عقدت الهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز اجتماعاً استثنائياً في بلدة شيخ العقل للطائفة الشيخ الدكتور سامي أبي المنى برئاسته في شانيه بمشاركة الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ،رئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط ،الشيخ القاضي نعيم حسن، وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال القاضي عباس الحلبي، والنواب: مروان حمادة، وائل ابو فاعور، أكرم شهيب، مارك ضو، فيصل الصايغ، هادي أبو الحسن وفراس حمدان، والوزراء والنواب السابقين: غازي العريضي، أيمن شقير وعادل حمية. إضافة إلى رئيس محكمة الاستئناف الدرزية العليا القاضي فيصل ناصر الدين وقضاة المذهب الدرزي ورئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ نزيه رافع ووفد من مشايخ المؤسسة، إلى جانب أعضاء لمجلس الادارة والمجلس المذهبي، وجمع من المشايخ، وذلك للبحث بتداعيات العدوان الإسرائيلي على لبنان وكيفية تحصين الواقع الاجتماعي والإنساني، وإعادة التأكيد على الدور الوطني، وما يفرضه ذلك من موقف تاريخيٍّ مناسب.
وبعد النشيد الوطني افتتح الجلسة أمين سر المجلس المذهبي المحامي رائد النجار، بكلمة أشار فيها إلى انعقاد المجلس “استثنائيًا خارج دار الطائفة في بيروت، ليكون في جبل التعايش والألفة والمحبة قلب لبنان الذي ما تعود أبناؤه إلا الترحيب بالضيوف، الحاضرين طوعاً او قسراً، وبلدة شانيه الأبية بلدة سماحة شيخ العقل عنوان المحبة والضيافة”.
وألقى الشيخ كمال أبي المنى كلمة ترحيبية باسم اهالي شانيه، وقال: “الكلام اليوم ليس لنا بل لأصحاب القول والفعل والمتابعة، للذين يحملون على أكتافهم عبء هذه المرحلة الصعبة من تاريخ وطننا الحبيب لبنان”. أضاف: “مبارك مجلسكم الكريم واجتماعكم الموقر، في ظل ما نشهده من عدوان سافر ونزوح غير مسبوق. فما هي آفاق المرحلة وما هو المطلوب؟ هذا ما أنتم بصدده اليوم، بحضور قائد المسيرة وليد بك وسماحة شيخ العقل وأعضاء المجلس المذهبي الكرام والمشايخ الأفاضل. أما نحن فليس لنا إلا أن نؤكد على أن شانيه بجميع أهلها ترحب بكم الى جانب سماحة الشيخ، وتتمنى لكم التوفيق في ما تسعون اليه لصيانة الطائفة ووحدة الوطن، فأهلاً وسهلاً بالجميع”.
شيخ العقل
وألقى شيخ العقل الشيخ ابي المنى كلمة، قال فيها: “أيُّها الأحبّة، يسعدُني أن أرحب بكم في شانيه بلدة الاستضافة واللطافة، وأن نلتقيَ وإيَّاكم بدعوة من مشيخة العقل والمجلس المذهبي في دار البلدة الأوحد وفي رحاب جمعية النهضة الخيرية المؤسَّسة منذ العام 1967، فباسمي وباسم أعضاء المجلس المذهبي نشكرُ الجمعيةَ على الترحيب، ونشكرُكم على تلبية الدعوة، وأنتم القادمون من جميع أنحاء الجبل والساحل ووادي التيم بالرغم من المشاهد المؤلمة والمخاطر المحتمَلة، ونقدِّرُ عالياً حرصَ الزعيم القائد وليد جنبلاط على الصمود في مواجهة الأزمات، بتأكيد الاجتماع وتوحيد الموقف ووحدة الكلمة، وبالثبات والعزم والإرادة الصَّلبة. قال تعالى في كتابه العزيز: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”. آيةٌ كريمة تشير إلى أهمية الصبر والمرابطة، أي إلى ضرورة التحمُّل والحذر والاستعداد، وقال أيضاً: “ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ”. في الكلام المنزَل ما يدلُّ إلى أن المرابطةَ والاستعدادَ لا يعنيانِ الاعتداءَ والتجنّي، بل إن ذلك مقرونٌ بالحكمة والكلمة الطيِّبة والمجادلة بالتي هي أحسن، وليس بما هو أسوأُ وأكثرُ ظلماً وقسوةً واضطهاداً، وهذا القصدُ مطابقٌ لقصد الإنجيل في قوله: “لا تَدَعِ الشّرَّ يَغلِبُكَ، بلِ اَغلِبِ الشّرَّ بالخَيرِ”.
اضاف: “من هذا المنطلَق التوحيديِّ، ومن واقعٍ تعيشُه البلادُ والمنطقةُ نتساءلُ: أين هي إرادةُ الخير في هذا العالَم؟ وأين هي الحكمة في مقاربة الأمور ومعالجة المشاكل؟ وأين هو الصبرُ والتحمُّل؟ لقد تمادى الشرُّ إلى أبعد الحدود وتضاعفت أدواتُه التدميرية والإجرامية، وغابت الحكمةُ من رؤوس الحكّام المتسلِّطين، وسيطر الغدرُ والإرهابُ، ولم تعدْ لغةُ العقل تتكلَّمُ في غالب الأحيان، وقد أُفسحَ في المجال أمامَ لغةِ البارود والنار، من غزّةَ المقتولةِ ظلماً، إلى جنوب لبنانَ المدمّرِ المهجّر، إلى سوريا المفكّكةِ أشلاءً، إلى العراقِ واليمن وليبيا والسودان وغيرِ مكان. وسط هذا الخضمّ من الدمِ والدمار والعدوان والحصار واقتتال الأخوة وغطرسة العدوّ، نتطلّع بعين المسؤولية والأمل إلى واقع الطائفة وواقعِ الوطن، واثقين بأنّنا قادرون بإيمانِنا الروحيّ، وبحفاظِنا على قيمِنا المعروفية، وبتماسكِنا الاجتماعي، وبعشقِنا لأرضِنا وتاريخِنا، وبوحدتِنا الداخلية والوطنية، قادرون على التحمُّلِ والصمودِ والمواجهة. وفي قلب هذا المشهد المؤثِّرِ وتلك الهمجية التي لم تتمكن دولُ العالَمُ من لجمِها، نقفُ وِقفةَ أهلِ العقل والحكمة، قيادةً سياسيَّة ورئاسةً دينيةً ومجلساً مذهبيّاً ومجتمَعاً معروفياً وطنياً عربيَّاً أصيلاً، نقفُ لنؤكِدَ أولاً على انتمائتا الروحيّ للمسلكِ التوحيديِّ العرفانيّ، ولتمسكنا التاريخي بالهوية العربية الإسلامية لطائفة الموحدين الدروز، ولتعلُّقنا الأخلاقي بالقيم الذاتية والاجتماعية المتوارَثة، ذلك الانتماء الروحي وتلك الهوية التاريخية وهذه القيم المعروفية هي التي تجمع الموحِّدين الدروز أينما كانوا، وهي هي التي تحفظُهم وتحميهم وتثبِّتُ وجودَهم الراسخَ وولاءهم الوطنيَّ الثابتَ وعيشَهمُ الواحدَ المشترَك”.
وتابع: “رسالتُنا الواضحة إلى أهلِنا الموحِّدين وإلى أبناءِ وطنِنا الموحَّدين، ألَّا تبخلوا على إخوانِكم المُصابين والمجروحين عميقاً بينما كانوا يزرعون أرضَهم ولاءً وحبَّاً وعطاءً، ويدافعون عنها بما لديهم من طاقةٍ وعنفوان، ويُستشهَدون من أجلِ قضيَّةٍ آمنوا بها وسرت في دمائهم. تعاملوا معهم بلطفٍ وإحساسٍ مرهَف، تحمَّلوا عبءَ الاستضافة برحابة صدرٍ ولا تَضيقوا ذَرعاً بمن ذاق لوعة النزوح، وتعاونوا مع القيِّمين على النظام والأمن لتصونوا بيوتَكم ولتحفظوا الأمنَ في قراكم وأحيائكم، ولتحافظوا على أملاكِكم إذ هي ليست للمساومة والتخّلي مهما كانت المُغرياتُ أو التحديات، وإذا كان لنا أن نوجِّهَ كلمةَ شكرٍ وتقدير في هذا المجال، فلكم وليد بك بالدرجة الأولى، وللقيادات الدرزية والوطنية التي تميَّزت بموقفِها التضامنيِّ المسؤول، وللهيئات الحزبية والأهلية المتابعة بجديّة، ولخلايا الأزمة والبلديات، على أمل تضاعف الدعم العربي والدولي للبنان، ووصول المساعدات لمستحقيها في كلِّ المواقع والمناطق”.
واردف: “وها نحن نلتقي اليوم في السابع من تشرين الأول، وعلى بعد عامٍ بالتحديد من “طوفان الأقصى” وما تسبَّب به من حربٍ لم تُبقِ ولم تَذَر، طوفانٍ لسنا هنا لمناقشة مدى صحته، ولكنّنا ندرك أنه عبَّر عن أسى واحتقانٍ ونفاذِ صبرٍ من تمادي العدوان والمماطلة في إهمال حقوق الشعب الفلسطيني، وما أعقب ذلك من حرب مساندةٍ كما أسمَوها، مساندةِ الأخ لأخيه، مما أوصلنا إلى ما وصلنا إليه من حربٍ على لبنان تستهدفُ البشرَ والحجر وتدفغُ البلاد إلى حافّة الفوضى والانهيار الكامل”.
وقال: “لقد آن الأوانُ ليقظةٍ دوليّة ولموقفٍ عربيٍّ موحَّد ولتضامنٍ داخليٍّ قويّ للضغط باتِّجاه فرض حلٍّ واقعيٍّ يُوقف إطلاقَ النار فوراً ونهائياً، ويدفع باتِّجاه تطبيق القرارات الدولية، وأوّلُها القرار 1701 كاملاً، ويؤكد على دعم الجيش اللبناني لتمكينه من حفظ الاستقرار العام ومن الانتشار الواسع في جنوب الليطاني، أملاً في إعادة الاعتبار لاتّفاق الهدنة وإحيائه من جديد”.
وختم: “إنّنا، إذ نُثني على الحركة الإيجابية التي يقوم بها الزعيمُ القائدُ وليد جنبلاط، وننوِّه بما صدر عن لقاء عين التينه الذي جمعه بصاحبَي الدولة الرئيسين برّي وميقاتي، وما تبعه من زياراتٍ ولقاءاتٍ تؤكِّد الحرص الشديد على التضامن الوطني والحاجة إلى مشاركة جميع الأطراف السياسية والعائلات الروحية في صياغة برنامج خلاصٍ للوطن، وإلى موقفٍ لبنانيٍّ تاريخيٍّ موحَّدٍ يضعُ الأنانياتِ جانباً ويتجاوزُ الاختلافاتِ والمطالبَ الفئويّةَ الضيّقة للوصول إلى هذا الحلّ الواقعي الذي تبنَّاه لقاء عين التينة كمقدِّمة لتفاهمٍ وطنيٍّ واسعٍ حوله يُخرجُ لبنانَ من هذه المواجَهة المتصاعدة والمجهولةِ النتائج، ويدفعُ تلقائياً وفي أسرع وقتٍ ممكن إلى انتخاب رئيس وفاقي للجمهورية يُطمئن الجميع ويبدّد هواجسَهم ويرعى إعادةَ انتظام الدولة وإحياءَ مؤسساتها من أجل القيام بواجباتها تجاهَ المواطنين على كافة المستويات”.
وتابع أبي المنى: “لذلك، نقول في هذا اللقاء، وقد أطلقنا من قبل النداء تلو النداء: أيها اللبنانيون، أيها الوطنيون، الوقت ليس للمناكفات والتصعيد والتعقيد ومحاولة فرض الشروط من هنا وهناك، الوقت ليس لاتخاذ المواقف الفئوية والطائفية، ولا للاصطفافات المحورية وربط مصير الوطن بأي مصير آخر على امتداد المنطقة كلها، الوقت لتعزيز الثقة الداخلية، ثقتنا بعضنا ببعض، وثقتنا بالدولة المسؤولة القادرة على تحصين شعبها وتطوير مؤسساتها”.
أضاف: “الوقت للتفاهم والتوافق والتلاقي، في العمق وليس سطحيا، لأنّ لبنان يواجه خطرا وجوديا، والكيان معرض للتفكك والضياع، وأطماعَ العدو الغاصب ليس لها حدود في الزمان والمكان. الوقت للتضامن والعودة الى الجذور، إلى التاريخ المشترك والعنفوان المشترك والعيش المشترك والارادة الوطنية القوية المشتركة، ولنا في عمقنا العربي وفي أصدقاء لبنان الكثر وأبنائه المنتشرين خير داعم وحاضن إذا نحن أحسنا التفاهم في ما بيننا وتلاقينا على مصلحة البلاد والعباد. فلنترحم على الشهداء، ولنصل معا لشفاء الجرحى وسلامة المصابين، ولنؤاس من فقد بيته وخسر مؤسسته، ولنبادر إلى تلقف المبادرات الخيِرة، فنتقدم خطوات إلى الأمام، في ظل ما حصل من متغيرات وما تعلّمناه من دروس وعبر”.
وتابع: “أما القضية المركزية التي تدور حولها بقية القضايا فهي القضية الفلسطينية التي ما زالت تنتظر الحل العادلَ لتكونَ للفلسطينيين دولتهم السيدة المستقلة، فلا يحتاج هذا الشعب المقهور والمقاوم ولا تضطر أجياله الصاعدة إلى طوفان جديد، حل عادل وشامل ترعاه الأمم المتحدة وعواصم القرار والأشقاء العرب، ليحل السلام وتنتهي المأساة”.
وأردف: “أخيرا، أيها الأخوة الأعزاء، لن أُطيل أكثر مما أطلت، لكن لا بد من التوجيه إلى أهمية دور المجلس المذهبي في هذه الظروف الاستثنائية، وعلى الأخص في الموضوع الاجتماعي، فالأزمة ربما تكون إلى اتّساع، مما يحتم الاتفاق على خطة عمل تتولاها اللجنة الاجتماعية ونكون معنيون بها جميعنا من خلال خلية أزمة في المجلس، مشكلة من الأعضاء والموظفين، خلية تتعاون مع خلية إدارة الأزمة في الجبل والمناطق لجهة تحديد أماكن الاستيعاب إذا ما حصل المزيد من النزوح، ومعالجة المشاكل وحل الأزمات التي يمكن أن تستجد، بالإضافة إلى تلقي الدعم من الجهات المانحة، والاستفادة من خدمات الدولة، وتفعيل عمل مركز الرعاية الصحية في عاليه بالتعاون مع وزارة الصحة العامة ومع المتطوعين المتعاونين”.
وختم: “إنه الوقت للعمل، وإنه الوقت للدعم والزكاة ومساندة صنوق المجلس الخيري ليتمكن من القيام بواجبِه، ولا شك في أننا جميعنا مستعدون، وكل في مجاله وحيث يستطيع، وزراء ونوابا ورجال أعمال وإداريين وحزبيين وقادة مجتمعٍ وعاملين، ولنا في المختارة المثل الأعلى في العطاء وتحمل المسؤولية، ولندرك ونتيقن أننا لسنا متروكين، كما يردد دائما شيخنا الشيخ أبو صالح محمد العنداري ومشايخنا الأجلاء، فلنقرن الأمل بالعمل، والدعاءَ بالإرادة، فهذه الأرض أرضنا ولن نتخلى عنها، وهذا الوطن وطننا جميعا ولن نرضى بأن تدمر صيغة التنوع فيه، وطن الآباء والأجداد والأمجاد، من الماري وإبل السقي والفرديس جنوبا، إلى الشويفات وعرمون ساحلا، إلى أعلى قمة في جبل الباروك وجبل الشيخ، إلى كل لبنان. حفظه اللهُ لنا ولأولادِنا وأحفادنا من بعدنا”.
جنبلاط
وكذلك، ألقى وليد جنبلاط كلمة تقدم فيها “بالتعازي بالآلاف من الشهداء الذين سقطوا نتيجة العدوان الإسرائيلي”.
وتطرق جنبلاط إلى لقاء عين التينة، قائلا: “اجتمعنا منذ أسبوع عند الرئيس نبيه بري، بحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، دعوني ولبيت الدعوة، وهم يتمتعون بالصفة الشرعية بانتظار انتخاب رئيس للجمهورية، وأجدد التذكير أننا اتفقنا على استنكار العدوان وأهمية وحدة اللبنانيين والتزام لبنان وقف إطلاق النار والقرار 1701 وكل القرارات السابقة، وأضيف عليها اتفاقية الهدنة بين لبنان والكيان الإسرائيلي المغتصب العام 1949، ولن نربط مصيرنا بمصير غزة، والاجتماع كان واضحا، والقرار واضحا”.
أضاف جنبلاط: “بالإضافة إلى الدعوة لانتخاب رئيس وفاقي، لن نربط انتخاب رئيس وفاقي كما حاول البعض في مرحلة معينة بوقف إطلاق النار، ويبدو أن الجهود التي بُذلت من قبل الرئيسين بري وميقاتي وكل الدول لم تنتج وقفا لإطلاق النار، إذا لا بد من انتخاب رئيس والحرب مندلعة”.
وتابع: “خرجت بعد الاجتماع نظرية أننا استبعدنا الشركاء الآخرين، لا نملك أي صفة لاستبعاد أحد، المجلس النيابي تتمثل فيه كل القوى والشركاء، وجولة النائب وائل أبو فاعور على قسم من الشركاء هي تأكيد على هذا الأمر، ويجب استكمال هذه الاتصالات بسرعة فالحرب دائرة”.
وأردف: “أما تسمية الرئيس الوفاقي فهي ليست بجديدة، ودخلنا في هذا الجدال منذ تشرين الأول عام 2022 قبل اندلاع الحرب وعند انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون، ومنذ تلك اللحظة ونحن نبحث للوصول إلى رئيس وفاقي، فكيف اليوم وأتمنى أن نخرج أنفسنا من هذه الدوامة كوننا في حرب قد تطول”.
وشدد جنبلاط على “أهمية دور اللجنة الخماسية التي كلفت بالقيام بتسهيل انتخاب رئيس”، مشيرا إلى أنه “لا بد من مشاركة أفعل، كما أهمية الدور الدولي والعربي لمواجهة الكارثة الإنسانية”.
وتوجه جنبلاط بالشكر إلى “أهل الجبل وكلّ لبنان لاحتضان النازحين حيث أمكن، ولجميع الأحزاب والمجتمع المدني والأهلي والتحية للرئيس ميقاتي، ففي لحظة أراد البعض من الزائرين أن يعلمنا كيف نصمد، فليسمح لي بأننا نعلمه كيف نصمد وهذا تاريخنا، كما التحية للقوى الأمنية وستبقى الدولة لتحمي الجميع”.
حمدان
وتخلل الاجتماع مداخلات عدة، ومنها مداخلة للنائب فراس حمدان باسمه وباسم النائب مارك ضو، قائلا: “من الجنوب المهجر والمدمر وفي ظل سياسة الأرض المحروقة وتهجير الجنوبيين من أراضيهم وفي ظل لحظة تغيير الخرائط وسقوط الترتيبات التاريخية، سوف أتكلم بإيجاز فالأوضاع المأسوية التي نعيش لا تحتمل ترف الإنشاء”.
أضاف: “نحن اليوم في هذا اللقاء من موقعنا الوطني، النيابي والسياسي، نمد اليد فوق الاختلافات الى كل القوى السياسية والمجتمعية لترجمة التضامن الشعبي الى تضامن سياسي يجنب البلد تحديات ومآسي المرحلة الدقيقة التي يمر بها وطننا ويعطل المشروع الاسرائيلي الجهنمي ضد لبنان، فالمصلحة الوطنية تقول أن لا مصلحة لأحد بالتصلب ولا بالأوهام فالحاجة لوقف الحرب هي أولوية الأولويات بما يترتب على ذلك فصل المسار عن غزة وتطبيق الـ1701 كاملا وتعزيز الجيش في الجنوب وأن تكون الدولة من خلال المؤسسات الدستورية هي المرجعية الوحيدة في الدفاع والحماية عن كل اللبنانيين”.
وتابع: “لا مكان للرهانات الخاطئة، شرقا او غربا، ان كنا قد تعلمنا شيئا من التاريخ والجغرافيا، لا رفاهية للتعطيل والمناكفات، فاستعادة الدولة ومؤسساتها تفضي بالتوجه فورا إلى المجلس النيابي لإنتخاب رئيس للجمهورية متبنيا نقاطا سياسية إصلاحية وتشكيل حكومة طوارئ لمواجهة مخاطر هذا العدوان”.
وختم: “يحمي لبنان فقط ثلاثية ذهبية واحدة: صمود أهل الأرض ، تضامن المجتمعي مع النازحين، تواضع كل القوى السياسية وفك ارتباطها ورهانها على المحاور والساحات الخارجية لصالح المصلحة الوطنية، حمى الله أهل الجنوب، حمى الله لبنان”.
كما كانت مداخلة لرئيس اللجنة الثقافية الشيخ وسام سليقة، وكذلك جرت مداخلات عدة رد عليها جنبلاط، مؤكدا مواقفه في متن كلمته.
وبعد الاجتماع، زار جنبلاط والنواب والشيخ حسن وعدد من الشخصيات دارة سماحة الشيخ ابي المنى في شانيه.