اعتبر مجلس العلاقات العربية والدولية في بيان ان” العدوانية الإسرائيلية ليست موجهة ضد طرف فلسطيني واحد كما يُعتقد ، بل ضد الشعب الفلسطيني بكل قواه وكل مكوناته ، وضد حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة”.
وكان المجلس قد عقد اجتماعه الدوري عير تقنية زووم واصدر البيان التالي نصه بصيغة نداء موجه الى الامة “. في ما يلي نصه:
“بعد حوالي إحد عشر شهراً من الإبادة الجماعية التي ينفذها جيش الإحتلال ضد قطاع غزة والتي تترافق مع هجمات غير مسبوقة لجيش الإحتلال والمستوطنين المستعمرين ضد سكان الضفة الغربية ، وإستباحة تهويدية للمسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، وصلت الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة إلى درجة كارثية.
إذ يجمع جيش الإحتلال القصف الوحشي والتدمير ، مع حرب بيولوچية وبينية ضد سكان قطاع غزة، وتجاوز عدد الشهداء خمسين ألفاً ( بمن فيهم من هم تحت الأنقاض ) وعدد الجرحى 92 ألفاً عدد كبير منهم سيستشهد بسبب تدمير الإحتلال لمعظم المرافق الطبية وتجاوز عدد المرضى بالأمراض 1.700.000 بمن فيهم 76 ألفاً مصابين بإلتهاب الكبد الوبائي وعشرات الألاف المصابين بالأمراض الجلدية ، وبدأ وباء شلل الأطفال الذي تم القضاء عليه سابقاً في الظهور.
ويحشر الآن 1.600.000 من سكان قطاع غزة في شريط ضيق لا تتجاوز مساحته 24 كم مربع محرومين من المياه النقية ، والغذاء ، والدواء ، والمساكن وأبسط مقومات الحياة الإنسانية.
إنها أكبر كارثة إنسانية من صنع الإنسان عرفتها البشرية في العصر الحديث ، وهي تترافق مع ثلاث جرائم حرب ينفذها الإحتلال بالتوازي ، الإبادة الجماعية ، والتطهير العرقي ،والعقوبات الجماعية بما في ذلك حرب التجويع.
مع ذلك لا نجد أي من الدول التي تنادي بحقوق الانسان والديمقراطية تقف مع الشعب الفلسطيني كما لا يوجد ما يبرر هذه الجرائم ، ومنها قتل 17 ألف طفل وبينهم 115 طفلاً ولدوا وقتلوا خلال الحرب الوحشية.
إن العدوانية الإسرائيلية ليست موجهة ضد طرف فلسطيني واحد كما يُعتقد ، بل ضد الشعب الفلسطيني بكل قواه وكل مكوناته ، وضد حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة ، وهدفها هو ضم وتهويد كل أراضي فلسطين دون إستثناء ومحاولة تنفيذ التطهير العرقي للشعب الفلسطيني بأسره.
ولم يكن حكام إسرائيل الفاشيون ليتجرأوا على إرتكاب كل هذه الجرائم لولا تقاعس المجتمع الدولي ، وسياسة المعايير المزدوجة ، والدعم والحماية التي تقدمها الولايات المتحدة دون حدود لإسرائيل ، والتي وصلت إلى حد منحها أسلحة وذخائر بقيمة 45 مليار دولار منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر ، لكن حكام إسرائيل لم يكونوا ليتجرأوا أيضاً على إرتكاب كل هذه الجرائم و على المس بقدسية أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لولا ضعف ردود الفعل الرسمية العربية والإسلامية وعجز المجتمع الدولي عن فرض تطبيق قرارات الأمم المتحدة وأحترام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية المتمثلة بقرارات الأمم المتحدة وحكم محكمة العدل الدولية .
هذا ولن يرتدع حكام إسرائيل إلا بإتخاذ إجراءات عربية وإسلامية تستجيب لمطالب الشعوب العربية في الإتجاهات التالية:-
– تاكيد إلزامية المرجعية السياسية التي ارستها مبادرة السلام العربية والتي اعتمدتها القمة العربية في بيروت عام 2002 وتكامل عناصرها وترابط تطبيقها بما في ذلك عملية التطبيع مع اسرائيل والتي لا يمكن ان تكون هدفاً مستقلا ً بذاته بل عنصراً في السياق السليم لتطبيق المبادرة العربية وبما يحقق السلام الشامل والعادل في المنطقة والذي يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير واقامة دولته المستقله وعاصمتها القدس .
– الإلتزام بموقف عربي رسمي موحد وصلب داعم لجهود وقف العدوان الوحشي والهمجي المستمر على الشعب الفلسطيني يوازن الإنحياز السافر للولايات المتحدة للموقف الإسرائيلي المتعنت وسياسة الإبادة الجماعية ومخططات التهجير القسري للشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية التي تنتهجها إسرائيل في تحدٍ صارخ للإجماع الدولي المطلق على إدانة تلك السياسات والممارسات الفاشية والتي تهدد بشكل خطير الأمن والسلامين الإقليمي والدولي .
– الإنضمام لجنوب أفريقيا في قضية محكمة العدل الدولية حول الإبادة الجماعية.
– تنفيذ قرار القمة العربية الإسلامية بكسر الحصار المفروض على قطاع غزة وتنظيم قافلة إنسانية جماعية من مجموع الدول العربية والإسلامية لكسر ذلك الحصار .
وما من شك أن جميع الشعوب العربية والإسلامية متلاحمة بكل جوارحها في تأييد و دعم الشعب الفلسطيني وصموده البطولي ، وخصوصاً في قطاع غزة ، وهي تطمح لترجمة تأييدها إلى خطوات عملية ملموسة تفرض ضغطاً حقيقياً على حكام إسرائيل” .
الجدير ذكره ان مجلس العلاقات العربية والدولية هو هيئة عربية مستقلة برئاسة محمد الصقر وتضم مسؤولين عربا سابقين منهم رئيس الحكومة العراقية السابق اياد علاوي ورئيس الحكومة الاردنية السابق طاهر المصري وتركي الفيصل والرئيس فؤاد السنيورة وعمرو موسى وشخصيات عربية اخرى.