اعتبر إمام مسجد الصفا المفتي الشيخ حسن شريفة خلال خطبة الجمعة، “أننا ونحن نعيش أجواء ذكرى ولادة الرسول الأكرم نبي الرحمة والمغفرة، الذي قال عنه الله سبحانه وتعالى: “وما ارسلناك الا رحمة للعالمين”، وفي آية أخرى “وانك لعلى خلق عظيم”، في هذا العام، فرحتنا جريحة بسبب العدوان الصهيوني على لبنان وغزة، والذي كعادته يبطش من دون رحمة ولا انسانية ولا اخلاق، هذه الصفة لازمت العدو الإسرائيلي منذ نشأة كيانه الغاصب، ولم يفاجأ اللبنانيون في اليومين الماضيين بدناءة اجرامه عبر عمليته السيبرانية التي ذهب ضحيتها آلاف الجرحى وعشرات الشهداء”.
وقال: “لكن ما يهون الخطب، تصميم الشعب وارادته على المواجهة رغم المجزرة التي حلت به، فهو يدرك ان الصراع بين الحق والباطل يحتاج إلى صبر وعزيمة وثبات، ورحلة التاريخ علمتنا أن هلاك فرعون كان على يد الطفل موسى وهلاك النمرود على يد إبراهيم، الذي انجاه الله من النار، ونحن نؤمن أن هلاك الصهاينة على يد المقاومين الشرفاء أصحاب الحق”.
واعتبر أن “تضامن اللبنانيين والتفافهم حول مقاوتهم، مشهد مشرف، وما كانت حملة التبرع بالدم التي تهافت عليها كل لبنان، الا تعبيرا عن مشهد وطني عظيم، وجهاد الأطباء ليومين دون توقف، عبّر أيضا عن جسم طبي ملائكي بحكمة مقدرة ومسؤولية عالية خففت آلام الجرحى المصابين، وان حاول بعض أصوات النشاز أن تنغص هذه الوحدة الوطنية بكلام تحريضي لعدم التبرع بالدم، لكن المشهد أمام المستشفيات، كان الأصدق والمعبر عن وجه لبنان الحقيقي، لبنان المقاوم، العروبة، الممانع والرافض للاحتلال”.
ورأى أن “لا احد يستطيع الا ان يمجد الموقف التضامني الراقي لأبناء طريق الجديدة امام مستشفى المقاصد، حيث شعرنا وكأن الرئيس جمال عبد الناصر بعث من جديد، وفي هذا السياق نستحضر كلاما للامام الصدر حين قال: “ان أفضل وجوه الحرب مع إسرائيل وحدتنا الداخلية”، فمن خلالها يحفظ لبنان، ومن خلالها ينتخب رئيسا للجمهورية، ومن خلال هذه الوحدة انتظام عمل المؤسسات”.
وأشار الى ان “المناكفات والكيديات السياسية ما هي الا إطالة لأمد الازمة الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتربوية والأمنية”.
وشكر “الدول المتضامنة مع لبنان، وبخاصة التي بادرت بإرسال المساعدات شعورا منها بحس المسؤولية”