رعى رئيس تيار “الكرامة” النائب فيصل كرامي، لقاء المعلمين السنوي في القطاع التربوي التابع للتيار في طرابلس، بحضور عقيلته جنان كرامي ومدراء الكليات في الجامعة اللبنانية، الدكاترة: خالد خير (كلية الحقوق)، جانين شعار (كلية الآداب)، عزام الولي (كلية الصحة)، ادولف عبدالله (كلية إدارة الأعمال)، وديعة أميوني (العلوم الاجتماعية)، عصام عبيد (كلية الفنون)، رئيس جامعة المدينة الدكتور وليد داغر، المفتشة التربوية مهى خيال، مدراء المدارس في طرابلس وحشد من المعلمين والمعلمات.
بداية كانت كلمة لأمين القطاع التربوي ماهر الشعراني رحّب فيها بالحضور، شاكراً لهم حضورهم وتلبيتهم دعوة القطاع التربوي في تيار الكرامة، ونقل هواجس المعلمين في التعليم الاساسي والثانوي في المدارس الرسمية والخاصة، ولا سيما المتقاعدين والمتعاقدين، كما نقل هموم اساتذة الجامعة اللبنانية المتعاقدين الذين اعلنوا الاضراب المفتوح حتى نيل التفرّغ، وشكر لكرامي رعايته الدائمة للقطاع التربوي وللمعلمين، خصوصا في هذه الاوقات العصيبة.
كرامي
ثم كانت كلمة لكرامي قال فيها: “أهلاً وسهلاً بكم في هذه الصبيحة المباركة، لأنها تحمل مناسبتين عزيزتين على قلبنا، الأولى، ذكرى مولد النبي محمد وفيها نستلهم القيم والمبادئ التي ربّانا عليها النبي، وهي مبادئ صلة الرحم والتراحم والتضامن والتكافل بين أبناء المجتمع الواحد، وأيضا الثبات على الموقف والتضحيات من أجل المبدأ ومن أجل إحقاق الحق، ونحن بهذه الأيام التي للأسف الشديد نُعاني منها من اختلاط بالمفاهيم لدى مُعظم الناس بين الحق والباطل وبين الصح والخطأ، تعود هذه الذكرى لتثّبت فينا الوعي والبصيرة بأنّ الحق بيّن وبأن النضال والتضحيات من أجل قضايا الأمة والإنسانية تستحقّ لدينا الكثير من التضحيات”.
أضاف: “نحن نرى بأم العين كم ان أهل فلسطين الذين اختاروا انتهاج هذه الطريق يتكبّدون الكثير من التضحيات بثبات وعلم، وأيضاً أهل الجنوب الذين اختاروا أن ينصروا هذه القضية نرى الكم الكبير من التضحيات التي يبذلونها بثبات وإيمان. من هنا نستلهم بهذه الذكرى العطرة، الموقف والسيرة النبوية وما تعرّض له ليس فقط النبي محمد ولكن كل الانبياء من أجل الفكرة والعدالة والكرامة ومن أجل الإنسانية”.
وتابع: “من هنا نسمع البعض يقول ان “العين لا تستطيع مقاومة المخرز”، او بمعنى “اننا لا نستطيع هزيمة كل هذه الدنيا”، هذه الرسالة المغزى منها إحباط عزيمة من اختار العيش بكرامة بقولهم “عيشوا بلا كرامة وبلا أرض، الاسرائيلي يحقّ له ما لا يحقّ لغيره.. احتلال للارض وفرض رئيس جمهورية، احتلال الاردن واحتلال مصر”، هذا الامر نراه يُعاد مراراً وتكرارا عبر العصور، وهناك اناس قد يكونون قلّة وفي بعض الاحيان تطول مقاومتهم لينتصروا ولكن بالنهاية هذه الطريق مصيرها النصر والحقّ والكرامة لأنها مبنية على الثبات”.
وأردف كرامي: “يستحضرني الآن بالسيرة النبوية الشريفة حينما عرض عم الرسول محمد الذي كان من المشركين على الرسول الدنيا وكل شئ يتمناه المرء في هذه الدنيا من حكم ومال وجاه والخ.. والمطلوب أن يكفّ عن الدعوة، وطلب منه ان يعبد ربّه يوما وهم يعبدون ربّهم يوما، حينها قال النبي “والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على ان اترك هذا الامر او اهلك دونه”. وبالنهاية هذه الامة انتصرت وانتشرت وسطع نورها، واليوم تسطع انوار محمد في هذا النهار المبارك”.
وقال: “وأيضاً من ضمن وصايا النبي العلم، ونحن اليوم في حضرة المدراء والاساتذة وانا قلت في هذا اليوم المبارك، وطبعاً أعلم التضحيات والمعاناة التي تعيشونها جميعاً لتعليم الاجيال القادمة على كل المستويات. هناك سياسة متّبعة من قبل الحكومات عبر عقود من الزمن تعتمد تحجيم او تهميش التعليم الرسمي واعطاء التعليم الخاص الدعم والاستقلالية، فوصلنا لمرحلة اليوم من الوضع الاقتصادي الصعب بدأنا نرى من خلاله التسرّب المدرسي ليس فقط على مستوى الطلاب إنما على مستوى الاساتذة والمدراء ايضاً، وكلنا راينا من عام ٢٠١٩ ولغاية إعادة تعديل بعض المعاشات، كل الأساتذة هاجرت وليس فقط في قطاع التعليم بل على كل المستويات وخصوصاً بالقطاع الصحّي، واليوم بدأت تأخذ الامور منحى افضل ولكن، ما تقومون به انتم اليوم تضحية كبيرة تجاه اهلكم ودينكم”.
وأضاف: “من هنا نحن في تيار الكرامة وإياكم انتم الاساتذة علينا إعادة رفع الصوت، والمناداة بالمطالب. بدايةً بموضوع الجامعة اللبنانية التي عانت ما عانته في السنوات الماضية، اليوم لدينا إدارة جديدة ورئيس جديد استلم منذ ٣ سنوات، للامانة تمكن من انجاز فارق كبير بالإدارة والموضوع المالي ايضاً عبر تمكنه من تأمين وفر استطاع من خلاله تسهيل امور الاساتذة باتتظار التسوية الكبرى لنصل لموضوع التفرّغ، هذا الموضوع عند الحكومة حصراً والحقيقة لنكون منصفين هو عند الأحزاب، والكل يعلم انه من يستطيع التوصل لتسوية بالكثير من المواضيع بالبلد يمكنه ايصال هذا الموضوع ايضاً لبرّ الامان عبر تسوية ما، لذلك: اولا نحن نتعاطف ونتضامن مع المتعاقدين ولكن كجامعة وإدارة هذا اقصى ما يمكنهم فعله”.
وتابع: “لذلك واجبنا الوقوف معهم لأن وقوع الجامعة اللبنانية او توقفها فيه خطورتان: الأولى، الجامعة اللبنانية هي امن قومي، وانا اتكلم من منطلق شخص لديه جامعة خاصة، ولكن امن قومي لبناني ان تبقى هذه الجامعة وتستمر. الثانية، ان هناك من لا يستطيع الذهاب للتعلم سوى بالجامعة اللبنانية، لذلك سنرى تسرّبا جامعيا كبيرا بالوقت الذي نحن نسعى حتى الغريب في بلدنا ان لا نتركه بلا تعليم. لذلك انا غداً ساجتمع مع لجنة المتعاقدين وساشرح وجهة نظري وسأتساعد معهم لأيصال صوتهم، ولكن بنفس الوقت لا يمكننا الاستمرار بإقفال الجامعة اللبنانية، مررنا بتلك التجربة سابقاً، ومن دفع الثمن هو البلد، وخصوصا ضربها بعمودها الفقري الا وهو العلم وابقاء الطلاب بلا تعليم”.
وقال: ” اما بموضوع ال ٥٠ دولارا، انا كان لدي موقف واضح، انا اعلم ان هذه الحكومة نتيجة الموازنة السابقة توصّلت لان تجبي الكثير من الاموال، وهذا المبلغ الذي يترتب على الاهالي باستطاعتنا غداً وبقرار حكومي إعفاءهم من هذا الرسم. لانني اعتقد ان ٥٠ $ واحدة لا تهزّ عائلة، ولكن عائلة مؤلفة من اكثر من ٣ اولاد يهزّها هذا المبلغ، لذلك ما نراه اليوم أن العائلة مضطرة لاختيار طفل من بينها لتعليمه، او حتى منهم من يستغني عن الموضوع ككل لان الالتزامات تجبرهم على ذلك من دفع اشتراك مولد الكهرباء والأكل والشرب، ولا سمح الله مرض فرد من العائلة، ونحن على علم ان نسب التسرب المدرسي في طرابلس بصعود مخيف. هذا الموضوع يجب علاجه، والعلاج يبدأ بقرار جدي من الحكومة إعفاء كل الطلاب، فمجانية التعليم هو بند من بنود الدستور. وهنا يجب ان اوضح اننا لا نستطيع انتظار الجهات المانحة، وعلى فرض لم تاتِ، هل نترك اولادنا بلا تعليم؟”.
أضاف: “هناك قرار من وزارة التربية بتعليم السوريين، وبهذا القرار ايضا لدينا موقف، هناك من يقول ان السوريين الذين لا يملكون اوراقا ثبوتية لا نريد تعليمهم، وهنا نسأل كيف نخدم البلد بهكذا قرار؟ من ضمن ديننا اول آية نزلت بالقرآن “إقرأ”، هل نترك اولادا لا نعلم متى ستُحلّ مشكلتهم بدون علم؟ برأيي عبر هكذا قرار نساهم بخلق قنبلة موقوتة داخل مجتمعاتنا سواء كانوا لبنانيين او اجانب. اما المطالب الاخرى سنجتمع مع الاطراف والاحزاب الاخرى وخصوصاً اننا ننتمي لتكتل نيابي يمكنه التوصل لاتفاقات مع تكتلات اخرى لخلق لوبي وضغط تجاه الحكومة وتجاه السلطة للحدّ من الانهيار لغاية انتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة فاعلة من خلالها نستطيع اخذ قرارات لمصلحة الناس”.
وأردف: “سأمر بكلمتين على مدينة طرابلس، وعلى ما حصل بالأمس ومن اسبوع واسبوعين وقبل بشهر وشهرين، قلت من فترة وساردد هذا الكلام طرابلس تريد الدولة ولكن هل الدولة تريد طرابلس؟ هذا السؤال فعلاً انا دائماً أسأله لنفسي، لم دائماً علينا بدل معالجة الانفجار من بدايته أن ننتظر لنعالج تداعيات الانفجار؟ طرابلس مدينة مهملة من ٣٠ سنة، ولا مشروع في المدينة لتحسين سبل المعيشة وخصوصا بموضوع التوظيفات، واتت الازمة الاقتصادية لتزيد من الطين بلة، ما يحدث في طرابلس اليوم على الصعيد الامني متوقع، مدينة متروكة، سلاح متفلّت وفوقها فقر وجهل (متل اللي عم يحط بنزين على النار وبيقول مش رح تولع)، كل يوم اشكال نتيجة اشكالات شخصية ولكن هذه المشاكل تؤدي للقتل وجرحى وتكلفة مادية للأهل. العلاج ليس فقط بالامن بل ايضاً بالإنماء، وإن قلنا طرابلس مدينة متروكة ومنسية بياخدوا عخاطرهم المسؤولين بالحكومة، وتؤخذ الامور بالشخصي ويرسلوا لنا عتبهم بالسرّ وبعض الأحيان شتائم بالعلن”.
وقال: “انا اليوم كنائب لدي كل هذه المشاكل بمدينتي ومئات الشكاوى وتحميل الرسائل لإيصال الصوت فتؤخذ المسالة بالشخصي، لن اتوقف عن ايصال الصوت، وانا لا اتعرض لأي احد بالشخصي، كموضوع امن الدولة، طرابلس لم تحصل على حصّة بهذا الموضوع، اقل من اقل قرية في لبنان، من بعدها ايضاً مسالة ضباط أمن الدولة ايضاً ولا ضابط من طرابلس، واليوم قصة الامن كل يوم في مشاكل بالمدينة، ماذا نفعل؟ اعيد واكرر المشكلة ليست بالأمن، فالاجهزة الامنية كالاساتذة كم يبلغ مرتبهم الشهري؟ لذلك اقول ان المشكلة الأساسية ليست بالأمن بل بالإنماء، والدولة والحكومة قادرة”.
وفي موضوع آخر اشار كرامي الى “مشكلة حرق الإطارات على المسلخ، تكلمنا في العديد من المرات ومن يفتعل هذه المشكلة معروفين بالأسماء ومن يقف وراءهم (وبس نحكي بيزعلوا) !! ما حصل بمكبّ النفايات ببرج حمود سيحصل بطرابلس ومن هنا واليوم نحزّر، عالجوا المشكلة قبل الانفجار، ولكن لا حياة لمن تنادي، والكثير الكثير من المشاكل، كلهم الى التأجيل لا يوجد قرار”.
وقال: ” اليوم كل التركيز والتوجه على النواب، من حق الناس ان تكون غاضبة وان تقول ما يحلو لها فانا اعرف معاناتهم، تجاه امر الفلتان على كل الأصعدة، اتعلمون ما تقولون؟ النواب موجودون ولكن النواب ليسوا سلطة تنفيذية، ليس بيد النواب شيء، كل ما يستطيعون فعله هو تشكيل قوة ضاغطة، نحن نضغط على المستوى المعنوي قدر استطاعتنا وهذا ما نستطيع فعله.
وختم: “المطلوب اليوم إعادة هيبة الدولة عبر انتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة لوضع حدّ لكل هذا التفلّت”.