عقد مسؤول منطقة البقاع في “حزب الله” الدكتور حسين النمر مؤتمرا صحافيا في بعلبك، حول مجريات العدوان الاسرائيلي منذ 23 أيلول الماضي، وتداعياته على مدن وقرى المنطقة، بحضور النائبين الدكتور إيهاب حمادة ورامي ابو حمدان.
فأشار النمر إلى أن “العدو الصهيوني عاث فسادا وأمعن في قتل الناس، فلم يترك بلدة أو قرية أو مدينة، إلا وصب حمم طائراته على سكانها الآمنين، دون ان يراعي حرمة أطفال أو نساء أو عجز، قتل الحياة في كل مكان، حتى الحيوانات لم تسلم من شره، ارتكب أبشع المجازر الإرهابية المروعة في منطقة البقاع بهمجية فاشية لا شبيه لها إلا المجازر التي يرتكبها في غزة دون حسيب أو رقيب، وعلى مرأى العالم، مستهترا بكل القيم الإنسانية والحقوقية الدولية، هناك عائلات أبيدت، بالإضافة إلى القتل المتعمد على الطرقات وفي البيوت المأهولة، وهدم وقصف المنازل والمحال التجارية والمؤسسات والمزارع والحقول والطرقات، بما يزيد عن 1300 غارة جوية، أسقط فيها الأطنان المتفجرة والصواريخ، ووجه الضربات بالمسيرات يمينا وشمالا وكيفما كان، كل ذلك أدى إلى حركة نزوح من البلدات والمدن، وترك النازحون أرزاقهم وأملاكهم وكل ذكرياتهم، يتحملون عناء ومشقة الرحيل وعدم الاستقرار بعيشة ضنكة فيها الكثير من الصبر والعض على الجراح”.
وتابع: “كثير من العائلات أصبحت من عوائل الشهداء والجرحى شيعوا أحبابهم وتركوا منازلهم، كما أن العديد من السكان فضل الصمود على النزوح مهما كانت الصعوبات، ولدينا كل الإحصاءات اللازمة. كما تأثرت كل مواقع الخدمة المجتمعية وعلى كافة أنواعها، سواء كانت مؤسسات رسمية أو خاصة، وقد تعرض بعضها للهمجية الصهيونية وخرجت عن الخدمة، وعليه نقول تعطلت مظاهر الحياة الآمنة والمستقرة في بقاعنا الحبيب”.
وتوجه إلى أهالي البقاع عموما وبعلبك الهرمل خصوصاً “الصامدين والنازحين وخلف الحدود، يا أهل النخوة والحمية، يا من قاتلتم وجاهدتم الإستعمار على مدى الأزمنة الخالية، واليوم أنتم المقاومة وخزانها وروحها وضميرها وسيفها البتار، أنتم أهل العقيدة والاحتساب، وعليه يجب أن تعرفوا أن هذه المعركة حصحص فيها الحق، وطالما رددنا سويا مع سيد شهداء عصرنا قائد المقاومة المقاوم السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، وقلنا له كما قال أصحاب سيد الشهداء الإمام الحسين: لن نتخذ الليل جملا، فلا طيب العيش بعدك، فلئن قُتلنا أو حُرِّقنا ويفعل بنا ذلك ألف مرة، ما تركناك يا سيدنا، ولطالما رددنا معه الشعار الخالد هيهات من الذلة، ونؤكد له اليوم بعد استشهاده نحن أصحابك، فكل رجل منا العباس، وكل امرأة منا زينب، وكل شاب القاسم، وكل طفل عبد الله، وكل شيخ حبيب بن مظاهر”.
وأكد الثقة ب”وعد الله بالنصر، وندعو للمجاهدين بتسديد ضرباتهم، ونشد أزرهم ونحفظ عائلاتهم، وندفعهم إلى الأمام بكل قوة واقتدار”.
وتوجه النمر إلى النازخين، فقال: “نحن أعددنا كل الفرق الإغاثية اللازمة، من لجان اجتماعيه وأغاثية وصحية، لتكون في خدمتكم لجهة تأمين المسكن ومتطلبات الحياة اللازمة، ونؤكد أننا لن نترككم سواء ضمن المنطقة أو خارجها، ستجدوننا إلى جانبكم نقوم بكل ما يلزم من تأمين الحاجيات الضرورية، ولقد شكلنا مع كل المهتمين فرق عمل تعمل الآن على خدمتكم، وسنبذل أقصى ما يمكن لتقديم الخدمات لكم أيها الأهل الكرام، ويا أشرف الناس”.
وشكر “أهلنا من كل الطوائف من القاع إلى رأس بعلبك إلى عرسال إلى جديدة الفاكهة، إلى دير جبولة ودير الأحمر وجوارها، الى زحل وجوارها وأهل الفاعور والجوار، وسعدنايل والجوار حتى البقاع الغربي، نشكر كل هؤلاء على نخوتهم وشهامتهم ومحبتهم وكرمهم إذ وضعوا أنفسهم بتصرف النازحين الهاربين من قذائف العدو الذي لا يميز بين أحد وأحد، ونحن نعمل معكم جنبا إلى جنب بكل الوسائل المتاحة لاجل تقديم الخدمات اللازمة. وأتوجه بالشكر أيضا إلى وسائل الإعلام، وخصوصا الوافدين منهم، الذين يعرضون أنفسهم للخطر، حيث انهم يجولون من مكان إلى مكان ليظهروا وحشية هذا العدو المجرم ويقفون في أماكن خطرة، ونحن نتابعكم ونعرف العناء الذي تتكبدونه”.
ونوه بدور “محافظي البقاع وبعلبك الهرمل وأجهزة المحافظة والمؤسسات الرسمية والبلدياترؤساء وأعضاء، ونحن سنبقى إلى جانبكم لتوفير ما يلزم ويُطلب، والشكر أيضا لكل الفرق الإغاثية والجمعيات الأهلية الفاعلة ، ولكل من تطوع، ولكل إنسان يبذل جهدا في هذا الشأن، لأن المرحلة هي مرحلة تكامل اجتماعي بامتياز”.
واردف: “أقول إلى الصامدين الذين لم يتركوا بيوتهم، نحن معكم وإلى جانبكم، نحن في خدمتكم وفرقنا الإسعافية والصحية والإغاثية جاهزة لتقوم بكل واجب، وحاضرة عند الطلب. ونتوجه بالشكر إلى رجال الدفاع المدني بكل فصائلهم، سواء كانت رسمية أو مدنية، وإلى رجال الإنقاذ والإسعاف، ونشد على أيديهم، ونحن حاضرون بينهم لتأمين ما يلزم لتعزيز الصمود. كما توجه إلى المستشفيات والأطقم الطبية والتمريضية بالتقدير والاحترام، لقد أثبتم أنكم جديرين بالمهمة التي أنتم عليها، ونحن معكم وإلى جانبكم، وسوف نقدم كل ما يلزم ونتابع إلى جانبكم كل التفاصيل”.
وختم النمر: “بعد مرور أكثر من 15 يوما من الهجوم الهمجي الصهيوني، نؤكد لكم أننا ما زلنا كما كنا حاضرون وجاهزون. العزاء والتهنئة لعوائل الشهداء، والشفاء للجرحى، والدعاء للمجاهدين، سائلين الله ان يسدد ضرباتهم، ونحن وأنتم على يقين بالنصر الذي وعدنا به سيد الشهداء المقاوم المجاهد الفطين الحكيم الصادق المخلص والد الشهداء السيد حسن نصرالله”.