رأى الرئيس المؤسس “للمنتدى القومي العربي” معن بشور في تصريح بالذكرى 48 للعدوان البريطاني – الفرنسي – الإسرائيلي على مصر، أن “ما يجمع هذا العدوان مع عملية “طوفان الأقصى” في غزة، أن العدوانين اشتركتا فيهما علنا بريطانيا مع الكيان الصهيوني، وسعت واشنطن إلى استغلاله لتحقيق هدفين: أولهما ضرب حركة التحرر العربية بقيادة ناصر، وثانيهما استكمال نفوذها في العالم على حساب حليفيها الأطلسيين وبريطانيا وفرنسا، وهو ما تسعى اليوم واشنطن ولندن وتل أبيب لتحقيقه من خلال ضرب المقاومة الإسلامية في بلادنا”.
ولفت إلى أن “العدوانين رغم أنهما يشتركان في قتل العديد من أبناء مصر وفلسطين ولبنان وغيرهم، لم يتمكنا من تحقيق أهدافهما، سواء بإضعاف موقع مصر والحركة القومية العربية يومها، أو بإجبار المقاومة الفلسطينية واللبنانية على الرضوخ لمطالب العدوان”.
وأشار الى أن العدوانين أثبتا “قوة الرابطة القومية في الأمة”، لافتا الى “تحرك أحرار العالم في كل القارات انتصارا لحقنا وتنديدا بالإعتداءات على بلادنا، حتى أن كثيرين رأوا في ملحمة السويس تداعيات استراتيجية عالمية من أبرزها انطلاق حركة عدم الانحياز، وأجمع المراقبون اليوم، أن ملحمة طوفان الأقصى ستترك أيضا تداعيات استراتيجية عالمية، أبرزها تشكيل نظام عالمي جديد قائم على التوازن والعدالة، وهذا ما يشي به الإعلان الصادر عن قمة البريكس”.
ورأى أن “دور مجلس الأمن في وقف العدوانين كان متشابها وعاجزا عن اتخاذ قرار بوقف العدوان على مصر عام 1961، بسبب فيتو بريطانيا وفرنسا، كما عجز المجلس نفسه أن يصدر قرارا ملزما للكيان الصهيوني بوقف العدوان بسبب الفيتو الأميركي”.
ولاحظ أن “مقاومة الأمة للعدوانين اشتركتا أيضا، بأنها لم تتساهل في التعامل مع شروط الأعداء، فلا عبد الناصر قبل أن تبقى القوات الصهيونية يوماً واحداً في أرض سيناء بأكملها، ولا المقاومة الفلسطينية اليوم في غزّة ومعها محور المقاومة، ترضى بأي اتفاق لوقف العدوان لا يشمل الانسحاب الكامل من غزّة، مع الشروط الأخرى التي ليست سوى قرارات صادرة عن مجلس الأمن لم تنفذها تل أبيب بدعم من واشنطن”.
ولفت الى أن من المشترك بين العدوانين ايضا، “الموقف الرسمي العربي – الإسلامي حيث يصمت معظم الحكام العرب على الجرائم غير المسبوقة التي يرتكبها العدو الصهيوني وشركاؤه”.
وخلص الى أن “العدوان الاستعماري – الصهيوني على المنطقة لم يتوقف على مدى العقود، بل القرون، وإن مقاومة الأمّة لهذا العدوان، وان تفاوتت عناوينها وسبل فعلها بين مرحلة وأخرى، ومن قطر وآخر، هي مقاومة منتصرة بإذن الله، وانتصارها سيكون بحجم التضحيات التي قدمتها في هذه الملحمة”.