رعت “مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية” طباعة وإصدار كتاب “سير اعلام” للأديب والكاتب الطرابلسي المعتز بالله مطرجي في 742 صفحة من القطع العادية، أهداه الكاتب إلى “طرابلس الحبيبة ومينائها مهد الديموقراطية ومحط أول برلمان في العالم”.
وفي مقدمته للكتاب، كتب رئيس المؤسسة الدكتور سابا قيصر زريق: “لطالما حثني فضولي على التعرف على سير أعلام خلفوا آثارا مضيئة في مجتمعاتنا، غارفا من مؤلفات يشكل مخزونها من التراجم ذاكرة جمعية هي، بلا أدنى شك، أبرز مكونات أي إرث وطني. فكيف يا ترى تكون الحال إذا ما كان ذلك المجتمع هو المهد الذي أبصرت فيه النور وترعرت في أحضانه، حتى أصبحت من كبار عاشقيه، إن لم أكن الأكثر عشقاً له؟ أنا المتيم بفيحائي”.
وقال: “شغل المؤلف أيامه ولياليه مسامرا المراجع في البحث والتنقيب والتمحيص في مسيرة حوالي 250 قامة، جلها فيحائيّة، شهد القرنان التاسع عشر والعشرون لهم مآثر في ميادين مختلفة، فهم بين فقهاء وأدباء وشعراء وأصحاب سماحة وفضيلة وصحافيين ومربين ومناضلين وفنانين ورجال أعمال ومفكرين وخطاطين وأطباء وقضاة ومهندسين ومؤرخين وصيدلانيين ومحامين وإداريين وغيرهم، وذلك بإقتضاب مدروس ومبرّر”.
وقال المؤرخ الطرابلسي الدكتور عمر عبد السلام تدمري في تقديمه للكتاب: “لا أشك في أن الكاتب قدّم بموسوعته هذه خدمة جليلة لتاريخ طرابلس وأجيالها ورجالاتها ونسائها الفاضلات بمختلف تخصصاتهم وتخصصاتهن”.
أما الكاتب مطرجي فيقول في “كلمة المؤلف”: “عدت من المملكة العربية السعودية سنة 1995 من رحلة عمل إمتدت لأكثر من 25 سنة. والسفر كما قال الإمام الشافعي فيه خمس فوائد. وكان فيها من المفاجآت والمشاهد التاريخية ما يجدر ذكره، منها وقوفي على أطلال حصن السموأل بين عادياء “الأبلق الفرد”، وموطن خيام الشاعر المعذّب بحبّه لبثينة جميل بن معمر. ولن استطرد كثيرا في التحدث عن الأعمال التي قمت بها وأعود إلى لبنان لاُرضي شغفي في هوايتي الأدب والتاريخ، وأغوص في القراءة والكتابه والبحث، خصوصا أن لرجالات طرابلس في القرنين التاسع عشر والعشرين آثارا مجيدة في الفكر والأدب والشعر ولن أدعي أنني وفيتهم حقهم في البحث والتحليل إنما هي نبذة متواضعة من تاريخ حياتهم حتى لا تنساهم الأجيال”.