اعتبر الرئيس فؤاد السنيورة أنه ” الفريق الاسرائيلي وفريق حزب الله كلاهما أصبحا مأزومَيْن استناداً إلى ما وصل إليه حال كل منهما حتى الآن. وهذه الأزمة باتت تطاول أيضاً الصورة على الصعيد الإسرائيلي في ما يتعلّق بما يفعله في غزة والضفة الغربية”.
وقال في حديث إلى قناة “الحدث”:”يتبيّن من ذلك بأن كل فريق من أولئك الفرقاء قد اندفع في خوضه هذه المعركة العسكرية المتعددة الجبهات من دون ان يكون لديه وضوح كامل بشأن حجمها ولا بمداها ومدتها، ولا كيف يمكن له أن يخرج منها، وماذا يمكن أن يحققه من نتائج. هذا مع شديد حرص كل من هؤلاء الفرقاء بألا يدفع بالأمور الى ان تصل الى نهايات لا يريدها ولا يمكن له التحكّم فيها، التي يمكن ألا تكون في صالحه”.
أضاف:”على الصعيد اللبناني، نرى الآن، وفي خضم هذه الأحداث الصادمة في عنفها الإجرامي والتدميري التي نشهدها، وحيث تقوم إسرائيل بتوسيع نطاق هجومها وقصفها الجوي على لبنان، وعلى أشخاص بعينهم تستهدفهم، والذي بدأ يطاول مناطق عديدة في كل لبنان، وليس فقط في منطقة الجنوب أو في الضاحية الجنوبية لبيروت، ولكن ليشمل أيضاً مناطق أخرى في مختلف أنحاء لبنان. وها قد وصل القصف اليوم الى منطقة حارة صيدا شرقي مدينة صيدا، حيث تم استهداف أحد القياديين في حزب الله، الذي كان من نتيجة هذا القصف، كالعادة سقوط وجرح عدد كبير من المدنيين الأبرياء”.
وأشار إلى أن”الحقيقة هي أنّ إسرائيل، حتى بعد الإنجازات العسكرية التدميرية والإجرامية والاغتيالية التي تقول أنها قد حققتها في غزة، وكذلك أيضاً في لبنان، فإنها فعلياً لم تستطع وحتى الآن أن تحقق أي من الأمور الأساسية التي وعدت بتحقيقها. ومن ذلك، ما يتعلَّق باستعادة الرهائن، ولا أن تعيد أيضاً النازحين الاسرائيليين إلى قراهم وبلداتهم في الشمال، كما انها لم تستطع وحتى الآن أن تنهي حماس، وكذلك لم تستطع أن تنهي حزب الله. على عكس ذلك، إنّ إسرائيل من جانب آخر، باتت تتعرّض الآن لضربات قاسية وموجعة جداً في عمليتها العسكرية البرية التي بدأتها وتخوضها في حملتها على لبنان”.
على صعيد آخر، اعتبر أن “حزب الله وعندما عاد إلى ممارسة مقاومته لإسرائيل بأسلوب الكوماندوس أو من خلال عمليات حرب العصابات، هي التي يمتاز بها ويحقق إنجازًا فيها، وذلك خلافاً لما لجأ اليه الحزب خلال السنوات الماضية، عندما تحوَّل إلى ما يشبه جيشاً نظامياً، وهو التحوّل الذي يبدو أنه أسهم في انكشافه أمنيًا. وحيث بات الحزب يُسْتَعملُ من إيران التي دفعته إلى أن يتدخل في الاشتباكات الدائرة في المنطقة، وذلك لزيادة سيطرة إيران على تلك الدول”. ورأى أن “الحزب الآن مضطر إلى الانسحاب من العراق ومن سوريا، وربما من اليمن. وأصبح مأزوماً، إذْ لم يكسب شيئاً من تدخله هناك إلاّ بما حققته إيران لجهة زيادة سيطرتها على تلك الدول. هذا علماً بأنّ الحزب، تعرّض خلال هذه الفترة، إلى استهدافات موجعة في لبنان بنتيجة القصف المجرم والقاتل والمدمر وعمليات الاغتيال التي مارستها إسرائيل عليه مستهدفة الكثير من قياداته العسكرية والسياسية، ولاسيما أنّه كجيش لا يتساوى مع الجيش الإسرائيلي بقوته النارية والجوية والاستخباراتية والتكنولوجية، وكذلك بالدعم اللامحدود الذي يحصل عليه من الولايات المتحدة. وها هو الحزب يحاول أن يعوّض عن أزمته هنا وهناك من خلال ما يحاول أن يُنْجِزَهُ الآن في حرب العصابات التي يخوضها ضد إسرائيل، والتي يحاول أن يظهر أنه مازال قادراً أن يؤثر في مجريات الأحداث”.
واعتبر ردا على سؤال أنه ” إذا نظرنا إلى الأمور بكل موضوعية، وهو ما علينا أن نقوم به، عند إنجاز القرار 1701 في 11 آب 2006، وذلك عندما كنت أنا رئيساً للحكومة اللبنانية، يتبيّن لنا أنّ المشكلة الحقيقية كانت موجودة لدى الطرفين، أكان ذلك على صعيد إسرائيل أم على صعيد حزب الله، وذلك أن كلاهما دخلا إلى عملية تطبيق هذا القرار الدولي، ونيتهما الحقيقية في ألا يطبقا هذا القرار”.
أضاف:”من المعروف أنّ إسرائيل استمرّت فعلياً خلال يومي الثاني عشر والثالث عشر من آب موعد سريان مفعول القرار، أي قبل الرابع عشر من آب، في إمطار لبنان بملايين القنابل العنقودية. كما أنَّ حزب الله عندما باشر ظاهرياً عملية تنفيذ هذا القرار بعد الرابع عشر من آب 2006، فإنّه لم يتقيد بما ينص عليه القرار 1701، أكان ذلك في عدم تقيده بإخراج أسلحته الثقيلة من منطقة جنوب الليطاني، ولا في التوقف عن إدخال السلاح الثقيل إلى لبنان، وهو الأمر الذي استمرّ على مدى كل الفترة الماضية. كما أنّ إسرائيل من جهتها استمرّت في اختراقها وتحليقها في الاجواء اللبنانية منتهكة السيادة اللبنانية. وهكذا مرّت وحتى الآن 18 سنة، ولم يطبق هذا القرار الدولي بشكلٍ صحيح، وان حزب الله، وكذلك أيضاً إسرائيل لم ينفذا هذا القرار ولا يلتزمان بتطبيقه”.
تابع: “الجميع يقول الآن إنه يريد أن يطبق القرار 1701. هذا بعد أن عمد الطرفان، على مدى الأعوام الماضية، منذ تاريخ إقراره، إلى إعلان التزامه بالشكل ومخالفته بالمضمون. هذا علماً ان اسرائيل تحاول الآن أن تضيف الى القرار 1701 ضرورة تطبيق القرار الدولي 1559، الذي أُتِيَ على ذكره من ضمن بناءات القرار 1701. ولاسيما أنّ ما ينص عليه القرار 1559 هو بالفعل ما نصّ عليه اتفاق الطائف في العام 1989، لجهة احتكار الدولة اللبنانية وبالمطلق لحمل أو استعمال أي سلاح في لبنان من قبل طرف، باستثناء القوى العسكرية والأمنية الشرعية اللبنانية”.
ولفت إلى أن “الطرفين المعنيين بالقرار 1701- إسرائيل وحزب الله – باتا الطرفين اللذين يطالبان الآن بتنفيذه، ولكن كلٌّ على طريقته، ولاسيما بعد أن نال كل منهما ما ناله من نتائج سلبية بسبب عدم تطبيقه. أولاً، بسبب ما ناله حزب الله من خسائر كبرى في قياداته، وما ناله حزب الله ولبنان أيضاً من خسائر بشرية كبرى وتدمير وخسائر لا تحصى ولا تعد. ثانياً، لما تتعرض له إسرائيل من خسائر كبيرة في جنودها الآن في العملية البرية التي تقوم بها وتخوضها في لبنان، وهي باتت مضطرة لأن تستمر بهذه العملية العسكرية بالرغم من كل هذه الخسائر التي تتكبدها، والتي لا تستطيع أن تتحملها. لذلك ما هو مطلوب الآن، ويجب أن يحصل، ضرورة بذل جهد متناسق ومتضافر على الصعد المحلية في لبنان، وكذلك على الصعيدين العربي والدولي”.
أضاف:”على الصعيد اللبناني، هناك دور كبير لرئيسي مجلس النواب نبيه بري وحكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من اجل الخروج بموقف جدي يستطيعان من خلاله أن يبينا للعالم بأن لبنان سوف يلتزم حرفياً بالقرار 1701، ولاسيما بعد انتخاب الرئيس وتأليف الحكومة اللبنانية الجديدة بكل أمانة وصدق وجدية من أجل العودة إلى اكتساب الصدقية بتعهدات لبنان. وعندما نقول تطبيق القرار 1701 يجب أن نعني ما نقوله وليس من أجل أن نردّد كلاماً لا نعنيه، وبالتالي لا نطبقه. هذا الامر يجب أن ينطبق أيضاً على إسرائيل لجهة التطبيق الصحيح للقرار 1701، وهو ما يتطلًّب صدقاً في النوايا وفي الممارسات”.
تابع:”أما على الصعيدين العربي والدولي، فينبغي أن يُصار إلى مواكبة هذا التطبيق الصحيح من قبل لبنان وممارسة الضغط اللازم على إسرائيل للتقيد من طرفها بتطبيق هذا الاتفاق”.
ورأى ردا على سؤال أن “حزب الله ما زال حتى الآن في ما يشبه حالة إنكار، وهو لا يقول كل الحقيقة. لكنه بنفس الوقت لا بد لنا أن نعترف بأنه يحقّق انجازات على صعيد المعارك البرية الجارية الآن في جنوب لبنان، وحيث تواجه إسرائيل مقاومة عنيفة من حزب الله، هي التي تستمر في قصفها وتدميرها للعديد من البلدات والقرى على الحدود اللبنانية. لكن هذا لا يعني أنّ حزب الله غير مأزوم، على النقيض من ذلك فهو قد تعرّض ويتعرّض لخسائر جسيمة في قياداته وفي أسلحته وذخائره وفي الخسائر البشرية والمادية الكبرى التي يتعرّض لها الحزب في بيئته، والتي تعرّض ويتعرّض لها لبنان”.
وقال:” أعتقد أن الحزب بات يدرك تدريجيًا بأنّه مأزوم وبحاجه الى رأب الصدع الذي أصابه في صفوفه وفي بيئته الداخلية وفي علاقاته مع باقي اللبنانيين. وهي بمجملها من الأمور التي يمكن أن تهدّد بمخاطر كبرى على الصعيد الداخلي اللبناني إذا لم يجرِ غدارة الأمور بشكلٍ متبصر وصحيح وعلى أساس عودة جميع اللبنانيين إلى كنف الدولة بشروط الدولة. هناك إشكالية في أنّ الحزب قد بات عليه أن يعالج هذا الجو اللبناني المتشنج الذي يطالبه وبشدة وبوضوح كبير في ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وفي ضرورة التخلي عن مبدأ ربط مصير لبنان بمصير الحرب الإسرائيلية التي تشنها على غزة. كذلك في تسهيل عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعيداً عن أي اشتراطات”.
وبالنسبة إلى المخاطر، أجاب:” المخاطر الداخلية ليست قليلة على الإطلاق. إذ إنه، على صعيد الوضع الداخلي في لبنان، يجب أن ندرك مسائل هامة وأساسية، بدايةً، أن هناك تقريباً نحو مليون نازح من اللبنانيين الذين هُجِّروا قسرًا من الضاحية الجنوبية، وهُجروا من الجنوب ومن مناطق عدة في لبنان، وباتوا منتشرين في جميع أنحاء المناطق اللبنانية، يعيشون حالًا صعبة ومزرية وهذا غير مقبول إنسانياً. وهم موجودون في مناطق عدة داخل الاحياء السكنية اللبنانية في مختلف المدن والبلدات والقرى، والتي هي أساسا مكتظة بالسكان، وأوضاعهم الخدماتية والمعيشية سيئة أصلاً، الجميع يعرف أنّ لبنان كان يعاني، قبل الثامن من تشرين الأول2023 أزمة النازحين السوريين. الجميع يعرف ان لبنان كان يستضيف نحو مليون ومئتي ألف نازح سوري، أضيف إلى ذلك كله نتائج هذه الأزمة والكارثة الجديدة، حيث نزح قرابة المليون نازح لبناني. وكل ذلك يأتي في خضم أزمة وطنية وسياسية واقتصادية ومعيشية ضاغطة على أعصاب وعلى مستوى ونوعية عيش جميع اللبنانيين، فتأمل ماذا يمكن أن يعني هذا، ولاسيما أننا أصبحنا على مقربة من فصل الشتاء. صحيح ان بعضا من أولئك السوريين قد عاد الى سوريا، وأنّ بعضاً من أولئك اللبنانيين النازحين ذهب الى سوريا، ولكن تبقى المشكلة مشكلة كبرى بكل المقاييس على كل الصعد الداخلية اللبنانية، وكذلك على الصعد السياسية والاقتصادية والمعيشية والأمنية”.
تابع: “أرى أن هناك حاجة لتزخيم العمل من قبل الرئيسين بري وميقاتي من أجل إنجاز تقدم كبير وسريع من أجل التوصل مع حزب الله إلى تصور واضح للخروج من هذه الأزمة الخانقة. حتمًا الان كل ما نسمعه من حزب الله هو كلام في معظمه موجه إلى بيئته، وبالتالي علينا أن ندرك أنّ ليس من الممكن أن يعلن حزب الله الان انه قد وافق على مسألة التقيد بالقرار 1701 هكذا علناً. لذلك، بالتالي، يجب أن ندرك أن إتمام هذه العملية لا يكون إلاّ من خلال المفاوضات، وبعيداً عن الإعلام، ومن خلال التواصل الذي ينبغي أن يجريه الرئيس بري مع المسؤولين الجدد في حزب الله وبالاتفاق مع الرئيس ميقاتي، وأن يكون هذا العمل سرياً إلى أن يُنجز، وبالتالي يمكن إعلانه بعد ذلك”.
وقال ردا على سؤال:”يراودني كثير من القلق بشأن الامور التي ظن البعض بأنها قد انتهت، وذلك بشأن المسرحية الهزلية والبكائية التي جرى إخراجها ما بين إسرائيل والولايات المتحدة، وأعلمت بها إيران مسبقاً بشأن الردّ الاسرائيلي على الهجوم الإيراني، وحيث وكما شهدنا كيف ردَّت إسرائيل بهجومها الجوي على ما قامت به إيران من هجوم بالصواريخ على إسرائيل مطلع هذا الشهر. ذلك لأنّ هناك أخباراً تقول ان إيران ربما تعود إلى الرد من جديد على هذا الهجوم الأخير الذي قامت به إسرائيل. هذا ما يعني أنّ هناك احتمالا لأن تُحاول إيران من جديد محاولة الرد على الرد. السؤال الآن: هل سترد إيران على إسرائيل بشكلٍ مباشر، وذلك عبر اشعال الجبهة بينها وبين اسرائيل مرة جديدة، أم انها سوف ترد عليها من خلال أذرعها الخارجية، والتي يمكن ان تكون، وبشكلٍ أساسي، من خلال فتح جبهة لبنان، بشكلٍ أكبر وأعنف، ويكون لبنان بالتالي الساحة الجديدة لهذا الصراع ما بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل؟”.
وقال:”هذا الأمر يحمل معه مخاطر كبيرة من جهة أولى، على إمكان توسع نطاق هذه الحرب بشكلٍ غير منضبط. وكذلك، ومن جهة ثانية، تداعياتها على لبنان بالتحديد بكونه سيكون ساحة الصراع الأساسية في المنطقة ومع ما يعنيه ذلك من مصائب وكوارث أكبر بكثير سوف تحلّ على لبنان”.
أضاف ردا على سؤال: ” الأرجح عندي أن ليس هناك من حلول أساسية قبل إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية. لكن، من دون أدنى شك، فإن الجميع، حيث يريد كل فريق أن يعتمد طريقته من اجل الخروج من مأزقه، وليس بالضرورة أن ينجح في ذلك من دون كلفة معينة. الولايات المتحدة مأزومة وإلى حدٍّ بعيد بسبب الانتخابات، وهي تريد ان تخرج بشبه انتصار لتقول انها قد حققته قبل الخامس من تشرين الثاني القادم بالقول إنها نجحت بتجنب الحرب الشاملة في المنطقة، وأنها نجحت بتهدئة هذه الجبهات. على صعيد آخر، إسرائيل مأزومة أيضاً وأنها بهذا الموضوع لا تريد ان تصعِّد أكثر مع إيران، وأكثر مما قامت به حتى الآن. كذلك، إيران مأزومة، وبشكلٍ كبير، ولا تريد ان تصعِّد مع إسرائيل وتخشى من انعكاسات ذلك عليها لأنها مازومة بالداخل الإيراني، ومتخوفة من تداعيات الحرب عليها من إسرائيل في الداخل الإيراني. وهي مأزومة في أذرعتها ومأزومة في صراعها مع الولايات المتحدة واسرائيل ومأزومة من خلال الهجوم المتكرّر عليها من قبل إسرائيل. كذلك الحال هو أيضاً وبشكلٍ آخر بالنسبة لحماس في غزة ولحزب الله في لبنان. كل هذه المجموعة من الأزمات المتفاقمة مع بعضها، والتي لها جميعاً صلة بالأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والتي يتعرّض لها مختلف الأطراف المتدخلة في هذا الصراع، والجميع قد وصل الى نقطة يريد، ويجب عليه الخروج منها بأقصى سرعة ممكنة”.
أما بشأن الموفد القطري، فأعرب عن اعتقاده ان “لقطر دائما دورًا مقبولًا ومرحبًا به في لبنان. ولهذا يتوقع اللبنانيون ان تقوم قطر بمبادرة في هذا الامر من أجل الإسهام في عملية وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من المناطق التي أصبحت فيها موجودة في لبنان، وكذلك من أجل طمأنة حزب الله في ما خصّ باليوم التالي لانتهاء الحرب. ولاسيما في ما خصّ موضوع اعادة الإعمار، وماذا سيحصل بالنسبة للحزب في الفترة القادمة. وهذا الأمر يشكِّل مصدر قلق كبير لدى حزب الله، لأنّه وعندما يهدأ المدفع، فإنّ السؤال الكبير: ماذا ستكون عليه الأمور، وكيف ستجري معالجة نتائج هذه العمليات العسكرية، وما هو مصير حزب الله وسلاحه ونفوذه في لبنان؟ وما بشأن نفوذ إيران في لبنان؟ وهذه كلّها مجموعة واحدة من التساؤلات الكبيرة حول مجريات الأمور. ومن ذلك أيضاً ما يمكن أن يقوم به الموفد القطري على مسار اقناع الأطراف اللبنانيين، ولا سيما بالنسبة إلى حزب الله من أجل أن يصار إلى التحرك على مسار انتخاب رئيس جمهورية جديد للبنان، الأمر الذي ينبغي ان يحصل البارحة قبل اليوم، ولاسيما في ضوء استمرار الاستعصاء من قبله في هذا الامر”.