استقبل رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين والوفد المرافق، بحضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون والمستشار الإعلامي للرئيس بري علي حمدان، وجرى عرض لتطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والمساعي المبذولة لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وأكد الرئيس بري بعد اللقاء الذي دام لأكثر من ساعة وعشر دقائق، أن “اللقاء كان جيدا والعبرة في النتائج”.
هوكستين
بدوره، قال الموفد الأميركي بعد اللقاء: “أنا ممتن من عودتي الى لبنان ولكنني حزين لأنني أشهد آلام شعبه، وعليّ القول بأنها لحظات حزينة للغاية ان أكون خلالها في لبنان، فالشعب اللبناني مثل كل الشعوب في المنطقة يريدون العودة الى منازلهم بأمان وسلام وبناء مستقبل مزدهر وآمن لعائلاتهم”.
اضاف: “هذه الزيارة السادسة أو السابعة للبنان في هذا العام والعام المنصرم، بينما أمضينا أحد عشر شهرا نحاول أن نحتوي الأزمة لم نتمكن من حلها، وخلال كل زيارة كنت أنبه الى أن الوضع ملح وأن الوضع القائم لا يمكن أن يستمر، وكان علينا أن نصل الى حل أو ان الأمور ستتصاعد وتخرج عن السيطرة، وقد وقفت في هذا المكان مرة وراء مرة، خاصة في شهر آب مؤخرا، ونبهت الى ضرورة انهاء الوضع والحل كان ممكنا ولكن تم رفضه وخرجت الأوضاع عن السيطرة، كما كنا نخشى أن ذلك ممكن”.
وتابع: “أود أن أكون واضحا للغاية بأن ربط مستقبل لبنان بنزاعات أخرى في المنطقة لم يكن وليس في مصلحة الشعب اللبناني، وكما قال رئيسنا الرئيس بايدن هدفنا الوصول الى اتفاق شامل يشمل قرار مجلس الأمن 1701، يضمن أن يكون هذا النزاع هو الأخير لأجيال عديدة. ان القرار 1701 كان ناجحا في إيقاف الحرب في العام 2006 ولكن علينا ان نكون صريحين، لم يقم أحد بأي شيء لتطبيقه وعدم التطبيق خلال كل هذه السنوات ساهم في الازمة التي وصلنا اليها الآن، وهذا يجب أن يتغير لأن التزام الطرفين بال1701 لا يكفي، وانا عدت اليوم الى بيروت لأقوم بمباحثات مع الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني ورؤساء وقادة سياسيين آخرين، وبصراحة أي شخص يمكن أن يلعب دورا أساسيا لوضع لبنان على طريق جديدة من القوة والإستقرار وايضاً الازدهار الإقتصادي”.
وقال: “لقد أجريت للتو لقاء بناء للغاية مع رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري، وشكرته أيضا وأشكره على هذه المباحثات المفصلة، ان الحكومة اللبنانية وكل قادتها يحتاجون لدعم العالم وأن الولايات المتحدة الأميركية وشركائنا ملتزمون بدعمهم. إن الحكومة اللبنانية تستطيع ويجب أن تؤمن لكل الشعب اللبناني، وللقيام بذلك عليها أن تضع احتياجات شعبها أولا والعالم سيقف الى جانب لبنان وقادته اذا أخذوا الخيارات الشجاعة والصعبة والضرورية والمطلوبة في هذا الوقت لمصلحة كل الشعب اللبناني، ونحن ملتزمون الى جانب الشعب اللبناني وملتزمون بمستقبل لبنان، وهذا سبب وجودي هنا اليوم ليحمي الله الأبرياء في هذه المنطقة ويساعدهم” .
وسئل: لا احد في لبنان يؤمن بأن ليس باستطاعة أميركا الضغط على اسرائيل، فلماذا لا تضغط الولايات المتحدة بما يكفي على اسرائيل أو لماذا لا تريد أميركا وقف اطلاق النار؟
أجاب: “أميركا تريد إنهاء هذه المواجهة وهذا النزاع بأسرع وقت ممكن، هذا ما يريده الرئيس بايدن وما نريده ونعمل من أجله جميعنا، قلت للتو إننا نعمل مع الحكومة اللبنانية والدولة اللبنانية ومع الحكومة الإسرائيلية للوصول الى صيغة تضع حدا لهذا النزاع للمرة الأخيرة وتضع آليات أيضا تسمح ليس بإنهائه ووقفه الان لنبدأ مجددا في الأسبوع المقبل أو الشهر المقبل أو العام المقبل، بل لينتهي النزاع نهائيا والجميع يستطيع العودة الى منازلهم ويعرفون أننا وصلنا الى عهد جديد من الإزدهار، وهذا ما نحاول أن ننفذه بأسرع وقت ممكن”.
سئل: تحدثتم عن تعديلات القرار 1701 فما هي هذه التعديلات بالتحديد؟ وكيف تعتقدون انها ستكون ردة فعل الحكومة اللبنانية الحاقا بلقائكم مع الرئيس بري؟
أجاب: “التزامنا هو أن نحل هذا النزاع استنادا وبناء للقرار 1701، هذا ما سيكون شكل الحلول، وللقيام بذلك يجب أن نتأكد من كل الأطراف في هذا النزاع يعرفون أن القرار 1701 سيطبق وينفذ، وكما قلت لا أحد يستطيع أن ينظر الى السنوات الثماني عشرة السابقة ويقول ان أي شخص قام بأي شيء لتطبيق وتنفيذ القرار 1701 يجب وضع المسائل في أماكنها وأن نفرح للشعب اللبناني والشعوب في المنطقة الأخرى ان يشعروا بالدعم والثقة بأن الأمور ستختلف هذه المرة” .
اضاف: “عندما يقولون إننا نحن ملتزمون بالقرار 1701 هذا ما قاله الجميع في العام 2006 وهذا ما وصلنا اليه الآن، نحن بعيدون عن الكثير مما كان يجب أن يطبق من القرار 1701، إذا أنا هنا اليوم لأتمكن من إجراء المحادثات ليس حول تغيير القرار 1701، القرار 1701 هو ما هو وهذا ما سنتطلع اليه كأساس لوضع حد لهذا النزاع، ولكن ما يجب القيام به بالإضافة الى ذلك التأكد من تطبيقه وتنفيذه بطريقة عادلة ودقيقة وشفافة لكي يعرف الجميع المسار الذي نحن عليه، وأعتقد أن ذلك يأتي من الثقة التي يجب أن تعطيها الحكومة الإسرائيلية والحكومة اللبنانية للشعوب على جانبي الحدود، وأيضا المجتمع الدولي الذي يجب أن يساهم في دعم لبنان واعادة بنائه، وما يواجهه من دمار، يجب أن يكون هناك إعادة إعمار، ويجب أن يكون هناك إعادة اعمار اقتصادية للبنان وعلى المجتمع الدولي أن يلتزم القيام بذلك”.
وتابع: “أميركا ملتزمة وسيكون علينا دعم الجيش اللبناني، لأننا إذا أردنا أن يكون الجيش اللبناني هو الجزء المهم في وقف هذه الأعمال العدائية وإنهاء هذا النزاع فسيكون بحاجة الى المجتمع الدولي ومساعدته، الجيش اللبناني باستطاعته أن يحمي لبنان ومرافئه بما فيه الحدود وكل جزء من البلد، ولكن يحتاجون الى المساعدة”.
واردف: “بالنسبة لنا في أميركا وبالنسبة للشعب الأميركي وللعالم وأيضا، الذي سيأتي ليساعد ويساهم في اعادة الإعمار العسكري والإقتصادي، علينا أن نعرف أن هذا لن يلحقه نزاع اخر بعد سنوات، لذلك القرار 1701 كالتزام عام وعلني لا يكفي، لذلك عندما أقول علينا تعديله فسأقول كلا لا أتحدث عن تعديله أنه 1701 ولكن علينا ان نضع النقاط والمسائل ليكون هناك ثقة بأنه سيطبق بالنسبة للجميع”.
وردا على سؤال قال هوكستين: “لن يعجبك جوابي، أنا سأفاوض مع الحكومة اللبنانية وسأحاول أن يكون ذلك بالخاص وفي اجتماعات وسأتفاوض ولن أبحث تفاصيل هذا مع الجمهور”.
سئل: هل تدعمون كما دعمت “أكسيوس” تنفيذ أيضا ناشط لل1701؟
أجاب: “أنا لن أعلق على تقارير مختلفة في الإعلام عن اجزاء مختلفة ومغالطات مختلفة وتكتيكات ومفاوضات مختلفة وسيكون لدينا محادثات مع الحكومة اللبنانية والحكومة الإسرائيلية حول أفضل طرق للوصول الى وقف الأعمال العدائية ووضع حد لهذا النزاع كما قلت، وسأحاول القيام بذلك في اجتماعات خاصة ولن أناقش ذلك في العلن”.
ابو الغيط
كذلك، تابع الرئيس بري المستجدات السياسية والميدانية وأزمة النازحين والتداعيات الناجمة عن مواصلة العدوان الاسرائيلي على لبنان، خلال استقباله أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط والوفد المرافق، بحضور المستشار حمدان.
وقال أبو الغيط بعد اللقاء: “لعل هذه الزيارة جاءت اليوم متأخرة بعض الشيء، ولكن الحقيقة المؤكدة أننا نحاول الحضور الى لبنان والى بيروت على الأقل منذ عشرة أيام ولكن توقف الطيران وصعوبته حال دون تنفيذها بوقتها منذ عشرة أيام”.
اضاف: “التقيت صباح اليوم بدولة الرئيس نبيه بري وعبرت بالتأكيد عن وقوف الجامعة العربية بالكامل لتأييدها للبنان في هذه المحنة البالغة الشدة، وعن عميق التعازي في هذه الخسائر البشرية التي لحقت بأبناء الشعب اللبناني. في نفس الوقت، أكدت على أولويات محددة تتبناها الجامعة العربية في مقدمتها أهمية وضرورة التوصل الفوري لوقف اطلاق النار مستقر ومقبول ودون مدد زمنية مثلما يطرح هنا وهناك”.
وتابع: “أيضا أكدت أنه بالإضافة الى وقف اطلاق النار الأمر يتطلب وفورا، العمل وبأسرع وقت ممكن على انتخاب رئيس للبلاد، لأن انتخاب رئيس توافقي ومعروف بمواطنيته وخبرته سوف يؤدي بالتأكيد الى استعادة الدولة اللبنانية لهيبتها وبالتالي يعود لبنان لممارسة دوره العربي والإقليمي بوضوح شديد. أكدت أيضا، ضرورة الإنسحاب الفوري مع توقف اطلاق النيران، انسحاب اسرائيل من أي اراض لبنانية تكون قد خضعت للإحتلال الإسرائيلي أو للمحاولات الإسرائيلية التواجد على الأراضي اللبنانية”.
وقال: “أرى أن القرار 1701 هو قرار محوري ويجب استعادته وتنفيذه حرفيا وبالكامل وفي أسرع وقت ممكن، أذكر أن هذا القرار وعندما تم تبنيه في العام 2006 وكنت وقتها وزيرا للخارجية، وأرى انه قرار مناسب للتطبيق والتنفيذ الفوري، هذه هي النقاط”.
اضاف: “تحدثت مع الرئيس نبيه بري واستمعت الى رؤيته والى نقاشه مع المبعوث الأميركي وما توصل اليه معه من احتمالات وتفاهمات، وآمل أن تتحرك الأمور ولا ننتظر كثيرا لتحقيق هذه الإنفراجة المطلوبة للموقف في لبنان، موقف خطير مرفوض، نرفض تماما العنف الاسرائيلي البالغ والقسوة البالغة مثلما نشهد على الأرض”.
وتابع: “يُحزن الإنسان ويأسف أن يرصد هذا القدر من الإهمال من قوى ذات تأثير في العالم تحدثت كثيرا عن المبادىء والقيم ونرى أن هذه المبادىء والقيم اختفت تماما في منهجها سواء بالنسبة لغزة والقتال في غزة أو بالنسبة للوضع في لبنان، كثيرا ما تحدثوا عن هذه القيم كانوا يحاولون دائما تلقيننا بها كنا نستمع، وأنا كثيرا ما استمعت على مدى ثلاثين عاما ثم أشهد ما يسمحون بفعله، حقيقة مأساة كبرى أيضا ورغم أن مجلس الأمن له دوره الأسلوب الذي عوملت به قوات اليونيفيل من قبل اسرائيل منذ عشرة أيام وغياب مجلس الأمن بتهديد واضح وربما تحت الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة واتهام بأنكم تعطلون الإرادة الدولية وارادة مجلس الأمن، هذا شيء يحزن ولا يعطيك ثقة في هذه الرؤية”.
وقال: “أيضا، أتصور أن من الضروري اذا ما تم الإتفاق والتوافق على وقف اطلاق نار وفوري، أن يحصل الشعب اللبناني والدولة اللبنانية على ضمانات ألا تعاود اسرائيل عمليات القتل العشوائي مثلما يحدث أو اي عمليات قتل على الأرض في لبنان وضمانات بعدم محاولة الإغارة مرة أخرى على السماوات اللبنانية والأرض اللبنانية والمياه اللبنانية”.
سئل: أيدتم موقف الرئيس نجيب ميقاتي الرافض للتدخلات الإيرانية، فما هو موقف الجامعة من ايران وما تقوم به في لبنان؟
أجاب: “قرارات الجامعة العربية وأنا أعمل في اطار هذه القرارات، أن أي تدخلات أجنبية على الأرض اللبنانية أمر غير مقبول، تدخلات أي طرف على الأرض اللبنانية أمر غير مقبول ويجب أعطاء الفرصة للبنان لاستعادة هيبته على أرضه، وحدة أراضيه على أرضه وسيادته على أرضه، هذا أمر واضح في القانون الدولي، فأي تدخلات سوف تكون مرفوضة”.
سئل: لبنان اليوم غير متروك عربيا انسانيا ولكن هناك شعور بأنه متروك سياسيا، فهل يمكن أن نشهد مثلا اجتماعا طارئا لجامعة الدول العربية من أجل لبنان الذي أصبح اليوم محتلا ويتعرض لعدوان شرس بغض النظر عن الحسابات السياسية؟
أجاب: “الجامعة العربية تقف بالكامل وأصدرت قرارا واضحا جدا في هذا الشأن ومنذ عشرة أيام على مستوى المندوبين الدائمين، وكان هناك أيضا موقف للإجتماع الوزاري وقرار دولي لجامعة الدول العربية وأيضا في اجتماعات نيويورك لوزراء الخارجية العرب أقروا ذلك، الإنسان لا يتحدث عما يفعل ولكن حجم التواصل العربي العربي والنقاشات الدائرة بين العالم العربي والقوى الأجنبية هي التي تتحدث عن القيم والمبادىء عميق للغاية، ولكن لا شيء يحدث لأنهم يسمحون بما يحدث، وهذا هو الأمر ليس المؤسف فقط بل المخجل ان نتحدث فيقال علينا انتظار نتائج الإنتخابات الأميركية، فالعالم يقف على رأسه للأسف الشديد”.
سئل: أنا سأشكو اليك معاناة قبل السؤال؟
أجاب: “هذه المعاناة رأيتها في طريقي من المطار الى المدينة، وأعبر عن عظيم الأسف والأسى لهؤلاء الطيبين الذين يفترشون الأرض في لبنان. وأطالب الجميع بالهبة وتقديم المساعدات الدولية والفورية للشعب اللبناني” .
سئل: المعاناة التي اريد ان أتحدث عنها مختلفة، كل من يأتي الى لبنان من موفدين عرب وأجانب الاساس للذهاب الى الحلول هو القرار 1701 الجميع يضع لبنان مع الإسرائيلي في نفس الخانة، مع العلم أن الاسرائيلي هو من يقوم وقام على مدى 18 سنة بخرق هذا القرار والدليل ما تفضلت به منذ قليل خمس او ست اعتداءات مؤخراً، كيف يمكن الوصول الى حل بناءً للقرار 1701 والموفدين يوازنون بين لبنان والعدو الإسرائيلي؟
اجاب: “القرار يصدر من مجلس الأمن بوقف اطلاق النار والعودة الى التنفيذ الفوري للقرار 1701 هذا هو المدخل وانا أتكلم وعملت في الأمم المتحدة 15 عاما”.
سئل: اليوم يحكى في اسرائيل عن حوار بالقضاء على “حزب الله” هل هذا الشيء ممكن؟ وهل انتم مع هذه الفكرة؟
أجاب: “أنا مع هذا؟ وأنت متصور الإجابة ايه؟ الرحمة بنا القضاء على حزب أو حركة أو فكرة أحيلك الى مقال في غاية الأهمية أرجو الجميع أن يقرأه في مجلة فورن بوليسي الأميركية كتبه أستاذ أميركي في جامعة هارفورد اسمه ستيفن فالد، يقول لا تستطيع أن تقتل فكرة”.
سفيرة النمسا
كما استقبل الرئيس بري سفيرة النمسا الجديدة في لبنان فرانزسكا هونسوفيتز، في زيارة بروتوكولية بمناسبة توليها مهامها الجديدة كسفيرة لبلادها في لبنان.