عقد توفيق سلطان مؤتمرا صحفيا في منزله في مدينة الميناء طرابلس تناول فيه الاعتداءات الاسرائيلية الأخيرة واستهله بالتوجه الى اسر الشهداء بالعزاء، متمنيا للجرحى الشفاء العاجل.
وقال :”من طرابلس قاعدة النضال القومي والوطني التي قدمت على مر العصور مواقف داعمة لكل قضايا التحرر العربي من الجزائر الى فلسطين الى ليبيا الى اليمن ، اقول اننا اليوم مع اهل الجنوب واهل الضاحية الجنوبية والبقاع الغربي وكل منطقة طاولها العدوان السيبراني داعمين مؤيدين متآخين رغم كل الاصوات النشاذ التي تسمع من هنا وهناك”.
اضاف:” رغم الاختلاف السياسي والمناطقي والطائفي والمذهبي فان الرد على الجريمة النكراء التي ارتكبتها اسرائيل فاننا كنا امام موقف عاطفي انساني وسياسي في آن ، فلسطين تجمعنا العداء لاسرائيل يجمعنا ، و ان وحدة الموقف الوطني اللبناني هو السلاح الامضى في وجه العدو الاسرائيلي. اليوم يقف الشعب اللبناني والدولة اللبنانية موقفا واحدا حين قال الرئيس نجيب ميقاتي ان الدولة تقوم بواجبها قد اثبت القول بالفعل فبالفعل قامت الدولة اللبنانية بواجبها على اكمل وجه، ونحن نرى مؤسسات الدولة فاعلة ومؤثرة واحتضنت هذه الماساة الكبيرة بكامل الجهوزية”.
تابع:” ان وجود 4000 جريح في ساعة واحدة في مستشفيات لبنان تعجز عنه دولة كبرى ، لو كان هذا الحدث حصل في نيويورك لما استطاعت المستشفيات في نيويورك ان تستوعب ابعة آلاف جريح في لحظة واحدة .لذلك فان الموقف السياسي الذي اتخذته الدولة اللبنانية من خلال الكلام الممتاز الذي قاله وزير الخارجية في مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة هو كلام سياسي رفيع وموقف سياسي يفتخر به ، آن الاوان ان نحترم مؤسسات الدولة لان البلد ثبت انه بغياب الدولة لا شيء فبغياب الدوله البلد الى اضمحلال. لقد جربنا خمسة عشر عاما من غياب الدولة فحصل ان الامن كان متفلتا وكانت المؤسسات متداعية وكانت الخدمات مفقودة و اليوم لا خيار عندنا الا بعودة الدولة وتفعيل دور المؤسسات فمن حق المواطن ان يتخذ الموقف السياسي الذي يريد وان يعبر بشكل ديموقراطي عن رايه لكن ضمن ضوابط احترام الاخر والمصلحة الوطنية العليا للبلد “.
وقال:”فلنؤجل الاختلاف اختلاف على جنس الملائكة واختلاف على رئاسة الجمهورية ، ولكن لا يمكن ان نختلف على مصلحة البلد العليا على امننا واطمئناننا وعلى مواجهة العدو الاسرائيلي. غير مسموح التشرذم فاليوم يجب ان يكون لبنان وحدة واحدة في وجه هذا العدوان . وفي الوقت نفسه اتوجه بالشكر لكل من دعم الموقف اللبناني ولو باتصال هاتفي واقول للبعض من المتخلفين اطمئنهم نحن بخير طمنونا عنكم ، الاطماع الاسرائيلية ليست بفلسطين بارض فلسطين بغزة بالضفة ولا بجنوب لبنان الاطماع الاسرائيلية تشمل الوطن العربي ، والعداء تاريخي عدم التآخي اليوم في وجه هذا العدوان هو تخلف عن الواجب القومي والواجب الوطني والواجب الديني”.
اضاف:”ليعلم الكل ان القدس مهدد وان المسجد الاقصى الى الهدم وليس الحرق فحسب كما انه آن الاوان لكي يتحرك العالم العربي ويتحرك معه العالم الاسلامي فمن المعيب والمعيب جدا هذا الاستخفاف بما حصل في لبنان ، وانا اقول انه لو حصل ان ما جرى في لبنان سجل في اي بلد من بلدان العالم لرأينا الطائرات تقل المساعدات والفرق الاغاثية والجسور الجوية الإنسانية ، اما ان نرى هذا الاستخفاف وهذا التغييب للموقف العربي الواضح فاننا للاسف امام جزء من المخطط الاسرائيلي. اعود واقول يجب علينا في لبنان ان نستعمل سلاحنا الامضى وهو سلاح الوحدة الوطنية والموقف الواحد “.
وردا على سؤال عن خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قال سلطان :” السيد حسن في الواقع يعبر عن رأيه وموقفه السياسي ليس اليوم فحسب بل منذ زمن طويل ، وانا ارى ان خطابه بالامس وقبل الامس كان خطابا عقلانيا واعيا ملتزما ، والسيد حسن لا يقول شيئين في الوقت عينه وموقفه الداعم لغزة موقف مبدئي ولكن في الوقت نفسه راعى في كلامه المصلحة الوطنية اللبنانية بكثير من الوعي والادراك”.