صيدا رمز الاعتدال والانفتاح السني والانتماء للبنان”.
عازار
وألقى النائب العام للرهبانية الانطونية الاب بطرس عازار كلمة رئيس الرهبانية الانطونية المدبر العام جوزيف ابو رعد، فأكد أنه “بمبادرات كهذه نبني لبنان ونحقق مقولة البابا يوحنا بولس الثاني أنه رسالة حرية للشرق والغرب”، قائلاً: “هنيئاً لجزين والجنوب ولبنان بهذه المبادرة وتحياتنا تترافق مع صلوات ليحفظ الرب قادة لبنان والجنوب وجزين”.
أضاف عازار: “ان رعاية كثيرين لهذا الاحتفال هو استمرارية لمبادرات ستعيد لبنان إلى بهائه، فشكرا للرئيس عون ولباسيل لتتوسع على الوطن ويغار منها من يغارون، وشكرا من القلب على هذه المبادرة التي أفادت دير مار انطونيوس، فمشروع انمائي كهذا يعزز الإنماء والانماء هو اسم جديد لاقتلاع الفساد والتعاون وكل ذلك من أجل إحلال الخير العام بدل الصغائر”.
ابو زيد
ولفت رئيس “جمعية الأرض البيضاء” النائب السابق أمل ابو زيد في كلمة ألقاها الى أن “رئيس التيار النائب جبران باسيل هو صاحب فكرة ترميم شارع المكتبة، وسنباشر بترميم درج المنطقة ومجرى النهر، وسنعمل على مشاريع تساعد اهالي المنطقة ونقف الى جانبهم”.
ووجه ابو زيد تحية الى الرئيس العماد ميشال عون مشدداً على أنه “رمز للوطنية والشجاعة والقرار الحر”.
حرفوش
وكانت كلمة لرئيس اتحاد بلديات جزين خليل حرفوش، أشار فيها الى “اننا نستعين برئيس التيار لتحصيل حقوق جزين، بدولة القوي فيها يأكل حق الضعيف”.
وأكد أن “هذا هو مشروع الوزير باسيل وكل الشكر له وهو عاشق التراث والتاريخ وصاحب الرؤية المستقبلية، وهذا المشروع ما كان ليبصر النور لو لم يدرجه فخامة الرئيس عون على جدول أعمال آخر جلسة لمجلس الوزراء في عهده”.
أضاف: “نفتتح شارع المكتبة وآمل أن يصبح هذا الشارع سياحياً وتراثيا. وعدتكم اننا في كل عام سنفتتح مشروعا وهذا ما حصل”.