أعلنت رئيسة “مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة” النائبة السابقة بهية الحريري، إطلاق “معهد رفيق الحريري الفني” في حرم “ثانوية رفيق الحريري” في صيدا، واستقباله طلابه من خريجي صف التاسع الاساسي – البريفيه، بدءاً من العام الدراسي القبل في ثلاثة فروع للبكالوريا الفنية كمرحلة أولى، وهي: تكنولوجيا المعلومات والبرمجة والمحاسبة والمعلوماتية.
وتم إطلاق المعهد في لقاء عقد في قاعة المكتبة في الثانوية، بدعوة من “مؤسسة الحريري”، ورعاية بهية الحريري ومشاركتها ومديري مدارس وأساتذة، وطلاباً أنهوا البريفيه بنجاح من ثانوية الحريري ومدرسة “الحاج بهاء الدين الحريري” ومدارس أخرى وأهاليهم، في حضور عميد الشؤون الأكاديمية والعلاقات الدولية في جامعة بيروت العربية وعضو مجلس التعليم العالي الدكتور صبحي أبو شاهين والمديرة التنفيذية للمؤسسة الدكتورة روبينا أبو زينب ومديرة المعهد مديرة ثانوية رفيق الحريري نادين زيدان.
وتخلل اللقاء عرض للإختصاصات والبرامج المبتكرة التي يقدمها المعهد ومدى تلبيتها لإحتياجات الطلاب على الصعيد المهني وما يعتمده المعهد من تكنولوجيا ووسائل تعليم مهني متقدمة، وسبل الإفادة من التجارب التعليمية العملية، وتقديم التعليم المرتكز إلى الحياة المهنية ودعم كل طالب لتحقيق النجاح، فضلا عن إمكانية متابعة الطلاب لتعليمهم الجامعي بعد نيلهم الشهادة المهنية في هذه الإختصاصات.
الحريري
وفي مستهل اللقاء، قالت الحريري: “نشهد اليوم ولادة “معهد رفيق الحريري الفني” في ثانوية رفيق الحريري بإدارة مديرة الثانوية السيدة نادين زيدان وأحببنا ان يكون معنا اليوم الدكتور صبحي أبو شاهين ليطلعنا على تجربته في التعليم المهني والتقني والى اين أوصله اختصاصه، وحرصنا على أن يحضر معنا هذه الولادة، طلاب وأهالٍ ومدراء مدارس ومعلمون”.
واعتبرت أن “المستقبل اليوم هو لكل ما هو رقمي وأنه حتى الحكومات تتحول لحكومات رقمية، وهذا يتطلب اعداد كوادر قادرة على أن تبدع كل جديد في العالم الرقمي والكودينغ والبرمجة وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي الذي اصبح مسيطراً على العديد من القطاعات ومنها قطاع التربية والتعليم”. ورأت أن “التجارب أثبتت أنه لا يمكن للذكاء الإصطناعي ان يحل محل الإنسان اذا استطاع الأخير أن يطور نفسه وأن يواكب كل جديد بهذا العالم” . وأشارت الى أن المعهد يعتمد ايضاً التعليم المهني الدامج لذوي الصعوبات التعلمية”.
أضافت: “ربما هناك من يقول، هل يعقل أن نحكي بشيء مستقبلي في ظل أجواء القلق المتنامي لدى الناس من الحرب. لكن نحن بدأنا بعملنا كمؤسسة سنة 1979 أي بعد اجتياح العام 1978، وهذه المدرسة ( ثانوية رفيق الحريري ) بدأت بعد اجتياح العام 1982 . وطيلة مسيرة المؤسسة عشنا كل الظروف الاستثنائية والصعبة لكنها لم تثننا عن إعطاء الأمل للطلاب وللناس وهذا ما علمنا إياه رفيق الحريري وسنكمل به بنفس النمط ونفس الطريقة”.
زيدان
وقدمت نادين زيدان عرضاً عن فكرة المعهد، والسبب الذي دفع المؤسسة والثانوية لإطلاقه، والهدف منه وكيف سيساعد في تحقيق رسالة المدرسة والمؤسسة، وقالت: “نحن نعيش في عالم متسارع التغيرات، الثابت الوحيد فيه هو التغيير، وبوجود هذه التكنولوجيا بتنا أمام إعادة تشكيل للقوى العاملة وأمام وظائف جديدة ومهن لم نكن نسمع بها ستكون موجودة من الآن وحتى العام 2030، كذلك هناك مهارات جديدة يحتاجها طلابنا ليكونوا على قدر التحديات التي قد تواجههم في المجتمع وهذه المهارات تأتي من التعليم المهني”.
وأشارت الى أنه “بحسب آخر تقرير صادر عن منتدى دافوس الاقتصادي سنة 2023 حول المهارات التي يجب ان نزود بها الطلاب ونوعية وجودة التعليم الذي نقدمه لهم، كان التركيز على مستقبل الوظائف والمخاطر العالمية، وأنه سيكون هناك حاجة لمهارات جديدة تقنية وعملية وحاجة ملحة لوجود التعليم المهني في المدارس، وان نركز اكثر على مهارات لها علاقة بتكنولوجيا المعلومات والبرمجة والأمن السيبراني لأن هناك حاجة في الوظائف مستقبلاً لمن لديهم هذه المهارات. من هنا قررت المؤسسة أن يكون التعليم المهني فرعاً في ثانوية رفيق الحريري وخياراً متاحاً امام الطلاب كما الخيارات التعليمية الأخرى ليكتسبوا منه مهارات هم بحاجة لها ولسد الهوة بين الأكاديمي والعملي، وفي الوقت نفسه نكون نؤمن لطلابنا بعد التاسع الأساسي – البريفيه، توجيها مهنيا وتقنيا في أي اختصاص يختارونه في أي مجال يستطيعوا ان يكملوا به في المرحلة الجامعية”.
واوضحت ان “ما يميز هذا المعهد عن أي معهد اخر أن طلابنا سيحصلون على دورات إضافية باللغة الانكليزية والرياضيات والفيزياء ليكونوا جاهزين لإمتحانات الدخول الى الجامعات ، كما ان المؤسسة ستعمل بالشراكة مع مؤسسات وشركات اعمال محلية على تأمين التدريب العملي للطلاب لتقوية مهاراتهم كل بمجال اختصاصه” .
قبرصلي
بعد ذلك، قدم مستشار مؤسسة الحريري لشؤون التعليم المهني والتقني الدكتور أدهم قبرصلي شرحا مفصلا عن الاختصاصات الثلاثة التي سيعتمدها المعهد في المرحلة الأولى “تكنولوجيا المعلومات والبرمجة والمحاسبة والمعلوماتية”، ومميزات كل اختصاص وما يتضمنه والمواد المعتمدة فيه وما هي الوظائف التي يمكن ان يحصل عليها الطالب في كل اختصاص.
أبو شاهين
وعرض الدكتور صبحي أبو شاهين لتجربته وخبرته الطويلة “في التعليم المهني والتقني” ومساهمته في “تطوير هذا القطاع الذي انطلقت منه طالباً على مقاعده، وما جسده خلال مسيرتي العلمية والمهنية من قصة نجاح أوصلتني الى مواقع علمية وأكاديمية متقدمة”، وقال: “ان التعليم المهني لا يقل شأنا عن التعليم العام، خصوصا وأنه اصبح في متناول طالب التعليم المهني متابعة دراسته الجامعية في العديد من الاختصاصات بعدما كان محصورا في السابق باختصاصه المهني فقط “، معتبراً أن “التعليم المهني يوازي التعليم العام وبإمكان خريج المهني ان يكتسب المهارات المهنية ويستطيع ان يصل الى أي مكان، فالأمر يحتاج فقط الى إرادة”.