انعقدت القمة العالمية السادسة للإعلام في مدينة أورومتشي، حاضرة منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بشمال غربي الصين.وجمعت القمة التي تحمل موضوع “الذكاء الاصطناعي وتحول وسائل الإعلام”، أكثر من 500 مشارك من 106 دول ومناطق، بما في ذلك ممثلون من 208 وسائل إعلام رئيسية وأجهزة حكومية ومنظمات دولية.وشاركت في استضافة الحدث وكالة أنباء شينخوا وحكومة منطقة شينجيانغ.
حيث أعرب ممثلون عن وسائل إعلام رئيسية وأجهزة حكومية ومنظمات دولية شاركوا في القمة العالمية السادسة للإعلام المنعقدة مؤخرا في أورومتشي، حاضرة منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بشمال غربي الصين، عن تقديرهم للتطورات السريعة والإيجابية التي شهدوها في شينجيانغ خلال حضورهم القمة وزيارتهم لمختلف المناطق بشينجيانغ.
وشارك رئيس معهد طريق الحرير للدراسات والابحاث وارف قميحة في أعمال القمة، وقال في كلمة :” يشرفني أن أكون معكم اليوم في هذه الجلسة المميزة من قمة الإعلام العالمية السادسة، وأنا قادم من وطني الحبيب لبنان، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي لا يفرق بين البشر والحجر. أما موضوعنا اليوم، “التعاون والتوافق: التبادلات بين الشعوب على طول الحزام والطريق”، فهو يعكس أحد أبرز التحديات والفرص في عصرنا الحديث. إن التبادل الثقافي والتعاون الاقتصادي بين الشعوب يمثلان حجر الزاوية لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز السلم والأمن”.
أضاف :”نحن بحاجة إلى استغلال هذه الفرص لتعزيز التواصل بين الدول والشعوب، وتجاوز الخلافات التي قد تعيق مسيرتنا نحو مستقبل مشترك. دعونا نعمل معًا على بناء جسور التعاون والتفاهم، لنتمكن من مواجهة التحديات المشتركة وتحقيق الأهداف التي تصب في مصلحة الجميع”.
واكد قميحة “ان مبادرة الحزام والطريق، التي أطلقت قبل عقد من الزمن، قد أضحت واحدة من أكثر المشاريع الطموحة التي تسعى إلى توحيد الاقتصادات عبر قارات متعددة. ومع ذلك، فإن النجاح الحقيقي لهذه المبادرة لا يقاس فقط ببناء الجسور المادية مثل السكك الحديدية والموانئ، بل أيضا من خلال بناء الجسور غير الملموسة بين الثقافات والشعوب”.
أضاف :”ان التبادلات بين الشعوب على طول الحزام والطريق تتيح لنا فرصة عظيمة لتعزيز التعاون والتفاهم المتبادل. إن هذه التبادلات لا تقتصر على المجال الاقتصادي، بل تشمل أيضاً الثقافة، الإعلام، والتعليم. في هذا السياق، يُعتبر الإعلام أداة قوية يمكنها نقل القيم والمفاهيم وتعزيز الحوار البناء بين مختلف الأطراف.
عندما نتحدث عن التعاون الثقافي والإعلامي، فإننا نتحدث عن استكشاف طرق جديدة للتفاهم والاحترام المتبادل. إن التعرف على عادات وتقاليد وثقافات الآخر يعزز التفاهم العميق ويساهم في تقليل الفجوات الثقافية التي قد تخلق سوء فهم أو نزاع.
لنأخذ على سبيل المثال: عندما نقوم بتبادل البرامج الإعلامية والقصص الثقافية، نحن لا نكتسب فقط معلومات جديدة، بل نفتح أبواباً للحوار والتفاعل. الأفلام، الوثائقيات، والمحتوى الإعلامي الآخر يمكن أن يكون له تأثير كبير في تغيير التصورات السائدة وبناء تصور أكثر توازناً عن الآخ”ر.
وتابع :”كما أن التبادلات الأكاديمية تتيح للطلاب والباحثين فرصة التعلم من بيئات ثقافية متنوعة، مما يعزز قدراتهم على التفكير النقدي والفهم العميق للعالم. هذه التبادلات تسهم في خلق جيل جديد من القادة والمبدعين القادرين على التعامل مع تحديات المستقبل بروح من التعاون والاحترام.
في هذا السياق، من الضروري أن نتعاون في تطوير آليات فعالة لتعزيز هذه التبادلات. يجب أن نعمل على إنشاء منصات مفتوحة وشفافة للتفاعل وتبادل الأفكار، ونسعى لتعزيز الحوار بين الإعلاميين والمثقفين من مختلف الدول. كما يتعين علينا استكشاف سبل دعم المشاريع الثقافية والإعلامية التي تعزز التفاهم وتعكس التنوع الغني لثقافاتنا.
وفي الختام، أود أن أشدد على أهمية التعاون والتفاهم بين الشعوب كأداة أساسية لتحقيق السلام والاستقرار العالمي. إن التبادلات الثقافية والإعلامية على طول الحزام والطريق ليست مجرد هدف في حد ذاته، بل هي وسيلة لبناء مستقبل أفضل وأكثر تناغماً. فلنعمل جميعا من أجل تحقيق هذا الهدف الطموح، ولنواصل السعي نحو عالم يسوده التعاون والاحترام المتبادل”.
وأكد إعلاميون مشاركون في القمة العالمية السادسة للإعلام، على الدور المحوري لوسائل الإعلام في مواجهة التحديات واستغلال الفرص التي يطرحها الذكاء الاصطناعي على المشهد الإعلامي العالمي.
ودعا المشاركون إلى تعزيز الجهود الدولية لحوكمة الذكاء الاصطناعي، مشددين على أهمية هذه القضية للبشرية جمعاء. وناقشوا التأثير العميق للذكاء الاصطناعي على مختلف جوانب التنمية الاقتصادية والاجتماعية، محذرين في الوقت ذاته من المخاطر المحتملة لهذه التقنية.
وشدد الإعلاميون على “ضرورة الالتزام بأخلاقيات المهنة والمعايير الصحفية، مؤكدين أهمية التصدي لاستخدام الذكاء الاصطناعي في نشر الأخبار المضللة والشائعات.
كما دعوا إلى تبني أساليب مبتكرة لتوظيف الذكاء الاصطناعي في العمل الإعلامي بشكل مسؤول، بما يسهم في تسريع التحول الرقمي وتعزيز قدرة الإعلام على سرد قصص التنمية المستدامة بفعالية أكبر”.
وأكد المشاركون أهمية استثمار إمكانات الذكاء الاصطناعي في تطوير أساليب جمع ونشر الأخبار، مع التركيز على إبراز دوره الإيجابي في تعزيز التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة، مؤكدين أن الاستخدام الفعال لهذه التقنية يمكن أن يسهم في بناء مستقبل أفضل للبشرية.
وعلى هامش فعاليات القمة، أصدر مركز أبحاث صيني تقريرا حول التأثيرات الإيجابية والسلبية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على وسائل الإعلام العالمية ، و صدر التقرير بعنوان: “مسؤولية ومهمة وسائل الإعلام في عصر الذكاء الاصطناعي” من قبل مركز الأبحاث التابع لوكالة أنباء شينخوا خلال القمة العالمية السادسة .
يسلط التقرير الضوء على الاختراقات المستمرة في تطبيقات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مثل التوصيات القائمة على الخوارزميات والتفاعل الصوتي وتوليد الصور. ويشير التقرير إلى أن الصناعات الإعلامية في بعض البلدان والمناطق بدأت تنتقل تدريجيا من استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة إلى جعله المحرك الأساسي لعملياتها.
ووفقا للتقرير، فإن الذكاء الاصطناعي يقود موجة جديدة من الإنتاجية في وسائل الإعلام، حيث يعزز من عمليات جمع المحتوى وإنتاجه وتوزيعه وتقييمه.
ويذكر التقرير أن الذكاء الاصطناعي يساعد في جمع المعلومات الأساسية، والتوصية بمصادر الأخبار وجهات الاتصال والتحقق من المعلومات، مما يوفر للمحررين المزيد من الأخبار القيمة ووجهات النظر المتنوعة.
ويوضح التقرير كذلك أن تقنيات مثل روبوتات الكتابة والمساعدين الإبداعيين المعتمدين على الذكاء الاصطناعي تحرر العاملين في مجال الإعلام من المهام المتكررة والمملة.
كما يسلط التقرير الضوء على كيفية استفادة الذكاء الاصطناعي من البيانات المترابطة الهائلة لمساعدة المؤسسات الإعلامية على اكتساب رؤى أعمق، وبناء ملفات تعريف المستخدمين، وتعزيز الاتصالات مع الجماهير لتقديم محتوى أكثر دقة.
ويشير التقرير إلى أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تعزز كفاءة إدارة وسائل الإعلام من خلال تقييم فعالية الاتصال وتحليل البيانات بدقة.
بالإضافة إلى ذلك، يؤكد التقرير أن وسائل الإعلام تستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة لتوفير المعلومات من خلال محادثات تفاعلية شبيهة بالمحادثات البشرية، مما يسمح بتفاعل ثنائي الاتجاه مع الجمهور، بدلا من نموذج الاتصال التقليدي أحادي الاتجاه.