صدر عن نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب لمناسبة مرور سنة على عملية طوفان الاقصى البيان الاتي:
“سنة كاملة مضت على طوفان الاقصى، ولم يشبع الكيان الصهيوني من لعبة الدم والدمار والابادة الجماعية والتهجير ، ظنا منه انها آخر الحروب التي يخوضها في هذه المنطقة،مع العلم ان هذه المنطقة لن تستقر بوجوده فيها ،وفي اطار هذه العقلية الاجرامية.
ولم يعد خافيا على احد ان اسرائيل تطيل امد الحرب ،لأنها لم تحقق اي هدف من الاهداف التي طرحتها في بداية الحرب ،فلا هي قضت على المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية ،ولا استعادت مخطوفيها،ولا هجرت الفلسطينيين من غزة، ولاحققت حكما مبرما للقطاع الذي ما زال يقاوم وينزل بالعدو خسائر يومية. فقط استطاعت اسرائيل ان تدمر الحجر وتقتل البشر من الاطفال والنساء والشيوخ من دون وازع او رادع”.
وتابع:”ها هو كيان العدو ينقل حربه الى لبنان ويقوم بالممارسات التي قام بها في غزة ،لكنه لم يستطع ليّ ذراع المقاومة التي ما تزال تقاوم وتمنع العدو من اجتياز الحدود الجنوبية ،على الرغم من ادعائه بتدمير امكاناتها العسكرية واغتيالها لامينها العام الشهيد السعيد سماحة السيد حسن نصرالله وبعض قياداتها”.
وقال:”ان العام المنصرم يحملنا على تسجيل الملاحظات الاتية:
اولا : ان المجتمع الدولي العاجز او المتآمر مع الكيان الصهيوني، سجل وما يزال يسجل اقصى درجات العبث بالامن والاستقرار العالمي ،ولسوف يدفع الثمن نتيجة هذه السياسة.
ثانيا: ان العالم العربي والاسلامي لم يكن للاسف على مستوى المسؤولية والتحدي الذي مارسه ويمارسه الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين واللبنانيين،لولا الاسناد الذي قام به اهل العراق واليمن والجمهورية الاسلامية الايرانية .
ثالثا: ان العدوان الاسرائيلي لم ولن يحقق اهدافه مهما غلا الثمن ،وسوف تستمر المقاومة حتى يعود الى رشده ويذعن لوقف اطلاق النار وحتى استرداد ارضهم السليبة.
رابعا: ان لبنان لم يقصر تجاه فلسطين وشعبها ،وقد اثبت خلال العام المنصرم انه على مستوى المسؤولية وان مقاومته اوفت بالزاماتها على الرغم من التكاليف الباهظة التي دفعها ويدفعها شعبنا في سبيل ذلك.
خامسا: اننا نناشد القيادات الروحية اللبنانية ان تفعّل دورها وخطابها السياسي في مواجهة هذا العدوان، ونرى اقل الواجب التجاوب مع المبادرة التي أطلقها المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الى عقد قمة روحية تعلن موقفا حازما مما جرى ويجري ،تعبيرا عن تضامن المكونات الروحية اللبنانية في مواجهة الخطر المحدق بلبنان وشعبه.
سادسا: ان حركة النزوح التي يشهدها لبنان تستدعي من الدولة اللبنانية والقوى الفاعلة اجتماعيا وانسانيا والقادرين، مزيدا من الاهتمام والرعاية كي يكونوا كراما اعزاء في وطنهم. وفي هذا الاطار نشكر كل من مد يد العون للنازحين ،ونخص بالشكر العراق وايران والمرجعية الشيعية للسيد السيتساني والعتبات المقدسة .
سابعا : اننا نطلب من الهيئات الدولية ممارسة أقصى الضغوط على العدو الصهيوني لتمكين فرق الدفاع المدني والهيئات الصحية من القيام بواجبهم في رفع الانقاض وانتشال الشهداء الذين ارتقوا نتيجة الاعتداءات الصهيونية البربرية .
ثامنا: نؤكد على المبادرة التي اطلقها الاجتماع الثلاثي في عين التينة لوقف اطلاق النار،ونناشد جميع اللبنانيين تاييدها ودعمها بلا تردد او انتظار لنتائج الحرب”.
وختم:”اننا في هذه المناسبة نحيي أرواح الشهداء الذين سقطوا في مواجهة العدوان الإسرائيلي،مقاومين ومجاهدين وعاملين في الحقل الصحي ومواطنين ،وعلى رأسهم الشهيد السعيد والقائد الملهم سيد شهداء المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله واخوانه من قادة المقاومة “.